18 ديسمبر، 2024 7:07 م

نحنُ والأمريكان والإقتتال الداخلي!

نحنُ والأمريكان والإقتتال الداخلي!

منْ زاويةٍ ما ولربّما اكثر, فيكادُ يدنو من حافّاتِ السخرية أنْ يلتقي الفريق الأول الركن او الجنرال ” كينيث مكنزي ” قائد القيادة المركزية الأمريكية ” يوم امس بعادل عبد المهدي الذي انتهى مفعوله وامسى خارج نطاق التغطية , بينما لمْ يلتقِ بسيّد محمد توفيق علاّوي – رئيس الوزراء الجديد الذي لمْ يبدأ مفعوله الرسمي بعدْ , والذي موقعه الجديد في حالة إهتزازٍ متزايد وتضجّ وتعجُّ ساحات التظاهر برفضه ونبذه .

الأنكى ” وَ وِفقَ ما نشرتهُ نشرات الأخبار ” أنَّ الجنرال الأمريكي الرفيع المستوى جاء الى بغداد لبحث قضية سحب القوات الأمريكية من العراق ” وهو قرار سياسي قبلَ ان يغدو عسكرياً ” , بينما تؤكّد وتجزم الأخبار الفعلية والموضوعية أنّ الأمريكان بصدد جلب منظومات صواريخ باتريوت ونصبها حول حافّات وجدران قواعدهم الجوية في القُطر , بالإضافةِ الى تغطية هذه المنظومة الصاروخية لعموم المنطقة الخضراء وما تضمّه من مقرات الرئاسات الثلاث ومقرات الأجهزة الأمنية والسفارات .

الى ذلك , يتجاهل المطالبون المتحمّسون بإخراج القوات الأمريكية من البلاد , بماذا سيتعرّض له العراق من خسائرٍ اكثر من ستراتيجية على الجانب المالي والعسكري وستضحى القوة الجوية العراقية بطائراتها ال F16 وكأنها محالة على التقاعد قبل اوانها , وكذلك دبابات ” ابرامز ” التي يستخدمها الجيش العراقي , جرّاء الحرمان من الإدامة والصيانة والأدوات الأحتياطية ومغادرة الخبراء الأمريكان ” وكأنموذجٍ فقط ” , والى ذلك كذلك فمن غير المعلوم ولا المفهوم لماذا يتوهّمون اولئك السادة بالإمكانية الفعلية لإخراج الأمريكان بأيِّ إخراجٍ او سيناريو , بينما يبدو بقاؤهم وكأنه الى حد ما قبل يُبعثون .! , لكنَّ هنالك مفارقة كبرى بينَ الإنهماك في التركيز على طعن المواطنين المتظاهرين بالسكاكين , وبين فرض الإرادة على كسر أنف اقوى دولةٍ عظمى في العالم ! , ونحن هنا لا ندافعُ عليها ولا نصطفّ بجانبها,

أَلا تجميع ولملمة وحدة الصف هي اولى خطوات المواجهة المفترضة مع الولايات المتحدة ” دونما مسوّغٍ حربي يدعو الى ذلك في الواقع العراقي الحالي ” , أمْ أنّ سفك دماء الطلبة والمتظاهرين امسى واضحى من الأولويات المشتركة والمتزامنة مع إخراج الأمريكان وفقَ دبلوماسية السكاكين المتّبعة .! , ثُمَّ لماذا لمْ يُفكّروا ” هؤلاء ” بطعنِ جنديٍّ امريكيٍ او وخزهِ – على الأقل – حينما غزوا الأمريكان العراق .!