هكذا بدا ممّا بدا , استيعاب التحركات العسكرية الأمريكية واعادة انتشارها , من قِبَل احزاب الأسلام السياسي الحاكمة والفصائل المسلحة , من خلال عدم الإعتراض على حراكها او تبريره من قبل البعض منهم بأنها لإستبدال وحدات عسكرية امريكية بأخرى , وهذا ما تسوّقه السفيرة الأمريكية في بغداد ” الينا رومانسكي ” , ولسنا هنا بصدد تكذيب او نفي ما تطرحه الست السفيرة , ولا تأكيده ايضاً < وتركنا ذلك للقرّاء ليستقرأوا ما يستقرأوا من وراء ذلك > .! , إنّما ينبغي القول أن لا أحد او لا جهة مسؤولة في الحكومة العراقية واجهزتها على معرفة دقيقة بتعداد او عديد القوات الأمريكية في العراق , وخصوصاً القوات التي دخلت من سوريا او التي هبطت بالطائرات وتوزّعت في القواعد الجوية الأمريكية , وبخصوصيةٍ اكثر في قاعدة الحرير في اربيل , وذلك وفقاً لما رواه الراوي الإخباري ” او الراوية ” .
ما يُسهّل ويُسرّع لهضم هذا السيناريو الإفتراضي او الموضوعي هو مديات وسرعة قوة الضغط الأمريكي على الحكومة العراقية , حيثُ ما أن بعثَ رئيس اقليم كردستان السيد البرزاني برسالة الى بايدن ” قبل يومين ” يدعوه للتدخل مع حكومة بغداد لدفع مستحقات الأقليم المالية , وإلاّ فالأقليم سيواجه الأنهيار .! حيث بعد 24 ساعةٍ ونيف اطلقت الحكومة العراقية سراح تلك المستحقات المليارية وبالتفصيل الممل وغير الممل .! , وهذه احدى زوايا الإستقراء والإستكشاف وسواه كذلك .!
ما تطرّقنا اليه في اعلاه عن التزام احزاب الأسلام السياسي وملحقاتهم لجانب الصمت عن الدَور الأمريكي الحديث والمستحدث < لا سيّما أنّ تلك القوى السياسي طالما كانت تؤكد وتشدد على ضرورة مغادرة آخر جندي من العراق مهما كانت صفته من المستشارين الأمنيين والعسكريين وحتى خبراء الصيانة لطائرات F – 16 .! التي ستصاب تلك الطائرات بالشلل وعمى الألوان بمغادرتهم وترحيلهم .! , فهذا الصمت المُدوّي غير مضمونٍ ديمومته الى أبد الآبدين , فالحالة التكتيكية الراهنة بين طهران وواشنطن ” صفقة تبادل الرهائن والإفراج عن 6 مليارات ” فلها موقعها وتأثيراتها في ظل المتغيرات الدولية والأقليمية .
من زاويةٍ بعيدة المدى نسبياً , فالوضع الراهن مرشّح ليبقى معلّقا الى حدٍ ما حتى موعد الأنتخابات الرئاسية الأمريكية في العام القادم , وما قد يستبق ذلك من خارج الحسابات غير المحسوبة .!