7 أبريل، 2024 12:11 ص
Search
Close this search box.

نحنُ والأسرائيليون والإعلام !

Facebook
Twitter
LinkedIn

في محاولةٍ اسرائيليةٍ عابثة , قامت وزارة الخارجية الأسرائيلية ” منذ 4شهورٍ بفتح او افتتاح ! صفحة لها في الفيس بوك مكتوب عليها ” اسرائيل تتحدث بالعربية ” وعليها النجمة السداسية او ” نجمة داود ” وتحتوي مواضيعا وصوراً واغانٍ عراقية وحتى العلم العراقي , وقد كتبتْ < لينحا منوحين عبد العزيز > اليهودية من اصل عراقي والتي تعمل مستشارةً للإعلام الرقمي في اللغة العربية في الخارجية الأسرائيلية , بأنّ العراقيين المتابعين لهذه الصفحة ” خلال هذه الفترة القصيرة ” بلغ ثلاثمائة الف عراقي .! وأنّ العديد منهم من جيل الشباب الذين يرغبون بأقامة السلام مع اسرائيل .!

وبدورنا نردّ على السيدة او الخاتون ” لينحا منوحين ” أنْ لا دليل على صحة هذا الرقم من متابعي صفحتكم , ولا دليل ايضاً على وجود عُشر اعشار هذا الرقم , ثمّ بأفتراض أنّ البعض يتابع هذه الصفحة عبر الفيس بوك , فالأمر لايتعدى الفضول الأجتماعي وحب الأستطلاع واللهفة للتعرّف على اساليب العدو في الوصول الى العراقيين عبر السوشيال ميديا .

وفي هذا الصدد اشير الى واحدةٍ من اساليب الأسرائيليين , حيث نشروا مؤخرا في صفحتهم فيديو مصوّر لمجموعة من النساء اليهوديات تتراوح اعمارهم بين 50 – 60 سنة كمعدّل تخميني , وهم على ظَهر مركبٍ سياحي بحري وجميعهم يغنون الأغنية العراقية المعروفة < لا خبر , لا جفية , لا حامض حلو . الخ > , لكننا نبيّن : – أنّ تلك الأغنية ظهرت في منتصف سبعينيات القرن الماضي , ومن المفترض أنّ تلكُنّ الأسرائيليات قد غادرن العراق بعد حرب عام 1948 او في فترة ” الفرهود ” عام 1951 حين جرى اصدار قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود العراقيين وتجميد اموالهم , فكيف اتّفقَ اذن أن تقوم تلك النسوة بحفظ هذه الأغنية ” عن ظهر قلب ” وبعد مغادرتهن للعراق والى غاية الآن .! , وقد بادرتُ شخصياً عن عمدٍ وقصد بأجراء ” مشاركة –Share لتلك الأغنية في facebook كمحاولة للتعرف اذا ما ستنال اعجاب أيٍّ من اصدقائي وزملائي بعلامة Like المعهودة , لكنّ لا أحد قد بادرَ في ذلك .! , فأيّ متابعين للصفحة الأسرائيلية هذه .! , وجدير بالذكر أنها ليست الأغنية الوحيدة , فمنذ اكثر من عام نرى مجموعات مختلفة من يهود العراق القدامى يغنّون ويتغنون بأغانٍ عراقية تراثية وقد يغدو بعضها طبيعياً , بالأضافة الى إعادة نشر قصائد وابيات شعرية لأدباء ونتاجاتٍ لكُتّاب من يهود العراق الذين مكثوا سابقاً في القطر , وكلّ ذلك ليس سوى عزفٍ على وترٍ سياسيٍ – عاطفيّ مكشوف .

وإذ محاولات الأسرائيليين للتقرب من الشعب العراقي على المدى البعيد وجسّ النبض الجمعي عبر وسائل التواصل الأجتماعي , فالأمر اكبر من ذلك للأسف , فعدا زيارة النائب السابق مثال الآلوسي الى اسرائيل لمرتين في عامي 2004 & 2008 والتي على اثرها قام الآلوسي بتأسيس ” حزب الأمة ” , وكأنّ العراق ليس جزءاً حيوياً من الأمة العربية , وهي محاولة بائسة لفكّ وعزل العراق عن محيطه العربي ” وهو ما تفعله احزاب الأسلام السياسي بالفعل ” , فخلال الأيام القليلة الماضية شاهدوا واستمعوا العراقيون الى اللقاء الذي اجرته احدى القنوات الفضائية مع محمود الهاشمي – رئيس البرلمان السابق وهو يؤكد عن معرفةٍ شخصيةٍ ودقيقة بأنّ بعض كبار السياسيين العراقيين يترددون على اسرائيل عبر قبرص للحؤول دون انكشاف زياراتهم ! ولم يشأ المشهداني منكشف اسمائهم وتأريخ زياراتهم .!

وبقيَ ممّا تبقّى من القول أن لا يوجد ايّ مواطنٍ عراقيٍّ إلاّ على درايةٍ كاملة بالدور الأسرائيلي والموساد في مساعدة الأمريكان او توجيههم في تخريب المؤسسات العلمية والصناعية الستراتيجية في العراق إبّان الغزو والأحتلال في عام 2003 , بجانب عمليات الأغتيال لعلماء عراقيين في تخصصاتٍ علميةٍ شتى .

وبقى ايضاً ممّا بقى أنّ المسؤولين الأسرائيليين وقيادات اجهزتهم غير متأكدين بأنّ الطباع السوسيولوجية للعراقيين تختلف وتتباين مع كلّ الشعوب العربية في تقبّل عملية التطبيع غير الطبيعية مع الصهاينة في ظلّ توجهاتهم الأيديولوجية ال  Aggressive – العدوانية تجاه كلّ العرب , ومع تصوراتٍ افتراضيةٍ من زاويةٍ ما بأنّ حالة اللاحرب واللاسلم ينبغي أن لا تبقى الى ابد الآبدين .!

 

 

 

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب