5 نوفمبر، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

نجوم السياسة والفضائيات وناجي عطا الله !

نجوم السياسة والفضائيات وناجي عطا الله !

انتهت ايام العيد بسرعة وقبلها طوى شهر رمضان الكريم بساطه سريعاً، مرتبكاً وربما خجلاً، لفرط مااثقلت عليه فضائياتنا بصور واحاديث المسؤولين والنواب واعضاء السلك الدبلوماسي، وحماياتهم ايضا، وعاملتهم كنجوم كوميديا من الطراز الاول، ودخلت حتى مطابخهم  برغم انف المشاهد، والاغرب ان معظم  حوارات اؤلئك السادة الافاضل كانت تزيد الطين بلة وتشيطنا في عز ظهيرة رمضان والحلق ايبس من حلق جمل.
 معدو  ومقدمو  برامج الفضائيات تشاطروا كي يخرجوا المسوول من طوره ليحكي  لنا وهو مرتاح البال كيف يصرف راتبه المليوني مضروبا في ثمانية او عشرة ولايخفي حزنه  لانه لم يعد يكفي لضيافة الزوار،  وانه يتمنى ان يعود موظفا بسيطا كي ينعم براتبه المتواضع بعيدا عن متطلبات الشياكة واللباقة  وهو بدرجة وزير!!، بشكل جعلنا نحن الموظفين من عباد الله فرحين لاننا  ننتمي الى جيل الدرجة الخامسة  من السلم الوظيفي والحمد لله وصار لزاما علينا ان  ان نردد بمناسبة وبدونها…. اللهم اني موظف..
مسؤول اخر، يطالعنا عبر الفضائيات ايضا وهو  معني بشؤون  الملايين من العاطلين والفقراء برغم ان كرشه لايشي  بذلك،  يقول انه لايجد راحته أو راحة عائلته الا في رحلات سياحية شهرية خارج البلاد، لان داخلها مزعج وهو يزدحم بمعاناة الناس وطلباتهم ، (اي والله حقه) كان لازم على المواطنين الكرام مايزعجوا المسؤول وهو مقدم على تفقدهم او  حتى تناول  وجبة عشاء متواضع في مطعم قدوري او ستوري بعد ان اغلق (فالح ابو العنبة) ابوابه في  شهر رمضان الكريم وعزوف الصائمين عن فلافله المعهودة متجهين لارتياد ارقى المطاعم التي افردت ابوابها وزادت من طاقمها لاستقبال حشود الصائمين.
مسلسلات رمضان هي الاخرى طبخت على عجالة  فبدت كأنها تضحك على عقولنا بأحداث ومصادفات  لاتحدث الا في دول المريخ (وين هاي دول المريخ؟)، في حين جاءت مسابقات الشهر وفوايزه متشابهة وهي  تفر بهديتها نص بغداد والصوبين لتصل الى اطرافها حتى تحصل على جواب سوالها البسيط، فيبدو الشعب وكأنه في عزلة عن عالم القراءة والمعرفة.
برامج الخيرات والبركات ومساعدة الفقراء، هي الاخرى وبرغم اهميتها في شهر رمضان،  لكنها اوجعت قلوبنا مرارة وحسرة على تفاصيل حياة اناس خارج التغطية مازالوا  يكابدون مرارة العيش وجفاء الحكومة لهم.
وحده ناجي عطا الله وفرقته الغريبة،  يجوب  بحقائبه الدولارية من بلد لاخر مستعرضا بعض ملامحها الجاهزة بحسب وجهة نظر وسائل   الاعلام وقتها، بغض النظر عن صدقها او كذبها، لكن المهم انه حظي بأعلى نسبة مشاهدة في الوطن العربي   خصوصا في حلقاته التي تحدثت عن احداث  العراق.
رحل رمضان، واجمل مافيه انه ابعدنا قليلا عن متابعة النشرة الاخبارية الرسمية من على شاشة العراقية خصوصا، لان الجميع صائم عن المناكفات والتصادمات ويقول لخصمه بكل وقار وخشوع… اللهم اني صائم .. ولنا نحن صغار الموظفين ان نقول بكل فخر اللهم اني موظف..

أحدث المقالات

أحدث المقالات