26 نوفمبر، 2024 10:07 ص
Search
Close this search box.

نحن .. كرهناكم !

من المعيب , أن نرى إستعراضا عسكريا في ساحة الاحتفالات التي بناها الدكتاتور صدام حسين .. ومن السخرية , أن يقف حيدر العبادي في نفس المنطقة التي وقف فيها الطاغية , لتحية صنوف الجيش العراقي , وأرتال فدائيي صدام .. ما أشبه اليوم بالبارحة , وما يحتاجه العبادي , سوى قبعة أمريكية والسيكار الكوبي وبرنو , ليطلق الرصاص بالهواء , تحية لهذه المناسبة ..
أربعة عشر عاما , وما زال المهرجون يغتصبون قصور الدكتاتور , ويسبحون في مسابحه التي إختارها من تصاميم عدة .. نفس الشوارع يسيرون عليها , والشاهد أن كل أعمدة الكهرباء , ما زالت نفسها هي هي , وقد تصدأت .. مستشفياتنا الهالكة في القدم , وأدوية تباع على الارصفة , وأمراض تطرق بيوت العراقيين لاول مرة .. ومدارسنا وجامعاتنا المجانية , هي اليوم خراب ودمار , وغير معترف بها رسميا .. العشيرة صارت فوق القانون , لان القضاء العراقي بات مشلولا , وخاضعا للابتزاز والمساومة .. المخدرات التي كانت عصية على العراقيين , هي اليوم في متناول شبابنا وشاباتنا , وتجارها يقيمون في وسط وجنوب العراق تحديدا , وبيوت الدعارة أضحت سمة من سمات المجتمع العراقي الفيسبوكي والتويتري .. الجريمة المنظمة والانفلات الامني , ودعمه ومساندته من قبل بعض الاحزاب الاسلامية المدعومة , التي لها غاية في إحداث الفوضى وأشاعة الخوف بين الناس , وسرقة المصرف الزراعي في ديالى تشبه الى حد بعيد سرقة مصرف الزوية في الكرادة ..
أربعة عشر عاما , ونفس الوجوه الصفراء تداور نفسها بنفسها .. يفشل في الانتخابات , ثم تراه مستشارا في الرئاسات الثلاث .. يستقيل أحدهم من مجلس النواب , ثم يدفع الحزب بنفس الفاشل في الانتخابات , ليأخذ مقعد المستقيل .. يتحدثون لك عن النزاهة والشرف الرفيع , وهم غارقون في الفساد حتى أصابع الرجلين .. والطريف , أن جميع الاحزاب شيعية وسنية وكردية وتركمانية ومسيحية وإيزيدية وصابئية , ينتظرون بفارغ الصبر , المؤتمرات التي ستعقد لاعادة الاعمار في العراق , لتقسيم الاموال التي ستمنحها الدول الخليجية والاوربية .. وأنك , لو أطلعت على تفاصيل بيع العملة في البنك المركزي , لتجد المافيات على أصولها وأساليبها الملتوية .. ولو أردت متابعة الاموال المشتراة , ستجد طريقها في الارجنتين أو بنما , ثم تختفي فجأة , ولا يسمح لك بتعقبها أطلاقا .. الدوائر المستقلة , أكثرها تدار بالوكالة من قبل أعضاء في الاحزاب العشرة , ومهيمنة على كل شئ في هذا البلد , الذي دخل في غيبوبة طويلة ..
محافظات , في وسط وجنوب العراق تصحرت , لا مشاريع ولا بنى تحتية ولا فوقية , وكل شئ معطل .. والمهرجون يتباكون على الموصل , وأبو سفيان يركض الى بلاد فارس ليشتري الغاز والكهرباء , ليضئ بيوتات الدواعش .. إذن , الخلل ليس في حكوماتنا الشيعية , الخلل في شعوب محافظاتنا العتيدة , التي ستنام من ضيمها طويلا…
ومن أجل ذلك , نحن كرهناكم أيها المنافقون الظالمون الاثمون , المتسلطون على رقابنا , أصحاب الشهادات المزورة , الذين لم تشبع بطونكم من السحت الحرام , وأعلموا أن الانتخابات قادمة لا محالة , وفيها ستكون نهايتكم بأذن الله ……….

أحدث المقالات