10 أبريل، 2024 7:30 ص
Search
Close this search box.

نحن من يصنع الطاغوت 

Facebook
Twitter
LinkedIn

اصبح العراق اليوم بحاجة ماسة الى التعاقد مع آلاف الاطباء من الخبرات في الخارج لمعالجة مرض انتشر اخيرا في جمهورية تسمى جمهورية العراق والطامة الكبرى ان انتشاره اصبح بصورة سريعة ويسمى داء العظمة وان المصابين بهذا الداء من عامة الشعب اضافة الى اغلب المسؤولين من هم بدرجة مدير عام فما فوق. وبالنسبة لعامة الشعب نجد ان اغلب الذين يجلسون على الكرسي وان كان موظف صغير في الدولة او اي موظف له احتكاك مباشر مع المواطن تجده يقدم نفسه على انه بطل ويتعالى على ابناء جلدته. والقسم الاخر من العامة الذين يمتلكون المال وللاسف فتجده يمر بسيارته الحديثة وينظر للناس نظرة المتعالي المتكبر وتناسى تلك الايام التي عاش بها اسلافه بالفقر الشديد…
الاغلبية المطلقة لدى المسؤولين اصيبوا بهذا الداء ووصل بهم الحد الى داء العظمة المزمن فتجده لايجيب على تلفونات الذين يتصلون به ولايقف عندما يرى احد في الطريق من ابناء جيله.. اما صاحب المال او من يطلق عليهم في مجتمعاتنا الزنگين فهؤلاء يريد دوما ان يجلس في الصدارة ويتكلم بصوت مسموع….
اقول نحن من صنع هؤلاء الطواغيت فكل مسؤول في العراق بعد عام ٢٠٠٣ نحن من سلمناه زمام امورنا ونعرف شخصيته الضعيفه ومراوغاته السياسية فلو اتحد الجمع لوجد الاصلح من هؤلاء خاصة وان الفرصة تأتي كل اربعة سنوات… واما بالنسبة لاصحاب المال واغلبهم جمعوا اموالهم بصورة غير شرعية فلو قاطعهم المجتمع في كل مناسباتهم لتجدهم يرجعون الى حجمهم الطبيعي وواقعهم الصحيح ولكن عندما نجامل ونداهن على حساب الحقيقة فاننا ساعدنا بصناعة طاغوت جديد…. ايها القارئ الكريم
ان المجاملة غير مطلوبة في بعض الأحيان وربما سوف تكون عليها اقتراف بعض الذنب فلماذا نتشارك جميعنا على اقترافها بالباطل…
ان طواغيت مجتمعنا قد وصلوا اعلى الحدود واذا لم نجد الحلول فاصبح علاجهم النفسي من هذا الداء مطلوب. فداء العظمة يهدم روح الانسان نفسه ثم ينتقل الى العائلة والمجتمع وله تأثيرات من كل الجوانب.
وانني ارى قد حان الوقت لهدم الاصنام وان نمتنع عن صناعة اي طاغوت جديد مهما كانت صفته وعنوانه فالطغيان اشد درجات الكفر والالحاد… وان كل المجاملات لن تجدي نفعا بل ان الاشخاص الذين نجاملهم في بعض الاحيان ينظرون الينا بصورة استجداء وللاسف الشديد …
اليوم حان الوقت ليسمع من به صمم من المصابون بداء العظمة ان اغلب المجالس العامه لاتريد التودد او التقرب لكم وان من يجالسكم او يمدحكم هم المنافقين اصحاب المصالح الضيقة فقط…
فهنيئا لمن اراد ان يكسب محبة الناس ويخرج من جلد التجبر والكبرياء فسوف يحظى بمحبة الطيبين ويشافيه الله من هذا الداء القاتل للنفس.
وتلك الايام نداولها بين الناس.. صدق الله العظيم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب