بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) صدق الله العلي العظيم,هذا كلام لاجدال فيه,فالذكر محفوظ من الله جل جلاله.
ولكن هذا الذكر”القران” الذي كتب على شكل عبارات” وطلاسم معينة بحاجة الى ان تفك”,معظم ما مكتوب فيه يحتاج الى تفسير,وان فقدنا تفسيره لانستطيع الاستفادة منه..فما فائدة من حصول الانسان على كتاب لا يعرف تفسيره الصحيح؟
وما فائدة ان اقرا القران واتقرب به الى الله وانا لا استفيد منه على ارض الواقع في حياتي اليومية ؟
لناخذ مثلا من اجل تبسيط فكرة المقال..
اذا تعلمت قراءة وكتابة لغة معينة ولتكن الهندية على سبيل المثال “دون حفظ لمعاني الكلمات”,وحصلت على كتاب هندي لا افهم معاني الجمل المكتوبة فيه ,هنا اجد نفسي بحاجة الى مترجم على الرغم من معرفتي في القراءة والكتابة.
وعندما اجد ان 35 مترجما يختلفون فيما بينهم في تفسير”ترجمة” هذا الكتاب كل حسب مصلحته الشخصية اجد نفسي مجبرا على رفض كل الترجمات التي وصلتني لان كل الترجمات ال 35 اصبحت في محل شك عندي,وهذا التصرف الطبيعي لكل انسان عاقل.
هذا ينطبق على وضعنا كمسلمين في تفسير القران ,فتفسيرات القران وصلت عندنا الى 35 تفسير ماعدى التفسيرات المستحدثة.
فتفاسير القران عند اهل السنة والجماعة هي 15 تفسيرا.
وامهات التفسير عند اهل السنة والجماعة 5.
وهنا اجد علامة استفهام كبيرة حول تسمية امهات التفسير..واعتبر هذا دليل على وجود خطا كبير في امهات او بنات التفسير!.
وتفاسير القران عند الشيعة 10.
وعند المعتزلة 1.
وعند الصوفية 4.
هنا يحق لي ان اتساءل ماذا نستفيد من كل هذا العدد الكبير لتفسيرات القران؟..الا يكفينا تفسير صحيح واحد للقران؟
نحن كمسلمين نحتج على المسيحيين بان لديهم اربعة اناجيل”اربع بشارات كما عند المسيحيين”,وان العدد كان اكبر من ذلك كما هو معلوم..ومع ذلك هم ليس لديهم تفسيرات كثيرة للكتاب كما لدينا,وبامكانهم الاحتجاج علينا بعدد تفسيرات القران.
كتابنا”القران” محفوظ من الله في الكلمات والحروف ,ونحن نتحمل مسؤولية ضياع تفسيره الصحيح ,ومشكلتنا الحقيقية تكمن في المفسرين”المترجمين” الذين وضعوا تفسيرات مختلفة للقران ..هؤلاء المفسرين يتحملون جزء كبير من فرقة هذا الامة ودمارها.
هذه التفسيرات المختلفة جعلت وحدة صف هذه الامة ونجاحها شئ مستحيل,فلقد تفراقنا في القران بدل ان نتحد به.
القران اهم مما عداه في التشريع ,وهو اهم من السنة ومن الجدل التاريخي..الخ,لذلك يمكن اعتبارنا امه ضيعت دينها من خلال ضياع قرانها.
كما وانا مستمرون في تضييع القران من خلال وضع ترجمات حرفية له الى اللغات الاخرى مع علمنا بان الكثير من اللغات الاجنبية لاتقبل الترجمة الحرفية للقران كاملا دون تحريف هنا او هناك..ولو كان عندنا تفسير صحيح ثابت للقران لكنا ترجمناه لهم وحافظنا على القران.
اي انا اضعنا القران وما زلنا ندفعه نحو ضياع اكثر ,دون التوقف عند حد معين والعودة لترميم الماضي.
هناك اسئلة اخرى اعقد قليلا مما سبق ,ارجوا مسامحتي على طرحها وهي.
لماذا انزل الله القران ولم ينزل معه التفسير؟..القران فيه اعجاز للاخرين في طريقة الطرح,لذلك كان من المهم جدا نزول تفسير ثابت معه!
وايضا لماذا لم يضع رسول الله”ص” تفسيرا ثابتا وواضحا للقران؟..هو من كان يفسر القران للناس,ولكن لم يثبت التفسير ارفاقا للايات.
واخيرا..اطالب علماء الامة بالرد على الاسئلة اعلاه,واطلب منهم السعي لتثبيت تفسير صحيح “وحيد” ثابت للقران ..والا سيبقى القران ضائعا وسنبقى نحن مفرقين فيه.
وايضا لايحق لنا الاحتجاج على الاخرين بحجة ان كتبهم ضائعة ,فكتابنا ضائع ايضا ولكن بالتفسير.
فان كانوا لايعرفون تعاليم كتابهم الصحيحة,فنحن ايضا لانعرف التفسير الصحيح للقران.
ملاحظة: الرابط ادناه لمن هو مجبر او يفضل السماع على القراة لسبب او اخر. https://www.youtube.com/watch?v=x5gCQScxiLM&feature=youtu.be