23 ديسمبر، 2024 12:01 م

نحنُ وَ ” سان دوني ” وأمّة العرب .!

نحنُ وَ ” سان دوني ” وأمّة العرب .!

لا حاجةَ لأنْ اكتب ” هنا ” , ولا لأنطق ! ولا لغيري ايضاً من رجال الإعلام والأدب والثقافة وحتى منْ غيرهم .. إطلاقاً وبتاتاً لا حاجةَ للقولِ أنّ كلتا سمعتنا وصورتنا كعربٍ مسلمين قد تكاثفت وتضاعفت إتّساخاً وامتلأتْ بالتشّوهات والخطوط المنحرفة لدى الرأي العام الفرنسي والأوربي والعالمي عموما , جرّاءَ اعمال الرعبِ والعنفِ  الأخيرة في فرنسا وما سبقها من سابقات اقترفوها متطرفون عربٌ مسلمون  .
  يخيّمُ علينا الشلل والإستسلام علينا ,  بينما تتجذّر وتترسّخ صور ” الإرهاب العربي المسلم ” في اذهان الرأي العام جرّاء انفعالاتهم وتفاعلاتهم وردود افعالهم النفسية والعاطفية لما يتعرّضون له من القتل العشوائي في باريس او سواها .!
لمْ يكن صعباً او بحاجةٍ الى ذكاءٍ فوق العادة لو قامت كافة السفارات العربية في العاصمة الفرنسية بتنكيس أعلامِ دولها ثمّ اصطبغت بواباتها بالسواد تعبيراً عن حدادٍ عربي  وتعاطفاً مع اُسر الضحايا هناك ومع عموم الشعب الفرنسي , وكان من الأجدر بهذه السفارات  أن ترسل ممثلين عنها الى عائلة كلّ قتيلٍ – شهيد فقد حياته في ” ستاد دو فرانس او في مسرح باتاكلان والشوارع الأخرى ” وتقدّم لهم اكليل زهور وكلماتٍ لتطييب الخواطر , وكلّ ذلك تحت تغطية اعلامية فرنسية او غربية .
ثُمَّ , لو كانت الدبلوماسية العربية تدرك فنَّ الدبلوماسية والبروتوكول , لأقامت كلّ وزارة خارجيةٍ في كلّ دولةٍ عربية مجلس عزاءٍ تستدعي لحضوره اعضاء السلك الدبلوماسي للسفارات الأوربية , تعبيرا وتعاطفا وتضامنا مع مَن فقدوا حياتهم برصاصاتٍ واحزمةِ تفجيرٍ عربيةٍ مسلمة.!
شخصيّاً , كنتُ افترضُ واظنّ أنّ النُخَبْ العربية ستبادر ” وبأعلى صوتها ” للمطالبة بأغلاق المدارس الدينية في بلدانها وخصوصا في دول المغرب العربي والذي تتشكّل منها غالبية المهاجرين والمقيمين في فرنسا ودول وربا , فتلك المدارس هي مَنْ تزرع اولى بذور التطرف الديني ليؤدي ما ادّى اليه مؤخراً .! , ونحن لا نعيش الآن في فترة صدر الأسلام قبل 15 قرنا وندعو للدخول الى الدين الحنيف , العبادة الآن ” وفي كلّ الديانات ” هي بين العبدِ والربّ , ومن دونِ وسطاء …