19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

نحتاج ثورة تشبه ثورة الحرافيش في فلم التوت والنبوت

نحتاج ثورة تشبه ثورة الحرافيش في فلم التوت والنبوت

من منا لم يشاهد احد اجمل الافلام التي انتجتها السينما المصرية ايام الزمن الجميل فلم (التوت و النبوت) و هو احد روايات و روائع الكاتب الكبير المرحوم نجيب محفوظ و بطولة الفنان الكبير عزت العلايلي و هذا الفلم نقل احداث و معاناة الشعب المصري و الفقراء ايام الاحتلال البريطاني و حكم الخديوي و أبنائه و ما خلفته الاحداث من وجود سراق المال العام و المتنفذين و اصحاب السطوة و ظهور ما يسمى بالفتوات في مصطلحنا العراقي (الشقاوات) و هذا الحال ينطبق على حالنا في الوقت الحالي مع اختلاف الأشخاص و الازمنة حيث جسدت احداث الفلم و الرواية الرائعة احداث الظلم الذي يحدث على الشعب و الفقراء من قبل ما يسمى الفتوات الذين اوجدتهم الدولة و متنفذيها لقمع الفقراء و جبي الاموال و كذلك وجود الفساد الكبير في جميع مفاصل الدولة و وجود الحكام الفاسدين امثال الخديوي و ابنائه و زبانيتهم الذين كان همهم بناء القصور كقصر عابدين و غيرها من من القصور و شراء الحلي و المجوهرات و الزواج و التمتع بالعشرات من الجواري في ما يسمى الحرملك و الشعب يتضور من الجوع و استغل كل هذه الاحداث مجموعة من قطاع الطرق مفتولي العضلات و الذين لديهم اتباع و انصار يتميزون بالاجرام و العنف استغلوا ضعف الدولة و ضعف و تشتت ابناء الشعب و الفقراء و أصبحوا يأخذون الاتاوات و جمع الاموال من الفقراء و المواطنين و التجار و لا يدخل شيء او يخرج الا بدفع الاموال و الرشاوى هذا الحال يشبه ما يحدث لنا الان في وقتنا الحاضر بعد اكثر من (125) عام من حكم الحرافيش ما يحصل لنا هو وجود فتوات من نوع اخر اشد بطشا و فسادا ، فتوات عصرنا يمتازون و يتمتعون بالحصانة و منهم منتخبون من قبل الشعب و يمتلكون كل عناصر القوة و الجبروت يمتلكون السلاح و الاتباع و الاموال و السيارات المصفحة و جوازات السفر الخاصة و مزدوجي الجنسية و كل هذه الإتاوات و الرشاوى و الاموال التي تجبى تتم بطرق شرعية من خلال فرض الضرائب على المواطنين و موظفي الدولة (اصحاب الدخل المحدود والدرجات الوظيفية الدنيا) و حرمان الكثير من المعاقين و المكفوفين من رواتب الرعاية الاجتماعية بحجة وضعهم الاجتماعي ودخلهم المادي الجيد متناسين انهم يملكون عاهات جسدية تمنعهم من العمل و القانون و الدستور شملهم بهذه الاعانات كل هذه الاقتطاعات من اجل سد العجز في موازنة الدولة و تشريع ذلك بقوانين في مجلس النواب السلطة التشريعية العليا و يستثنى من هذه الضرائب (اصحاب الدرجات العليا و النواب و موظفي الرئاسات الثلاث) اما المواطن العراقي الضعيف و اصحاب الدخل المحدود هم من يدفعون و يعملون لكي ينعم المسؤولين بالسعادة كما كان الخديوي و اتباعه ينعمون بالسعادة ، عالج الفلم طريقة التخلص من ظلم الشقاوات من خلال تجسيد دور البطل للفنان القدير عزت العلايلي دور المنقذ و المخلص (سليمان الناجي) من خلال كسبه حب الفقراء و الوقوف بوجه الشقاوات حتى تحقق له ذلك بعد تكاتف ابناء الشعب (الحرافيش) مع المنقذ و اثبت ان الشعب اقوى من الشقاوات و الحكام الفاسدين حالنا الان يحتاج سليمان الناجي الجديد و كل هذا ممكن ان يتحقق لو تكاتف جميع ابناء البلد و اصبحوا سليمان الناجي يدا واحدة لمقاومة و محاسبة الفساد و الدجل و الظلم و التفرقة الطبقية بين موظفي الدولة و الشرائح الاخرى .

الفرصة سانحة امام ابناء الشعب لتغير المفسدين و بطرق مشروعة يكفلها الدستور كالاستمرار بالمظاهرات السلمية و المطالبة بالحقوق المشروعة و علينا ان لا ننخدع بحيلهم من خلال الوعود الكاذبة و استخدام العاطفة و الدين و المذهب لتفرقتنا و تخديرنا نحن خالفنا مرجعيتنا عندما قالت المجرب لا يجرب و تحملنا نتائج اختياراتنا الفاشلة الان نحن اما نصلح واقع العراق كما اصلح (سليمان الناجي) و اقع الحرافيش او نبقى تحت رحمة السياسيين و ما يفرضوه علينا من الضرائب و التفرقة الطبقية بين ابناء المجتمع و استقطاعات بالجملة من موظفي الدولة و نبقى مواطنين مهمشين من الدرجة الثانية و تحل علينا الصدقة .