إذ زخرت وحفِلتْ نشرات اخبار الشبكات الأمريكية والعالمية الأخرى , بجانب ما اسهبت به وكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والصحافة , عن التأثيرات الستراتيجية والإقتصادية والإدارية للخلل ” الجلل ” الذي حدث قي مايكروسفت , والذي ادّى الى توقّف الرحلات الجوية قي مطارات العديد من دول العالم , بجانب محطات القطار , مع الخسائر المالية جرّاء توقّف حركة البنوك ” في السحب والإيداع ” في عدد من دول العالم , وانعكاسات هذه الفوضى واضطراباتها وتأثيراتها النفسية على المواطنين او الجمهور في دولٍ عدّة , وقد امتدّ ذلك حتى على مستشفياتٍ ومراكزٍ صحيّة , وايضاً الى مؤسساتٍ وشركاتٍ كبرى , بالإضافة الى تعرقل العمل في وزارات ودوائرٍ رسمية في الكثير من البلدان الأوربية والآسيوية وسواها < ولعلّ هذه الجهات التي لم يرد ذكر أسمائها , فإنها قد تغدو بالدرجة الثانية بعد توقف الحركة في المصارف وشركات الطيران , بإعتبارها اكثر تماسّاً مع الجماهير ” وبشكلٍ او بصيغةٍ اخرى ” > .
لكنّ اللافت وبزاويةٍ حادّة أنّ وسائل الإعلام العالمية هذه , لمْ تذكر ولم تتطرّق ( حتى بإشارةٍ عابرة ) الى تأثير هذا الخلل التقني – العالمي على سير العمل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولا على جهاز FBI , بل حتى على تأثيراته على اجهزة المخابرات البريطانية MI 6 , MI 5 , CID الداخلية , وكذلك جهاز الإستخبارات العسكرية البريطانية SIS , ويمتدّ الأمر تمدّداً آخراً الى اجهزةٍ امنيّة واستخبارية الى دولٍ اوربيةٍ اخرى كجهاز المخابرات الفرنسي المُعرّف بِ DGSE كدولةٍ عظمى او كبرى … لماذا ترى صمت وسائل الإعلام عن هذه الوكالات والأجهزة الأمنية , وكأنّها مقدّسة .! او لا يطالها هذا الخلل – الزلل , والأمرُ موصولٌ الى ” الشاباك , أمان , والموساد ” الإسرائيلية .
من المفارقات في الصددِ هذا أنّ كافة المطارات العراقية < وربما بعض الدول العربية وغير العربية التي لا نسميّها بالمتخلفة وإنما بالنامية Developing Countries > فإنها لم تتأثّر قط بهذه المعضلة التقنية العالمية , لإنها لا تستخدم ولا تعتمد على نظام مايكروسوفت العالمي , فإنّ انظمة الحجوزات والإصدار تعتمد كلّيّاً على نظام < اماديوس > بينما آليّات وتقنيات المغادرة تتبنّى نظام < سيتا > . ولعلّ ذلك يكشف فائدة التخلّف الفنّي في مثل هذه الحالة القائمة والمقلقة , وربما سواها في وقتٍ لاحق .!!