حينما يحين موعد الإنتخابات البرلمانية يبدأ المرشحون للإنتخابات السباق بتوزيع البطانيات على الناس و تحليفهم بالقرآن لضمان أصواتهم الإنتخابية، و هؤلاء الناس بإعتبارهم مسلمين يخافون اللّـــه و يصلون و يصومون و و و … لا يسألون أولئك المرشحين عن مصدر أموال هذه البطانيات هل هي حلال أم حرام ليطمئنوا بأن لا يدخل بيوتهم مال حرام و بسببها سوف يدخلون النار، و كذلك هؤلاء الناس لا يمتنعون عن الحلف بالقرآن عن بيع ذممهم مقابل البطانية لإنتخاب أولئك المرشحين لأن الحلف بالقرآن هو لإحقاق الحق و ليس لإقرار الباطل، و كذلك هؤلاء الناس لا يمتنعون عن أخذ هذه البطانيات بإعتبارها رشوة لشراء ذممهم مقابل أصواتهم الإنتخابية و الرشوة ملعون من أعطاها و من أخذها و من يوصلها من الراشي إلى المرتشي حسب ما ورد في الحديث الشريف “لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما”، واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة اللّـــه. و عندما يقوم المرشح بتبليط شوارع حي بعينه و لو بالحصى الخابط (السُبَّيس) فإن سكان هذا الحي يبدأون بكيل المديح و الثناء لهذا المرشح و كأنه فتح لهم أبواب الجنة و يسارعون إلى إنتخابه عن طيب خاطر غافلين بأن واجب البرلماني تشريعي و رقابي و ليس بلدي و تبليط الشوارع، و لا يفكر هؤلاء الناس بأن هذا التبليط هو رشوة لشراء ذممهم مقابل أصواتهم الإنتخابية و الرشوة ملعون من أعطاها و من أخذها و من يوصلها من الراشي إلى المرتشي واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة اللّـــه. أما الموظفون الذين قامت بتعيينهم الأحزاب مقابل أصواتهم الإنتخابية فإنهم لا يسألون و لا يبالون بالخراب الذي يشاركون به الأحزاب التي قامت بتعيينهم مقابل أصواتهم الإنتخابية بعدم تأدية واجباتهم الوظيفية بأمانة و إخلاص و هذا واضح من إنحطاط الخدمات التي تقدمها الدولة في التعليم و الصحة و غير ذلك الذي أصبح واضحا ً للجميع، و هؤلاء الموظفون لا يفكرون بأن توظيفهم هو رشوة لشراء ذممهم مقابل أصواتهم الإنتخابية و الرشوة ملعون من أعطاها و من أخذها و من يوصلها من الراشي إلى المرتشي واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة اللّـــه.
بينما نحن مشغولون بالرشاوي الإنتخابية تاركين الدولة ضعيفة مفككة لتكون لقمة سائغة للقوى الخارجية فإن هذه القوى الخارجية مشغولة بإعداد الخطط لإستعبادنا، فلو أننا كنا مشغولون ببناء دولة قوية بالإصلاح و محاربة الفساد و الإمتناع عن بيع ذممنا مقابل بطانية أو تبليط شارع أو وظيفة لما إستطاعت هذه القوى الخارجية إدخال داعش علينا، كما نتهمها نحن بذلك، لقتل بشرنا و تدمير بنياننا و تخريب إقتصادنا بحيث أصبحنا مديونين لهذه القوى الخارجية بمليارات الدولارات التي سيكون علينا تسديدها مع الفوائد المستحقة عليها و التي إذا عجزنا عن تسديدها في موعدها فستستخدمها القوى الخارجية حجة لإحتلال آبارنا النفطية لإستيفاء ديونها بواسطة تشكيل تحالف دولي على غرار التحالف الذي إحتلنا بحجة الأسلحة الكيمياوية. و عندها سيستعبدوننا و سيذيقوننا الذل بعينه و الذي سيكون أسوأ من ذل داعش، و عندها سوف لن تكون هنالك بطانيات و لا شوارع سُبَّيس و لا وظائف تقدم لنا كرشاوي إنتخابية.
و كل هذا الذي يحدث لنا من خراب هو مصداقا ً لقوله تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود117)، حيث أن إحدى طرق الإصلاح الإمتناع عن إنتخاب الفاسدين و الإجتهاد بالبحث و التقصي لإنتخاب الصالحين، و لكننا لا نبالي بذلك و ننتخب من يدفع لنا الرشاوي الإنتخابية فنستحق ما يحصل لنا من لعنة اللّـــه سبحانه و تعالى.