17 نوفمبر، 2024 8:46 م
Search
Close this search box.

نحن لدينا جون مع الحسين ….وهم لديهم جون مع داعش

نحن لدينا جون مع الحسين ….وهم لديهم جون مع داعش

يقول أمير المؤمنين علي (ع) :أعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف أهله … إنّ الحق لا يُعرف بالرجال وانّما يُعرف الرجال بالحقّ,لم نعرف جون العبد المسيحي على أساس لونه وانتمائه وهويته وإنما عرفناه لموقفه ولثباته ,فعندما يمتحن الرجال في أوقات المحن والشدائد تظهرمعادنهم ورجوليتهم ,لم يخذل الحسين (ع) كما فعل أسياد مكة خوفاً على حياتهم ومصالحهم الشخصية وأمتيازاتهم من الزوال لسطوة الظالم وأستبداده ,برهن بدمه عن نفس كبيرة لا تعرف اللؤم أو الجحود، فلم يتمرّد ولم يتردّد في نصرة الحسين عندما رأى أن الظرف هو أنسب ما يمكن أن يتحقق لكي يعبّرعما كان يجيش في صدره من عوامل الحب والمودة، بعكس الكثير من النفوس الضعيفه الذين استسلموا للخوف الذي سيطر على نفوسهم قبل أن تصل الأمور إلى مستوى سفك الدماء وسقوط الشهداء، فعبَّروا بذلك عن شخصياتهم المهزوزة والضعيفة، بينما ذلك الإنسان الذي لم يكن أحد يحسب له حساباً لكونه عبداً مملوكاً بنظرهم يكشف بوقفته المميزة في كربلاء عن نفس قوية واثقة تعيش الطمأنينة والثبات ,كان هو وبقية الشهداء معلماً كبيراً ورمزاً من الرموز، لأن كل واحد منهم كان جزءاً لا يتجزأ من تلك الثورة الرسالية التي صارت رمزاً أكبر لكل الثورات والمجاهدين إلى اليوم وحتى قيام الساعة ,لقد أستاذنه للنزول إلى الميدان لقتال ذلك الجيش، إلاَّ أن الإمام يردّه ردّاً لطيفاً مليئاً بالحب والحنان والتقدير قائلاً له: «يا جون إنما تبعتنا للعافية، فأنت في إذن مني» فوقع جون على قدميه يقبّلهما ويقول: «أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، إن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود، فتنفّس عليَّ بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم»، عند ذلك سمح له الإمام بالقتال، فما هي إلاَّ برهة وسقط شهيداً مخضب بدمه فداءً لدين الله وأهل بيت النبي وضرب بذلك مثلاً للوفاء والصدق وتفوَّق على كل أولئك الذين تخلَّفوا عن نصرة الحسين وهم يزعمون أنهم من أشراف المسلمين

وعلية القوم، بل ويزايدون على الآخرين بسبب بعض الاعتبارات الواهية التي أسقطتها دماء «جون» في كربلاء,وبعد استشهاد ذلك العبد الوفي الصادق يقف الحسين عند جسده الشريف ويقول «اللهم بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع محمد وعرّف بينه وبين آل محمد ,ترى كم نحتاج مثل جون المتسامي فوق مغريات الدنيا ورغيدها الفاني ؟هكذا يعطي الإسلام الفرصة لكل إنسان لكي يثبت جدارة الإنتماء إلى هذا النوع، فيتحول البعض من نكرة في المجتمع ليرتقي إلى مستوى المثال والقدوة والنموذج بالعطاء والبذل، والتضحية وينال بذلك المنزلة الرفيعة ,لقد أصبح جون معلماً في الإيثار لم يساوم ويهادن على الباطل وكان بأستطاعته الرحيل والنجاة من سيوف قاتليه بتركه للحسين ,رفض الذهاب لأنه يومن بقضيته وبعدالة المشروع الاصلاحي النهضوي الذي جيء به الحسين ,جون فظل البقاء في معسكر الحسين …معسكر الفضيلة والقيم فكان الجزاء أن أختاره الخلود ,وهناك جون الذباح لدى تنظيم الدولة الأسلامية البريطاني “الجهادي جون” الذي قتل في ضربة جوية ,استهدفت معقله في الرقة السورية بحسب ما ذكرته مجلة التنظيم “دابق” ا , وهو متطرف بريطاني ظهر في تسجيلات فيديو للتنظيم المتطرف تظهر اعدام رهائن، قتل في غارة جوية اميركية في سوريا, “الجهادي جون”، اسمه الحقيقي محمد اموازي الذي ظهر في شرائط فيديو عدة تتضمن مشاهد قطع رؤوس غربيين وبات رمزا لهمجية التنظيم الجهادي, واوضحت “دابق” ان البريطاني قتل في 12 تشرين الثاني “عندما استهدفت السيارة التي كان على متنها بضربة جوية من طائرة بدون طيار في مدينة الرقة حيث دمرت السيارة وقتل على الفور”, ووصفت المجلة التي خصصت له مقالا، اموازي ب”الشهيد” وب” الاخ المشرف” وطلبت من الله ان “يشمله برحمته”, واعلن مسؤول اميركي ان طائرة بريطانية بدون طيار شاركت في الضربة الاميركية في سوريا التي فيها “الجهادي جون” البريطاني. واضاف ان “ثلاث طائرات بدون طيار احداها بريطانية” استخدمت في العملية لكن الطائرتين الاميركيتين هما “اللتان اطلقتا” صاروخين ,ذهب جون الذباح ناصر القتلة وقاتلي الإنسانية الى مزبلة التاريخ المتلذذ بقطع الرؤوس ,وارتفع نجم جون

المضحي والمدافع عن الحسين صانع الحرية والكرامة للأنسانية الى منار التاريخ المضيء ….والتاريخ الصحيح كفيل بأن يفسر لنا ويعرفنا بالحقائق .

أحدث المقالات