8 أبريل، 2024 9:07 ص
Search
Close this search box.

نحنُ والعهد الملكي!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لابدّ ومن المفترض أن لاحظ القارئ او المتصفّح , ولفتَ نظره لنسبة ومدى وحجم التعاطف الجماهيري مع حقبة النظام الملكي السابق , وعبر الملوك الذين كانوا رموزاً للعراق , وكذلك مع رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على رئاسة الوزارة ” وهم من مختلف شرائح وقوميات واعراق الشعب العراقي ” , وكذلك بساطة العائلة المالكة , وما يسبق ذلك من الإستقرار الأمني والنفسي . ويتجسّد هذا التعاطف وكأنّه بشكلٍ مجسّم كلّما مرّت الذكرى السنوية ليوم 14 تموز في عام 1958 .

ربّما وعلى الأغلب لم يظهر هذا التعاطف والحنين الى الماضي الملكي الى العيان جرّاء نقطتين على الأقل :

A – انّ الحكومات والأنظمة التي تعاقبت على الحكم الجمهوري , لم تكن تسمح في ستراتيجياتها الإعلامية والثقافية لإبراز ايّ جزيئٍ من حسنات الملكية وما انجزته من مشاريعٍ تنموية في البلاد وحفظ الأمن وصدّ الرياح اليسارية والشيوعية عن العراق , وما يتبع ذلك من تفاصيلٍ تتعلّق بالسياسة الخارجية والداخلية , وحتى ما كان يشوبها من ذرّاتِ غبارٍ سياسي , وكان يمكن ازاحتها بشكلٍ مرحلى . وبذلك كانت الأجيال السابقة والتي اعقبتها مغيّبة كليّاً عن ادراك مجريات وأبعاد ” الملكية ” ومدى ضرورتها المفترضة في العراق , وبتزامنٍ تلقائي مع انتشار التيارات الثورية والتوجّهات الإشتراكية التي اجتاحت الكثير من الشارع العراقي , وساهم في ذلك ضيق الأفق والعامل الغريزي والتأثّر الفائق بالمدّ الناصري < والذي في الواقع يصعب الوقوف بالضد منه > وهذا ما أدّى الى هذه الأزدواجية في التقاطع بين الرؤى الجماهيرية .

B – ومع تعاقب الأجيال ” وما يتداخل بينها ! ” والذي جمعها قاسمٌ حيويٌ مشترك , لما شهده العراق في السنين التي اعقبت الإحتلال وما فتئَ وما برحَ , في تقطيع الأوصال وزهق الأرواح والحرمان من الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية , وما هو أبعد من ذلك .! , فكان ذلك عاملاً مساعدياً وحيوياً في استذكار الأمان في العهد الملكي , عاطفياً وفكرياً .

C – دخول شبكة الإنترنيت الى العراق , وثمّ الإنفتاح على وسائل التواصل الإجتماعي , وانتشار المواقع الإخبارية – الألكترونية , مع إتاحة التعبير لأيّ إمرئٍ ونشر ما يمتلك من معلومات , قد اتاح وبأوسعِ سِعةٍ للجمهور العراقي والعربي من الإطلاع على تفاصيلٍ وجزيئياتِ جزئيات من مزايا الحكم الملكي لما كان يصب في مصلحة العراق على المديين المتوسط والبعيد , ممّا كان مخفٍ من معلوماتٍ على الجمهور , وممّا غيّر آراءٍ ورؤىً للكثيرين من النخب الثقافية والأجتماعية التي كانت مضلّلة دونما قصد .!

لا ريب أنّ هنالك مِمّن لا يتّفقون ” كلّياً او جزئياً ” مع المسار الذي طرحناه في اعلاه , ونحترم الى اقصى الحدود هذه التضادّات , كما اننا لم نكتب بصيغة التعميم الجماهيري ايضاً .

D – الأغربُ غرابةً وممّا محسوبٌ على مقولة < العجب العجاب ! > , فلم نرَ ولم نسمع من ايّة قوىً اجتماعية من المتعاطفين والمؤيدين للنظام الملكي ” وفي ايٍّ من وسائل الإعلام او السوشيال ميديا ومنظمات المجتمع المدني ” لأيّ مطالبةٍ بتشييد نصبٍ تذكاري للملك الشاب فيصل الثاني او الملوك الذين سبقوه , ولا حتى الى صورٍ ولوحات لنساء العائلة المالكة التي اغتيلت بغدرٍ تخجل منه الشيمة والجندية العراقية الأصيلة , والأمر موصولٌ الى ردّ الإعتبار الى الراحل نوري السعيد الذي تولّى رئاسة الوزراء 14 مرّة , والتي اثبتَ تعقّب الأحداث أنه كان الأكثر حرصاً على مصلحة العراق على ابعدِ مدىً لم يمكن تبصّرهُ لساسة وعسكر تلك الحقبات اللائي تُسمّى بالثورية .!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب