25 نوفمبر، 2024 11:34 ص
Search
Close this search box.

“نجوى قاسم” وساعة الصفر

“نجوى قاسم” وساعة الصفر

كنت اشاهد قناة “العربية الحدث” قبل شهور حين اعلن رئيس مجلس محافظة الانبار ساعة الصفر حيث كانت المذيعة نجوى قاسم تحاوره. تفاصيل القصة اصبحت معروفة للقاصي والداني . طشار النازحين وصل الى “اخوة موزة” عقب هذا الاعلان التاريخي الذي حظي بمباركة المذيعة ودخل حيز التهجير والنزوح. شاهد العيان على ماحدث هو جسر بزيبز. تكرر الامر قبل ايام كنت اشاهد نجوى قاسم نفسها وهي تحاور السيد قائد عمليات نينوى هذه المرة . نجوى وبعد ان طلبت من القائد التعريف برتبته التي يحملها على كتفيه لانها ضعيفة بالرتب العسكرية فقد طرحت عليه السؤال التقليدي متى تبدأ معركة تحرير نينوى؟

الاجابة جاءت سريعة بل صاعقة حين اعلن القائد أن معركة نينوى بدأت بالفعل. من جانبي أردت القفز من فوق “الشجرة” آسف “القنفة” بينما تحفزت الانسة مدري السيدة نجوى (بالمناسبة الفريق الركن وفيق السامرائي الذي يظهر على العربية الحدث كثيرا يخاطبها بلقب الأستاذة ) لكي تعيد النظر بكل الاسئلة والمحاور التي كانت قد جهزتها لهذا الحوار قبل مفاجاة الإعلان عن بدء معركة التحرير. سرعان ما أنتقل الخبر من العربية الحدث الى الفضاء الاعلامي الواسع. اسئلة المذيعة اللاحقة تركزت حول مستلزمات معركة من هذا الطراز وكإنها تريد أن تقول للسيد القائد .. هل أنت متأكد؟ زين شلون؟ اشكد عدكم قوات؟ ماالمقصود ببدء المعركة وعلى اي المحاور؟ ومالذي تحقق حتى الآن؟

من حهته فان السيد القائد الذي بدا وكإنه سجل هدفا في مرمى نجوى قاسم لجهة اعلانه ساعة الصفر فوجئ بنمط من الاسئلة الهجومية لم يكن يتوقعها مما يدل ان نجوى اكتسبت خبرة عسكرية لكثرة ما يظهر على برنامجها من سياسيين وعسكريين وخبراء ومحليين عراقيين بحيث باتت تعرف كم المسافة بين جرف الصخر وعامرية الفلوجة واين تقع الصينية من الفتحة واقصر طريق من ذراع دجلة الى الاسحاقي. وبركلة جزاء سجلت نجوى هدف التعادل في مرمى القائد بينما اكتفيت ـ حيث اعطيت لنفسي دور الحكم ـ انا باشهار البطاقة الصفراء بوجهها لانها كانت تبتسم بمناسبة وبدونها. وفي الوقت بدل الضائع وبعد ان مددت وقت المباراة سجلت نجوى هدف الترجيح في مرمى قائد العمليات الذي لم يقنعها بحيثيات بدء معركة ننتظرها بفارغ الصبر منذ سنة. فكل ما تحدث عنه لايتعدى الكلام عن

القصف التمهيدي وعن الجسر الجوي للتسليح وعن اعداد المقاتلين المدربين. المعطيات على ارض واقع نينوى لم تكن تختلف عن ارض الانبار حين اعلن رئيس مجلس المحافظة بدء معركة التحرير التي جعلت الرئيس اوباما يعترف ان ماحصل كان انتكاسة امنية. لم يكن اوباما يعلم ان ما حصل لم يكن في غرفة عمليات بل في غرفة اخبار وعلى الهواء مباشرة.

ادرت مؤشر التلفزيون على قناة اخرى. كان الخبر العاجل هو التالي: بدء عمليات تحرير نينوى. اتخيل منظر السيد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وهو جالس مثلي على “القنفة” يشاهد ساعات صفر بدء معارك التحرير من الانبار الى نينوى على لسان نجوى قاسم لرمى الريموت بوجه الشاشة. ما منعه عن ذلك اتصال هاتفي من السيد جو بايدن يستفسر منه فيما اذا كان يوجد قرب الموصل .. جسر بزيبز اخر.

أحدث المقالات

أحدث المقالات