23 ديسمبر، 2024 9:15 ص

نحن تركمن العراق.. من يقودنا ؟

نحن تركمن العراق.. من يقودنا ؟

اثبتت صمود ناحية امرلي وتصدي ابنائها التركمان ببسالة الابطال للهجمة البربرية لتنظيم داعش الارهابي، بوجود التركمان القوي والمؤثر في العراق، هذه الناحية التركمانية الصغيرة في مساحتها والكبيرة في عزها وشموخها واصالتها العراقية، كانت عنوانا للرجولة والانتماء والوطنية الحقيقية، التركمان العراقيين في امرلي الاوفياء لعقيدتهم والمبادئ التي يؤمنون بها لاتتجاوز تعداد سكانها العشرون الفا فعلت ماعجزت عنها بعض مدن العراق تعداد سكانها يقارب المليون بالتصدي على زمر داعش المجرمة، فالنتذوق حلاوة النصر الذي وحد العراقيين على ارضها لتوحيد الصف التركماني لديمومة هذه القوة من خلال قيادة تركمانية موحدة تكون امرلي وبطولات ابنائها عنوانا لها، كوننا اصبحنا بحاجة ماسة لها من أي وقت اخر لمجمل من الاسباب.

لامكان للكيانات الضعيفة في العراق بعد اليوم، هذا ماجاء في تقرير صحفي لصحيفة فانينانشال تايمز يوم 30اب2014 للصحفية (ايريكا سولومون) تحت عنوان (الاقليات في العراق تخشى الوصول الى نقطة اللاعودة)، مدرجة التركمان ضمن الاقليات في العراق في تحليها الوضع بعد سيطرة داعش على بعض المناطق في العراق، مشيرة الى ان الكتل (الطوائف) الرئيسية استغلت الاقليات التي تشكو منها في ضياع حقوقهم، مضيفة اذا كان تنظيم داعش سببا في ترك ديارهم، الا ان الصراع حول الاراضي والموارد الطبيعية قد يكون سببا في هجرتهم من المنطقة الى الابد.

وفي ضوء ما حدث ويحدث في العراق اليوم من تخندقات طائفية وقومية نتسائل نحن التركمان ألم تكن المجازر التي ارتبكت وترتكب بحقنا كافية لنبذ الخلافات الحزبية والشخصية؟ الم تكن العمليات الممنهجة لتهجير التركمان من مناطقهم واختطاف مواطنينا دافعا للعمل الجماعي؟ اليس كافيا تدمير البيوت على ساكنيها التركمان في طوزخورماتو وقتل من فيها من الاطفال والنساء ودفنهم احياء تحت ركامها دافعا لنكران الذات؟ هل هناك مآسي اكبر من الكارثة الانسانية التي عانى منها التركمان في امرلي والتي لم يشهد لها تاريخ العراق المعاصر مثيلا، مدينة داخل دولة لها حكومة مركزية تحاصر من قبل عصابات داعش لاكثر من شهرين وتقطع عنها الماء والكهرباء وتمنع دخول المواد الغذائية، اليس بمقدور كارثة بهذا الحجم ان يكون دافعا لاحياء الضمائر الميتة؟ حقوق تناثرت، اراضي تركمانية اغتصبت امام انظار الدولة مع سبق الاصرار والترصد باسم قانون القوة، اما نحن فبقينا متفرجين وكان الامر لايخصنا، كل هذه الماسي تحملناها ولازلنا نتحملها ولاوجود لمرجعية تركمانية تنطق باسم التركمان وتطالب بالحقوق بصوت واحد يمكن ان يسمع.

مثلما للمكونات العراقية الاخرى لنا احزاب وسياسيين وشعب يعد الثالث من ناحية الحجم السكاني، الا ان حقوقنا وحجم تمثيلنا في الدولة والمؤسسات الحكومية ودورنا في الخارطة السياسية العراقية شبه منعدم قياسا بالمكونات الاخرى، وسبب ذلك هو عدم وجود مجلس او قيادة او مرجعية تركمانية موحدة، الامر الذي ادى منذ عام 2003 الى تشتت الجهد وعبثية العمل السياسي، الامر الذي اعطى الفرصة للمتربصين ان يهمشوا دورنا ويقزموا حجمنا لتضيع الحقوق ونصبح ضمن الاقليات العراقية المهددة بالإنقراض في المستقبل القريب.

لوعدنا قليلا الى الوراء نجد ان التحالف الذي كان يشكله التركمان ممثلا بالاحزاب (القومية والدينية) كان اكثر تماسكا بعد السقوط قياسا على ما هو عليه في الوقت الحاضر، ففي الوقت الذي كان المواطن التركماني يطمح الى نجاح السياسة التركمانية في رسم خارطة الطريق وتوجيه بوصلة التركمان نحو المسار الصحيح، إلا ان السفينة التركمانية تاهت بين امواج السياسة العراقية المتلاطمة، وزادت الهوة بين الاحزاب التركمانية مع مرور الايام، وحتى المجلس التركماني المعروف توجهه والجهة التي يمثلها بات مشلولا ان لم يكن قد صدر بحقه حكم الاعدام.

لقد تركت الانقسامات بين الاحزاب التركمانية اثرا كبيرا في الشارع التركماني من جهة وداخل السياسة العراقية من جهة ثانية، فالقرارات الفردية لبعض قياديي الاحزاب الذين سمحوا لانفسهم بتمثيل هذا الشعب الابي من دون وجه حق قد اضر كثيرا في مصالح الشعب التركماني العليا، الى جانب عدم مقدرة بعض القياديين والجهات السياسية التركمانية من اتخاذ قرار على الرغم من قناعتهم التامة بانه يصب في مصلحة التركمان، تفاديا لغضب اسيادهم..

المتغيرات السريعة التي تطال الساحة السياسية في العراق لاتتحملها الكيانات الضعيفة المشتتة، الامواج العاتية المتمثلة بالتغيير الجغرافي والسياسي الذي يطال العراق لا يمكن للكتل الصغيرة الصمود امامها اطلاقا او ايجاد موطئ قدم فيها. اين نحن التركمان من تشكيل الحكومة الحالية؟ اين الموقف الموحد القوي لنقل معاناة شعبنا الى الرأي العام

العالمي؟ اين الدور التركماني في محاربة داعش، وها هي الدول الاوروبية بدات مساندة الاطراف العراقية ماديا معنويا وعسكريا، اين خارطة التركمان من الوضع الجديد؟

ندائنا الى كل الاحزاب والجهات السياسية التركمانية والى كل قيادي تركماني يحترم دماء شهدائنا الابرار، ويتصف بالوطنية ويحترم ولائه وانتمائه الوجداني للتركمان، التحرك الجاد لتوحيد الجهود لتشكيل مجلس يجمع جميع القوى التركمانية والشخصيات والمثقفين التركمان ليكون المرجع الحقيقي ولسان التركمان الناطق، ويكون مسؤولا عن رسم السياسة العليا للتركمان دون مجاملة او ارضاء لجهات او حكومات على حساب حقوق الشعب التركماني، فالوقت ليس من صالحنا مثلما نرى، ام ان البعض يرى بان الوقت لم يحن بعد يتطلب تقديم المزيد من الشهداء ونزف الدماء وزهق الارواح الطاهرة وهدر الحقوق؟