18 ديسمبر، 2024 6:24 م

هكذا انتهت مباريات كرة القدم لكأس العالم في مونديال قطر2022 ولم تطفئ شدة النيران المتبادلة في الكثير من الدول التي تحتاج لايقاف الحروب واسكات افواه المدافع وازيز الطائرات، نحن باجة الى السلام بعد أن اختلطت الأوراق، وصارت الأفكار مثل جمرات موزعة في كل البقاع، الجميع لديهم اهتمام بالسلام، سواء كانوا يعيشون في الشرق، في الغرب، اوالشمال، او في الجنوب ألاغنياء أم الفقراء. الجميع بحاجة لأن يكونوا مهتمين بالسلام بصدق. جميعنا بشر؛ لذا لدينا جميعًا نفس الاهتمامات بشكل عام: أن نكون سعداء، أن يكون لدينا حياة سعيدة. جميعنا يستحق تلك الحياة السعيدة، وهذا هو المستوى الذي نتحدث من خلاله، لذلك أصبح من الضروري أن تنهض العقول النيرة، لتقف حداً وسداً، يمنع تفشي من أسوأ الظواهر التاريخية التي مرت على البشر. ليس بالسلاح وحده يمكن إطفاء الحريق العالمي، ولكن هناك الوسيلة الأنجع، وهي وسيلة الفكر، فالإرهاب فكرة ضالة، تاهت في غياهب العقل المأزوم بالجهل، ولذلك لابد من مصل حضاري يقوي المناعة، ويكافح هذا الورم الخطير، لابد من نشوء الأفكار التي يتطلع بها الجميع، وليس حصراً على جهة من دون غيرها، السلام الخالص لا بد وأن ينشأ من السلام الداخلي. كلما كان هناك نزاع ما، و يجب أن نبحث عن حل سلمي؛ وذلك يعني أن يكون الحل عن طريق الحوار ، فالسلام يتعلق بدرجة كبيرة بالدفء القلبي واحترام حياة الآخرين ومقاومة التسبب في الأذى للآخرين، وأن يكون لدينا الموقف الداخلي بأن حياة الآخرين مقدسة مثل حياتنا بالضبط.

السلام بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي وسبل تعزيزه عالمياً، والتصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة ، تقوم على احترام الاختلاف،لأن الحرية حق لكل إنسان: اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر،أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة تجمع البشرية، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها، الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.أن الحوار بين االبشر يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة، واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان، وتجنب الجدل العقيم ، حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروج صريح عن تعاليم الأديان، وانتهاك واضح للقوانين الدولي ، محاربة الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين – حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته – بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي ،أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق ،لاشك ان تفعيل المنظمات الدولية والمحلية على فكرة أن التعاون أساسي لمواجهة التحديات ولإحلال السلام الدائم من الامور المهمة، والتي تساعد على حشد جميع الجهات الفاعلة في مجال الحوكمة العالمية وممثلين عن المنظمات الدولية والسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والمنشآت ووسائط الإعلام والنقابات العمالية والمجموعات الدينية، ومجموعة من المواطنين وإتاحة التفاعل في ما بينهم تحت سقف واحد كلّ سنة، على هذا الأساس إن أمكننا مساعدة الآخرين علينا القيام بذلك فعليًا لاننا نحن كبشر دائما ما يكون لدينا اختلاف في وجهات النظر في طريقة تفاعلنا مع الآخرين، وجميعنا لدينا نفس الحق في السعادة وعلينا أن نأخذ الجميع على محمل الجد للسلام اذا كان في مقدورنا ذلك بتفاعلنا مع هذا المفهوم.