13 أبريل، 2024 11:52 ص
Search
Close this search box.

نحنُ و وزارة الخارجية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قد لا يعرف البعض القليل او الكثير أنّ كل مَن يعمل في السلك الدبلوماسي العراقي وخصوصاً في السفارات والملحقيات العراقية في الخارج وممّن يمتلكون جنسيةً ثانيةً لدولةٍ اخرى , فيكون مرغماً رغم أنفه , او بأستجابته الذاتية – الطوعية لتسليم رموز شفرة الأتصال ” بين الخارجية العراقية والسفارة التي يعمل فيها ” الى جهاز مخابرات تلك الدولة , وهذه من البديهيات المسلّم بها , وبعكسه يجري سحب الجنسية منه والغاء الأمتيازات التي تمنحها تلك الدولة له ايضاً .

الجهاز او الكيان الدبلوماسي العراقي في الخارج وفي الداخل يختلف عن كلّ العاملين في سلك الدبلوماسية في دول العالم , فهو ليس سوى تكتّل كبير لعوائل وأقارب المسؤولين في الدولة والذين هم من قيادات احزاب الأسلام السياسي كما معروفٌ ومشهور , كما أنّ الغالبية العظمى منهم ” إنْ لم تكن حالات فردية متفرقة ” هم من البعيدين عن اصول ومفهوم الدبلوماسية بمسافاتٍ شاسعة , وبعيدين اكثر عن الثقافة وبحدّها الأدنى , وبعضهم مما أساء الى سمعة العراق في سلوكياتهم على مدى السنين التي مضت , وانتشر ذلك في وسائل الإعلام العالمية قبل العراقية .! , لكنّ الأنكى من كلّ ذلك او ما يوازيه , فأنّ تعيين وتثبيت وترسيخ هؤلاء في السفارات العراقية في دول العالم , فأنه يحظى بحب ورضا قادة احزاب السلطة , فأنهم من عوائلهم واقاربهم كما اشرنا ولربما من الجيران ايضاً .

وزارة الخارجية ” المسكينة ” هذه عانت الأمرّين والأمرّ منهما ايضا , فعلى زمن الوزير السابق السيد هوشيار زيباري الذي تربّع على عرش الوزارة لِ 11 عاماً , فلا زالت تطارده تُهمٌ او إتّهاماتٌ ماليّةٍ تتراوح بين قبوله رشىً من الكويت , وعدم تسديد قروضٍ الى وزارة المالية تتجاوز مئتي مليون دولار , وكذلك سوء استفادته السيئة من المخصصات والنثريات الرسمية , فوفقاً لهيئة النزاهة فأنّ المبلغ الشهري المخصص لصيانة المسبح في القصر الذي يقطنه يبلغ 500 000 ألف دينار ” دون أن نعلم عمّا اذا كان يجيد السباحة او لا .! , كما أنّ المئات من افراد حمايته يسافرون معه الى كردستان جواً ” إياباً وذهاباً ” على نفقة وزارة الخارجية , ولا ندري ولا نفهم ما خطورة الوضع الأمني على حياته سواءً في السليمانية او اربيل كي يصطحب هذا العدد الهائل من حمايته الى شمال الوطن , وبنحوٍ اسبوعي .! , ونضطرّ هنا للتوقف عن هذا الإختزال المضغوط . الذي لم يعد يتحمل اكثر من الأختصار , ومن الضغوط المماَرسة على هذا الوطن وهذا الشعب

والى ذلك , فوزارة الخارجية العراقية المبتلاة بمن يترأسها ” من هذا الصوب اوما يقابله ” فقد تلقّتْ ضرباتٍ مؤذية ” تحت الحزام ” حينما تولاّها وتولّى أمرها او صارَ وليّ امرها ” ابراهيم الأشيقر ” او الجعفري حسب إسمه الحركي قبل الأحتلال , فلم يكن عدم حضوره اليومي ” بشكلٍ دائم ” لمقرّ الوزارة , ولا توقيعه للبريد الرسمي غالباً في مسكنه , ولا تعيينه او زجّ سفاراتنا بالمحسوبن عليه ” حزبياً او اكثر من ذلك ” , فقد يغدو كل ذلك في جهةٍ ! فتكفي ما يتمتع به من سفسطةٍ جوفاء , وما يبتكره من اصطلاحاتٍ لم ترَ النور من قبل .! ” ولم نسمع ايّ وزير خارجيةٍ من دول العالم الثالث أن قال كما قال الجعفري بأن العراق سيخرج من القمقم ” .! .. وإذ لا نجزم ولا نُقسم أنّ الكيلَ طفحَ وفاض , لكنّ الروائح الكريهة المنبعثة من افرادِ عوائل وأقارب المسؤولين وقادة الأحزاب في السفارات العراقية في الخارج , قد دفعَ بالنائب والمتحدث بأسم ” عصائب اهل الحق ” السيد نعيم العبودي تأكيده وتشديده على ضرورة فتح ملف ابناء المسؤولين في السلك الدبلوماسي , كما أنّ لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب طالبت يوم امس الأثنين طالبت ايضاً بذات الأمر , لكننا لا نتوقّع حسم هذا الملف كلياً , وربما تجري تعديلاتٌ طفيفة وخفيفة عليه وقد يجري نقل قلّةٍ قليلةٍ من هذا البعض من هؤلاء الى مناصبٍ اعلى وارقى !

إذنْ , وأزاء هذه ” الثيمة ” غير الحميمة , فماذا ينبغي تجاه هذا البغي الجاثم على صدر الدبلوماسية العراقية في الخارج والذي كما اشرنا الى صعوبة اجتثاثه بالكامل , وحيث أنّ السياسة الخارجية للعراق مقرّرَة ومتّخذة سلفاً ومنذ 15 عاماً اي منذ إدخال الأحزاب الدينية الى داخل العراق وتسليمها السلطة بأيّ ” إخراجٍ وسيناريو وإنتاج ! ” , والذي على إثر ذلك يغدو دور السفارات العراقية محدوداً للغاية وبشكلٍ نسبيٍّ وشكلّيٍ طفيف , فتقتضي المقتضيات إعادة هيكلة اعداد ملاكات هذه السفارات , وتخفيض اعداد الدبلوماسيين والأداريين العاملين فيها الى النصف ” على اقل تقدير ” , وهو ما سيؤدي ايضاً الى تخفيض نسبة الأموال والنفقات العالية التي يتقاضوها هؤلاء الفائضين عن الحاجة , وهم من المتسبين ” بشكلٍ او بآخر ” الى إضعاف الوزن النوعي لوزارة الخارجية , وعدم رفدها بالعناصر والكوادر الماهرة والمتخصصة في العلوم السياسية والعمل الدبلوماسي .

والى ذلك , فندعو الجمهور للدعاء لتغيير هذه الأحوال من < مغيّر الأحوال > سبحانه وتعالى …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب