20 مايو، 2024 12:44 ص
Search
Close this search box.

نحنُ والغموض السياسي للحكومةِ وللدولة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وفقاً لما محسوس ولما ملموس , فكلّما ازدادت وارتفعت نسبة اعداد الناطقين الرسميين او المتحدثين الإعلاميين في اجهزة الدولة المدنية والعسكرية ” وهم في حالة نموّ وإطّراد ” , فنجد أنّ المعلومات والمتطلبات التوضيحية حول مكاشفة وإحاطة الجمهور بما حوله من متغيرات ومستجداتٍ سياسيةٍ خاصة , فأنها تضعف وتتراجع الى الوراء , وللأسف .! , كما أنّ المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء يكاد لا يغطي شيئاً من موجبات الإحاطة الإعلامية , وهذا المؤتمر يكاد يغدو مجرد إجاباتٍ على اسئلةِ صحفيين ” من غير المعروف كيفية اختيارهم ومدى أهليتهم لهكذا مؤتمرات – ومع حفظ المقام والأحترام لأولئك السادة الصحفيين ” . ويبقى الشعب في شبه ظلامٍ إعلامي تجاه ما يحيط البلاد , وخصوصاً في ظلّ او ضوء السياسة الدولية والأقليمية في المنطقة!

لا ريب أنّ العراق يعيش ظروفاً حسّاسة وحرجة وبتناسبٍ طرديّ , ويشعر الجمهور او نُخبٌ منه وكأنّ وزارة الخارجية مكبّلة في التعبير والإيضاح عن الموقف الفعلي والرسمي للدولة تجاه ما تتناقله وسائل إعلامٍ ووسائل تواصل اجتماعي وغير اجتماعي ! حول شروطٍ ومواقفٍ امريكيةٍ استباقية في حال عدم التزامه بما حددته الأدارة الأمريكية للعراق عن محددات علاقاته التجارية والأقتصادية مع طهران وخصوصاً في مجالات الطاقة او النفط والغاز , وسيّما اذا لم يلتزم العراق بذلك كلياً ” على ما يبدو ” وماذا سوف يواجه .! وهذا هو بيت القصيد الذي قد يدفع الشعب ثمنه الباهظ وليس الرئاسات والوزراء والنواب وقادة الأحزاب .

إنّ المرء في العراق , او جزءٌ كبيرٌ منه يشعر < وقد يغدو هذا الشعور غير دقيق > أنّ وزارة الخارجية ليست وحدها مكبّلة في رسم السياسة الخارجية للعراق , ولا حتى رئاسة الوزراء الى حدٍّ كبير او اكثر , فالتصورات والتقديرات الجماهيرية تومئ وتوحي ” لغاية الآن ” أنّ قادة الحشد الشعبي او قادة فصائلٍ عسكريةٍ فعالة في الحشد , هي التي تمتلك اليد العليا والكلمة الأولى في التعبير وفي اتخاذ القرارات الستراتيجية – السياسية للعراق , وبشكلٍ خاص على صعيد السياسة الخارجية , كما وبشكلٍ اكثر وأشدّ خصوصية بشأن العلاقة والموقف من الولايات المتحدة , وهذا انطباعٌ سائد في الشارع العراقي , وليست كلّ الإنطباعات دقيقة او صائبة , ويتحمّل الإعلام الرسمي للحكومة جزءاً كبيراً في خلق هكذا انطباعات ولا حتى محاولة تغييرها او تنويرها .!

لكنّما طالما أنّ رئيس الوزراء والغالبية العظمى من قيادات الدولة هي جزءٌ أساسي ” ومنذُ عهودٍ وعقودٍ من الزمن ” من او ضمن تشكيلات احزاب الأسلام السياسي والتي يتصدروها الآن قادةٌ بارزون في الحشد الشعبي , فعلامَ إذن يبقى وضع العراق معلّقاً تجاه المستجدات الحالية في المنطقة , ولماذا لم يجرِ تبنّي موقف موحّد ومشترك وايجاد سياسة توائم بين مصالح العراق الأقتصادية وبين توجهات وتطلّعات الآخرين .! أمْ ماذا ينتظرون.؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب