23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

نجوم تلألأت في سماء الكرة العراقية

نجوم تلألأت في سماء الكرة العراقية

 

أنجبت كرة القدم العراقية عدداً كبيراً جداً من اللاعبين الذين أصبحوا نجوماً في سماء الكرة العراقية وعلى مر العقود ولازالت تلك الأسماء يتلألأ بريقها رغم مرور السنين وبزوغ نجوم آخرين أضافوا أسمائهم الى السلسلة الماسية لنجوم الكرة العراقية التي زخرت ولازالت تزخر بالمواهب الكروية الى يومنا هذا .
من بين تلك النجوم يبرز إسم اللاعب صفاء عبد الحكيم الموهبة الكروية التي قدمتها مدينة البرتقال ديالى نهاية العقد الثامن من القرن الماضي وليكون نجماً كروياً بين سلسلة نجوم الكرة العراقية .
” الملاعب ” التقت بنجمنا اللاعب صفاء عبد الحكيم فاتحة ملف الذكريات في عالم الكرة فكان هذا اللقاء .
بداية المشوار ومحطة الإنطلاق .
• كيف بدأت مشوارك مع الكرة .؟
_ بدايتي كانت بالطريقة المعتادة لأي لاعب كرة قدم في العراق حيث تولد فيه الموهبة من الساحات الترابية والفرق الشعبية لذا كانت بدايتي من منطقة العروبة في مدينة جلولاء حيث كانت اسرتي تعيش هناك ثم لعبت في الفرق الرياضية التابعة لمحافظة ديالى بدءاً من البراعم الى الناشئين وتحديداً في نادي ديالى بعد ذلك كانت المرحلة الثانية من مشوار بداياتي مع الكرة بعد انتقال اسرتي للعاصمة بغداد حيث لعبت موسمي الأول في دوري كرة القدم العراقي للشباب مع شباب نادي الصليخ في عام 1985 تحت اشراف المدرب رسول علي وحسن علاوي ، وبعد تقديمي لموسم جيد مع الفريق تم اختياري كأفضل لاعب شاب في ذلك الموسم ، وتم ترحيلي الى الخط الأول لنادي الصليخ ولعبت اول مواسمي في دوري الدرجة الأولى في نفس العام تحت اشراف المدرب عبد الله عبد الأمير “.
• كيف وجدت موسمك الأول في دوري الكرة وانت تلعب مع نجوم الكرة العراقية آنذاك ..؟
_ بعد ان مثلت نادي الصليخ في الموسم الأول لي في عالم الكرة تم انتقالي الى نادي ( الطيران ) القوة الجوية حالياً حيث اختارني الكابتن القدير مجبل فرطوس لأكون احد لاعبي هذا الفريق العريق والكبير صاحب الإنجازات الكروية والقاعدة الجماهيرية العريضة ، ولعبت بجانب نجوم كبار امثال كابتن الفريق وقتها ناظم شاكر والمرحوم ناطق هاشم وعماد جاسم ومعد ابراهيم وبشير عزيز وكان الفريق متخماً بالنجوم والأساطير وكنت بعمر 18 عام فكان تحدي كبير جداً وصعب جداً ومهم جداً في نفس الوقت ، مما جعلني اقبل بهذا التحدي وقدمت واحدة من اجمل مواسمي الكروية خصوصاً وانا كنت العب بديلاً في اغلب المباريات نسبة الى صغر سني وحداثة فترة لعبي في دوري الدرجة الأولى ، الأمر الذي جعل الكابتن مجبل فرطوس يصر على اشراكي اساسياً في تشكيلة الفريق ، ومن هذا الموسم كانت محطة انطلاقي الحقيقية حيث تم استدعائي لصفوف المنتخب الوطني للشباب تحت اشراف المدرب جمال صالح وسعد جميل “.
محطة النجومية وعالم الإحتراف .
• رحلتك مع الفرق الكبيرة والمنتخبات هل قادتك الى عالم الإحتراف .. ؟وهل حققت احلامك التي رسمت لها وخططت ..؟
_ بعد أن لعبت موسمي الأول مع نادي الطيران والذي اعده الإنطلاقة الحقيقية لي في عالم الكرة تم استدعائي الى منتخب شباب العراق مع عدد من اللاعبين الذين اصبحوا فيما بعد نجوم يشار لها بالبنان امثال سمير كاظم ونعيم صدام وشرار حيدر وسعد عبد الحميد وسليم حسين ومهدي كاظم والحارس عمر احمد ، حيث شاركنا معاً في عدد كبير من المباريات والمعسكرات والبطولات المحلية والعربية والآسيوية ، حيث كانت لنا مشاركة محلية في بطولة الجمهورية للشباب والتي حصلنا على لقبها واحراز كأس البطولة تحت اشراف المدرب جمال صالح ، ثم انتقلت الى عدد كبير من الأندية العراقية منها نادي النجف بإشراف المدرب ناجح حمود وقدمنا في تلك الفترة اجمل المواسم الكروية للنادي وتمكنا من احراز لقب بطولة محلية وكنا منافس قوي للفرق الجماهيرية البغدادية امثال الزوراء والجوية والشرطة والطلبة في كل البطولات ، بعد ذلك تم انتقالي لعدد من الاندية الشمالية ولعبت في اربيل ودهوك والسليمانية وقضيت معها مواسم جميلة جداً ثم عدت الى حيث كانت نقطة انطلاقي الأول نادي ديالى وذلك قبل قرار احترافي خارج العراق مع