23 ديسمبر، 2024 8:52 ص

نحنُ والسيد لافروف , والأمريكان .!

نحنُ والسيد لافروف , والأمريكان .!

 من دواعٍ تزخرُ بشَجَنٍ جارفٍ وأسفٍ اكثر من مُسرف , لكنّه باذخ , ومعهما احزان وتأسٍ خارج نطاقات التوازن والإتّزان , ومرادفاتهما وإشتقاقاتهما اللغوية , واللواتي عبرهما وغيرهما , لا نعرف ولا نتعرّف من الإعلام الرسمي العراقي < على الرغم من انعدام وجود هكذا إعلام > لكنّه وعلى الأقلّ عبرَ ” شبكة الإعلام العراقي او جريدة الصباح الحكومية ! ” وكأنّهما احدى الفضائيات العالمية وكبريات الصحف .! , ويرافق ويصاحب ذلك تصريحاتٌ وبياناتٌ لبعض الناطقين الرسميين في الدولة , عمّا دارَ وكانَ يدور في مباحثات ومفاوضات وزير الخارجية الروسي الأستاذ ” سيرغي لافروف الذي زارَ القطر في الآونة الأخيرة , واجتمع برئاسة الوزراء , المرتبطة ” ستراتيجيا او تكتيكياً بِ ” الإطار التنسيقي – او المالكي تحديداً ” ودونما ايّ اعتباراتٍ موضوعيةٍ ومفيدة لرئاسة الجمهورية , وحتى بما تُسمّى بالرئاسة الثالثة ! ” لمجلس النواب ” التي لا علاقة لها بالأمر . الأمرُ موصولٌ ايضاً ” وبذات الدرجة من الحرارة الإعلامية المفقودة ” الى اجتماعات الوفد العراقي في واشنطن حول ” الأزمة الدولارية ! ” , ففي الأولى لم يسمع ولم يعلم العراقيون وربما الرأي العام العربي سوى تصريحاتٍ عن زيارة لافروف بأنّها كانت بنّاءة ومثمرة ! بينما وَوِفق تسريبات الصحافة الأجنبية فإنّ وزير الخارجية الروسي طرحَ على الحكومة العراقية < وبذريعة التخلّص من ازمة الدولار المعقدة مع الأمريكان > بأن تكون مبيعات النفط العراقي بأل ” يوان ” الصيني ! , وهذا سلاحٌ ذو اكثر من حدّينِ حادّين للغاية ! وهو ما تسبّب بقتل او مقتل العقيد القذافي , إذ اراد استبدال مبيعات النفط الليبي بالذهب بدلاً من الدولار .! , ولعلَّ الأكثر دهشةً او إندهاشاً أنّ حكومة السوداني لم تنفِ او تؤكّد ما طرحهُ لافروف ! , هل إنّها حيرى ! وعلامَ هذا الحياء المفترض .! , والأمرُ ملتصقٌ ايضاً بالوفد العراقي ” المُمَثّل بوزير الخارجية ومحافظ البنك المركزي ومسؤولين آخرين في الدولة ” منذ حطّوا الرحال في العاصمة الأمريكية , فتصريحات الوفد كانت مفرطة بإسرافٍ في التفاؤل وتحقيق النتائج المرجوّة وبالسرعة الفائقة .! , بينما جوبه الوفد العراقي بشروطٍ مشددة للغاية من الجانب الأمريكي , والى الدرجة الحادّة أن لم يتمكّن الوفد من مقابلة وزير الخزّانة الأمريكي ولا رئيس البنك الفيدرالي , وكأنّها Diplomatic Snob – كنوع من الإستخفاف او الإهانة الدبلوماسية ” الى حدٍ ما “.

   مسألة او معضلة تهريب الدولار الأمريكي من العراق الى ايران او سوريا ما انفكّت وما برحت الشغل الشاغل للدوائر الأمريكية , ودونما ضماناتٍ عراقيةٍ موثوقةٍ بالنسبة الى الأمريكان .. الأزمة الدولارية وانعكاساتها على الدينار العراقي , وما يدفعون اثمانها العراقيون , فما زالت وقد تستمرّ مُعلّقةً في دوّامةٍ بدون كوابح .! وكأنّ الأولويات إرسال الدولار الى خارج الحدود , ودونما حدودٍ لذلك كذلك .!