23 ديسمبر، 2024 8:05 ص

نحنُ والغموض السياسي للحكومةِ وللدولة !

نحنُ والغموض السياسي للحكومةِ وللدولة !

وفقاً لما محسوس ولما ملموس , فكلّما ازدادت وارتفعت نسبة اعداد الناطقين الرسميين او المتحدثين الإعلاميين في اجهزة الدولة المدنية والعسكرية ” وهم في حالة نموّ وإطّراد ” , فنجد أنّ المعلومات والمتطلبات التوضيحية حول مكاشفة وإحاطة الجمهور بما حوله من متغيرات ومستجداتٍ سياسيةٍ خاصة , فأنها تضعف وتتراجع الى الوراء , وللأسف .! , كما أنّ المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء يكاد لا يغطي شيئاً من موجبات الإحاطة الإعلامية , وهذا المؤتمر يكاد يغدو مجرد إجاباتٍ على اسئلةِ صحفيين ” من غير المعروف كيفية اختيارهم ومدى أهليتهم لهكذا مؤتمرات – ومع حفظ المقام والأحترام لأولئك السادة الصحفيين ” . ويبقى الشعب في شبه ظلامٍ إعلامي تجاه ما يحيط البلاد , وخصوصاً في ظلّ او ضوء السياسة الدولية والأقليمية في المنطقة!

لا ريب أنّ العراق يعيش ظروفاً حسّاسة وحرجة وبتناسبٍ طرديّ , ويشعر الجمهور او نُخبٌ منه وكأنّ وزارة الخارجية مكبّلة في التعبير والإيضاح عن الموقف الفعلي والرسمي للدولة تجاه ما تتناقله وسائل إعلامٍ ووسائل تواصل اجتماعي وغير اجتماعي ! حول شروطٍ ومواقفٍ امريكيةٍ استباقية في حال عدم التزامه بما حددته الأدارة الأمريكية للعراق عن محددات علاقاته التجارية والأقتصادية مع طهران وخصوصاً في مجالات الطاقة او النفط والغاز , وسيّما اذا لم يلتزم العراق بذلك كلياً ” على ما يبدو ” وماذا سوف يواجه .! وهذا هو بيت القصيد الذي قد يدفع الشعب ثمنه الباهظ وليس الرئاسات والوزراء والنواب وقادة الأحزاب .

إنّ المرء في العراق , او جزءٌ كبيرٌ منه يشعر < وقد يغدو هذا الشعور غير دقيق > أنّ وزارة الخارجية ليست وحدها مكبّلة في رسم السياسة الخارجية للعراق , ولا حتى رئاسة الوزراء الى حدٍّ كبير او اكثر , فالتصورات والتقديرات الجماهيرية تومئ وتوحي ” لغاية الآن ” أنّ قادة الحشد الشعبي او قادة فصائلٍ عسكريةٍ فعالة في الحشد , هي التي تمتلك اليد العليا والكلمة الأولى في التعبير وفي اتخاذ القرارات الستراتيجية – السياسية للعراق , وبشكلٍ خاص على صعيد السياسة الخارجية , كما وبشكلٍ اكثر وأشدّ خصوصية بشأن العلاقة والموقف من الولايات المتحدة , وهذا انطباعٌ سائد في الشارع العراقي , وليست كلّ الإنطباعات دقيقة او صائبة , ويتحمّل الإعلام الرسمي للحكومة جزءاً كبيراً في خلق هكذا انطباعات ولا حتى محاولة تغييرها او تنويرها .!

لكنّما طالما أنّ رئيس الوزراء والغالبية العظمى من قيادات الدولة هي جزءٌ أساسي ” ومنذُ عهودٍ وعقودٍ من الزمن ” من او ضمن تشكيلات احزاب الأسلام السياسي والتي يتصدروها الآن قادةٌ بارزون في الحشد الشعبي , فعلامَ إذن يبقى وضع العراق معلّقاً تجاه المستجدات الحالية في المنطقة , ولماذا لم يجرِ تبنّي موقف موحّد ومشترك وايجاد سياسة توائم بين مصالح العراق الأقتصادية وبين توجهات وتطلّعات الآخرين .! أمْ ماذا ينتظرون.؟