الاندية الأجنبية وفاءاً مني لهذا النادي الأم الذي اكن له الى الآن كل الحب والإمتنان ، متخذاً قرار تمثيلي له بعكس ماكان يعمل به كل اللاعبين في عالم الكرة حيث إن معطم اللاعبين يمثلون انديتهم الأم في نهاية مشوارهم الكروي وانا قررت ان امثل نادي ديالى وانا في قمة عطائي الكروي وقبل قرار احترافي خارج العراق ، وفي بداية العام 1993 مثلت نادي ديالى الذي يلعب في الدوري العرااقي الممتاز تحت اشراف المدرب كاظم الربيعي وثامر أحمد وحققنا نتاىج جيدة جداً وتمنكنا من الفوز على اندية الزوراء والطلبة والنجف واذكر من تلك المباريات المهمة مباراتنا مع نادي الطلبة والذي كان متخم بنجوم الكرة العراقية والمنتخب الوطني والاولمبي في وقتها امثال حبيب جعفر وسهيل صابر وشرار حيدر وصباح جعير وصادق سعدون وكان نادي الطلبة تحت اشراف المدرب العملاق عمو بابا رحمة الله عليه ، وتمكنا من الفوز على النادي الطلابي بهدف وحيد احرزته من مسافة بعيدة في مرمى سهيل صابر الذي كان حارساً للمنتخب الوطني العراقي ، وكانت محطة تمثيلي لنادي ديالى من اهم محطاتي الكروية حيث كان روح الإصرار السمة التي تحلى بها الجميع بدءاً من اللاعبين ومروراً بالكادر التدريبي وانهاءاً بالكادر الإداري وجماهير النادي التي كانت المساند الحقيقي للفريق ونتائجه الإيجابية حيث كانت مباريتنا مع الفرق الكبيرة هي المحك الحقيقي للنجومية ولعبت خبرة المدربين الذين اشرفوا على تدريب نادي ديالى في تحقيق النتائج الكبيرة ويبرز من بين هؤلاء المدربين الكبار اسم المٍدرب القدير الدكتور كاظم الربيعي والمدرب الكبير محمد طبرة والمدرب الكبير حميد سلمان والمدرب باسم قاسم وثامر احمد وغيرهم من المدربين الكبار ، ولا انسى جهود الأخ الكبير حارث شاكر محمود رئيس نادي ديالى الذي كان الداعم الحقيقي لي في مسيرتي الكرويه ووفاءاً له ولمدينتي مثلت نادي ديالى خير تمثيل قبل قرار رحيلي الى عالم الإحتراف الخارجي “.
• وماذا عن رحلة احترافك مع الأندية الأجنبية .؟
في عام 2001 تلقيت عدة عروض للعب في الاندية العربية والاسيوية وبعد المشاورات تم توقيع اول عقد احترافي لي مع نادي موهان بوكان الهندي احد اكبر الأندية في الهند ولعبت لهذا النادي موسم واحد تمكنت خلاله من احراز درع الدوري الهندي وتم اختياري افضل لاعب محترف في ذلك الموسم وبعد انتهاء عقدي مع النادي تلقيت عروض من اندية كانت تنافس على لقب الدوري الهندي منها نادي تولي كانج ونادي ايست بنغال ومثلت نادي ايست بنغال في موسم 2002 وتمكنت مع النادي من احراز ثلاثية في ذلك الموسم وهي درع الدوري والكأس وكأس السوبر الهندي، ومن المفارقات التي حصلت معي خلال رحلة الإحتراف في الهند هي استدعائي من قبل المدرب الأنكليزي الذي كان يشرف على تدريب المنتخب الهندي وقتذاك ظناً منه اني حاصل على الجنسية الهندية وبالفعل تم التشاور مع من قبل المعنيين على الكرة الهندية من اجل موضوع التجنيس واللعب للمنتخب الهندي ولكني رفضت هذا رفضاً قاطعاً حباً وإنتماءاً لبلدي العراق الحبيب .
اعتزال اللعب وبداية المشوار التدريبي .
متى قررت اعتزال اللعب وكيف كانت بدايتك مع عالم التدريب ..؟
بعد عودتي من عالم الإحتراف قررت الإعتزال من بوابة الأندية العراقية وكان النادي الأم هو محطتي الأخيرة حيث لعبت اخر مواسمي الكروية مع نادي ديالى ثم اتجهت لعالم التدريب من بوابة الأكاديمية العراقية الدولية لكرة القدم التي وضعت فيها كل ما املك من خبرات كروية وساهمت مع الادارة والطاقم التدريبي المشرف على فروع الأكاديمية من تشكيل عدد كبير من الفرق وبمختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وبعد الجهود الكبيرة تمكنا من قطف اول ثمار رحلتنا في عالم التدريب حيث تمكنا من احراز لقب كأس العالم للأكاديميات في العام 2018 والتي اقيمت في انطاليا وكان هذا الإنجاز غير مسبوق للكرة العراقية على مستوى الأكاديميات وحصلت على لقب افضل مدرب في تلك البطولة العالمية .
وحالياً انا مستمر في العمل مستشاراً فنياً لجميع الفرق الكروية في الأكاديمية العراقية الدولية واتمنى تحقيق حلم جميع اللاعبين الصغار الذين في معيًتي علهم يقدمون للوطن مالم نستطع تقديمه لسبب وآخر .