18 ديسمبر، 2024 6:43 م

نحن من ننقذ الموازنة من العجز “مو” ..!!

نحن من ننقذ الموازنة من العجز “مو” ..!!

يتداول نواب الصدفة حلاً عبقرياً للعجز الكبير في الموازنة ، بتحميل المواطن المزيد من الاعباء ، فيتدارسون فكرة تعظيم الموارد غير النفطية على حسابنا كمواطنين مبتلين منذ عقدين بطبقة سياسية رثة ، وعلينا ان نتهيأ لضرائب جديدة على كارت الموبايل ورسوم السفر خارج البلاد وتنشيط استيفاء اجور الكهرباء العليلة اصلا وفصلا وضرائب متنوعة على المعاملات اليومية للمواطنين في دوائر الدولة كالعقارات وغيرها !
وازيدهم علماً بضريبة غريبة كانت بعهد صدام تتمثل بدفع المواطن الف دينار ثمناً لدخوله أي دائرة رسمية ، فكان النصف يدخل بوصل رسمي فيما يدخل النصف الآخر دون وصل والمبلغ الفضائي هذا تتم مقاسمته بين موظف الاستعلامات والمدير او من هو دونه ، فكرة شيطانية لايستطيع المواطن التملص منها على الاطلاق !!
ولاننا سعداء حد التخمة فان من حق هؤلاء النواب وبدعم حكومي سوداني ، ان يضغطوا علينا قليلاً كي نؤدي واجباتنا الوطنية كمواطنين نحبهم ونقدر نزاهتهم وبياض اياديهم التي لم تمتد ولن تمتد الى الاموال العامة ، فليس منطقياً ان يسرقونا مرّتين ، مرّة بالفساد المالي ومرّة اخرى تطبيقاً للمثل الشعبي ” عيني عينك ” بضرائب رسمية لايشوبها الخلل او الشكوك !!
وادعو الشعب العراقي المحتج دائماً ، الى تنظيم حركة احتجاجات واسعة على غرار تشرين ، تحت شعار ” بالروح بالدم نفدي الموازنة ” ، طبعاً نفديها ونفدي نور زهير وهيثم الجبوري وهما طليقان في بلاد الله الواسعة والجميلة وعلينا ان نستكمل دفع ما عليهم من ديون لحكومتنا الرشيدة جداً، بغض النظر عن رفع الحجوزات على املاكهما ، فهذا مخالف للدستور الذي تحترمه جداً هذه الطبقة السياسية المتنفذة والحاكمة منذ عقدين من الزمن !!
نعم ياحكومة الخدمات ويابرلمان الصفقات ، الشعب الذي رغم انكم لاتمثلونه او تمثلون جزءً يسيراً منه ،مستعد بروحه الوطنية الوثابة ، ان يدفع ليس المزيد من الضرائب ، بل حتى ماء عيونه لاجل ماء عيونكم العزيزة عليه ، حتى لاتبقوا في حيرة من امركم ، لان الفات مات كما يقال ، فلا يمكن استعادة الاموال المليارديرية التي سرقتموها من افواه اطفالنا ، واصلاً معيب علينا المطالبة بها فنحن اهل كرم وجود حتى للصوص من امثالكم !!
ألم نقل ” نريد وطن ” وهذا هو الوطن محتاج لموقفنا المشرف فندعوكم ، من قلب صاف، الى زيادة الضرائب علينا واعادة ضريبة الدخول الى الدوائر الرسمية ” أم الألف دينار ” حتى يكون كما يقول المصريون ” مفيش حد احسن من حد ” ، واقترح عليكم رفع الربع كيلو عدس من الحصة التموينية فلن نموت جوعاً اذا خلت مائدتنا العامرة من العدس حتى وان كان متعفناً !!
امضوا وعين الله ترعاكم ، وان تجرأ أي مواطن مشاغب وطالب برغيف خبز نظيف فاجيبوه كما اجابت الملكة الفرنسية ماري انطوانيت الشعب الفرنسي الذي كان يطالب بالخبز وليس الموازنة قائلة “إذا لم يجدوا الخبر، فليأكلوا البسكويت” أو الكيك في رواية اخرى !، ولا تهتموا ابداً بماقاله الجواهري عن جياع هذه البلاد !!
نامي جياع الشعب نامي
حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبعي
من يقظة فمن المنامِ
نامي على زبد الوعود
يداف في عسل الكلام
لكني اخشى ان تنطبق عليكم مقولة كازنتزاكي في رواية زوربا ” سيرميكم الله مع يهوذا الى قاع الجحيم ” !!