23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

نحنُ وتل ابيب !

نحنُ وتل ابيب !

لا أقصد بِ ” نحن ” اي العراق او حكومة واحزاب المنطقة الخضراء او الشعب العراقي , فنحن عربٌ بالأحوالِ كلّها .

تتبلور وتتفاعل ” الى حدٍّ ما ” لدى اذهان عددٍ من قادة وزعماء الدول العربية , رؤيةٌ حديثة تنقسم الى قسمين يرتبطان بأرتباطٍ عضوي , حول مسألة إبقاء الصراع العربي – الأسرائيلي بلا حرب وبلا سلام ومنذ اكثر من نصف قرن , وقد اضحت وكأنها مسألة عديمة الجدوى بأستثناء الحاجز النفسي العربي تجاه اسرائيل , بالإضافة الى تكاليف التسليح للجيوش العربية لإحتمالات المستقبل الغامض مع الكيان الصهيوني .

يمكن استقراء ملامحٍ ما في الأفق السياسي عن التهيئة لإعداد مبادرتين عربية واخرى اسرائيلية لإيجاد وتثبيت السلام الكامل بين العرب والأسرائيليين , مما يقود الى الصلح واقامة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الجانبين العربي والصهيوني في وقتٍ لاحقٍ لكنه ليس بعيداً , ولعلّ احدى أسس ذلك من الجانب العربي , هي القناعة المتكاملة بعدم امكانية تحرير فلسطين على الإطلاق , وأساسها الأول والأهم هو أنّ الدول المجاورة والتي لها حدود مع اسرائيل والتي كان يطلق عليها بدول الطوق , حيث ” مصر والأردن ” تمتلك علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتبادل سفارات وقنصليات ومستندة الى اتفاقية كامب ديفيد مع مصر عام 1978 واتفاقية ” وادي عربة ” مع الأردن في سنة 1994 , أمّا الدولة الثالثة سوريا فهي في وضعٍ لا تحسد عليه , كما أنّ السلطة الفلسطينية طالما تجري لقاءاتٍ ومفاوضاتٍ مع الأسرائيليين .. البذور الأولى لذلك سيبدأ بنثرها بعض الإعلام الخليجي , وسيكون معززاً ومدعوماً من الدول المتصالحة مع اسرائيل .

القسم الآخر من هذه الرؤية العربية , التي تتبناها بعض الأقطار العربية يرتكز على عدم صواب وعدم جدوى وجود صراعين سياسيين مع ايران واسرائيل في وقتٍ واحد , وكأنه فتح جبهتين في ذات الآن , ولا بدّ من تحييد وتجيير العلاقة مع الصهاينة لصالح المواجهة السياسية مع طهران , ودون استبعادٍ للتأثيرات الأمريكية والغربية في ذلك .

ما أشرنا اليه في اعلاه لا يمثلّ ميلاً او عدمَ ميلٍ لهذا الطرح , لكنما هي محاولة تفكيك اعلامية لمجريات الساعة في المنطقة .!