22 ديسمبر، 2024 7:23 م

نحنُ و سخونة الوضع الراهن .!

نحنُ و سخونة الوضع الراهن .!

في هذه المرّة , لا مجال للقول او التساؤل عن كيف تسير عجلة الدولة في ظلّ هذا الوضع .! رغم أنّ مثل هذا التساؤل هو أمرٌ واقع .

الضمير ” نحن ” يشمل الوزراء السفراء والأمراء < أمراء الحرب ! > , كافة احزاب الإسلام السياسي ” وغير السياسي ” وميليشياتها وفصائلها , بالإضافةِ الى الماكنة الحكومية والقائمين عليها والعاملين فيها , ولعلّ الجزء الوحيد غير المشمول بِ ” نحن ” هي شريحة الجمهور التي تفتقد الرؤى الكاملة عن ثورة تشرين او الحركة الإحتجاجية العارمة التي ما برحت مندلعة في بعض المحافظات , والمقصود بهذه الشريحة هم ممّن لا اهتمامات لهم في السياسة , وهمومهم الأولى ضمان الأمن الشخصي وتأمين الرزق قدر الإمكان .

الأولوية الأولى القائمة الآن هي ضمان الأمن الداخلي للدولة والمجتمع والتحسّب المسبق لإحتمالاتٍ وقوع مفاجآت وتحولات تقلب اوضاع البلاد رأساً على عقب او بالعكس .! , فضمن الأخبار المسرّبة والتي غدت في متناول السوشيال ميديا أنّ رئاسة الوزراء ” بشكلٍ خاص ” منهمكة والى اقصى الحدود بتغيير بعض الوحدات العسكرية المكلفة بحماية العاصمة والمنطقة الخضراء والطرق المؤدية اليها , ويجري استبدالها بوحدات عسكرية اخرى من النخبة وذات التدريب العالي الخاص , كما وفق التسريبات الإخبارية الأخرى , فقد جرى تغيير واستبدال بعض الضباط والقادة العسكريين كتحسّباتٍ وقائية او فعلية لإرتباطاتهم بقوى او شخصياتٍ سياسيةٍ بارزة تقف بالضد او تتقاطع مع الحكومة الحالية .. هنالك حالة من اعلى درجات الإستنفار الأمني , جرّاء المعلومات التي تصل عبر الأجهزة الإستخبارية على ما يبدو , بالإضافة الى الحسابات والتحليلات الأمنية والسياسية الإستباقية .

ثُمَّ , وبجانب ما يتدفّق من بعض الأخبار غير الرسمية .! , فإنَّ النظر عبر العدسات المكبّرة ” للإعلام ” , فإنّ الأسابيع القليلة جداً هي الفترة التي تشكّل مكمن الخطر على الدولة واجهزتها العسكرية والأمنية ” بالدرجة الأولى ” , وتليها المدة الحرجة ” افتراضاً ” لما يسبق موعد الإنتخابات في الشهر العاشر من هذا العام < ولعلّه من المصادفة ” او بدونها ” أن يغدو موعد الإنتخابات متزامناً مع تأريخ ثورة او انتفاضة تشرين >

الى ذلك – وبعيداً عنه ! , فبقدر مشروعية التظاهرات القائمة حالياً في بعض المحافظات , وبقدر التفهّم والتعاطف معها , لكنّ هذه الإحتجاجات ليست في وقتها المناسب الحالي ! , فهذا الحراك يخدم الطرف الآخر المتقاطع مع الدولة ” ولا نقول المترّبص بها ! ”

لذلك على القائمين والمشاركين في هذه التظاهرات , النظر او توجيه بوصلة النظر الى مسافةٍ ابعد قليلاً .

وكالعادة , فإنَّ الترقّب هو سيّد المواقف – مؤقّتاً .!