19 ديسمبر، 2024 12:59 ص

نجم الربيعي يتألق من جديد

نجم الربيعي يتألق من جديد

قال البحتري:
لا تنظرَنَّ إلى الفيَّاض من صِغَرٍ … في السِّنِّ وانظر إلى المجد الَّذي شادا
إن النّجومَ نجومَ اللَّيل أصغرُهــا … في العيــــــن أذهبها في الجوِّ إصعادا
ربما يستغرب البعض من عنوان المقال، على إعتبار إننا سبق أن نشرنا العام الماضي مقالا بعنوان (نجم الربيعي أفل نجمه) وجهنا فيه إنتقادا حادا لمقدم البرامج التلفازي، وكان السبب في ذلك هو إنحياز الربيعي الى طائفته، ومحاولة زج ساسة السنة في التدهور الذي حصل في العراق، لاشك انهم يتحملون جزءا منه، لكن الجزء الأكبر هو المكون الشيعي الذي يهيمن على كافة مقدرات البلد السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية، ولا يجوز ان يوضعا في كفتين متعادلتين، ابسط مثال على ذلك انفراد النواب الشيعة في قرار برلماني بإخراج القوات الامريكية من العراق، مع غياب النواب السنة والأكراد وبقية الأقليات.
كانت الكبوة الكبيرة عندما نسب نجم الربيعي خطبة فيروسية كورونية الى علي بن أبي طالب، بقوله” هذا الكلام كتب في نهج البلاغة، هذا الكلام مشاهدي الكرام من (1400) سنة، هذا جاء في كتاب عظائم الدهور لأبو علي الدبيزي، ستستمعون كيف قال الإمام علي عن هذا (يقصد وباء الكورونا) فإستمعوا: يقول الإمام علي، عندما تحين العشرون، قرون وقرون، وقرون، تجتاح الدنيا كورون،، من فعل البشر الضالون، فيُميت كبارهم، ويستحل صغارهم، يخشاه الأقوياء، ولا يتعافى منه الضعفاء، يفتك بساكني القصور، ولا يسلم منه ولاة الأمور، يتطاير بيتهم كالكرات، ويلتهم الحلقوم والرئات، لا تنفع معه حجامة، ويفترس منامط لثامة، يصيب السفن ومن فيها، وتخلوا السحب من راكبيها، تتوقف فيه المصانع، ولا يجدون له من رادع، مدٌه من خفاش الصين، وتستقبله الروم بالأنين، وتخلوا الأماكن من روادها، وتستعين الأقوام بأجنادها، يرج منه روم الطليان، ولا يشعر من جاورهم بإمان، يستهينون بأول إجتياحه، وييأس طبهم من كفاحه، يتناقلون بينهم أخطاره، ويكتشفون بلا نفع أسراره، يخشاه الأخيار، والفساق، ويدفنون ضحاياهم في الأعماق (الله!! معبر عن إعجابه)، تتعطل فيه الصلوات، وتكثر فيه الدعوات، وتصدق الناس ما يشاع، وتشتري كل ما يباع، ممالك الأرض منه في خسارة، تعجز عن محاربته وإنحساره، في زمان قل الصدق في التعامل، وشح الإحسان في المقابل، ثم تنكشف (يا الله! تعبير من الربيعي) الغمة عن الأمة، بالرجوع الى الله تأتي التتمة، وتستكين الضال المستهمة بالتضرع الى الله والصلاة على الأنبياء والأئمة”. وختم الربيعي الجنجلوتية المنسوبى لعلي بالقول” سلام الله عليك ابو الحسن، وعلى هذا العلم والسر المستودع فيك، وكيف لا وانت سيد الأوصياء، وأبلغ البلغاء”.
وسبق ان بيننا زيف الخطبة الفيروسية المنسوبة لعلي بن أبي طالب، وما تضمنته من أخطاء نحوية واملائية وتزويق لفظي، وعلم بالغيب، علاوة على نقدنا لما جاء في حديث الربيعي، فالنبي محمد (ص) هو سيد البلغاء وليس عليا، وما نسب لعلي من خطب طويلة هي من تأليف الشريفين الرضي والمرتضى، وكتاب نهج البلاغة لا يوجد فيه سند واحد يؤكد مصداقية ما جاء فيه من خطب طويلة مملة، لم يعتاد عليها النبي(ص) والخلفاء قبله، ولا يوجد لمعظم الخطب إشارات في كتب الشيعة الأقدمين، وسبق ان ناقشنا هذا الموضوع بإستفاضة في كتابنا (إغتيال العقل الشيعي).
ونصحنا نجم الربيعي أن يخفف من لهجته الطائفية، فهو مقدم برنامج ناجح، وناقد رائع للعملية السياسية المشوهة، ربما إطلع السيد الربيعي على مقالنا، وبعدها ـ وهذا المهم ـ تراجع الربيعي عن تدخلاته ذات المسحة الطائفية، وجعل السنة والشيعة يتحملون تدهور العراق بنفس النسبة، والحق يقال إختفت هذه الظاهرة تماما، وكانت البرامج اللاحقة في قمة الروعة، كان الربيعي فارسا هماما تمكن من نزع ورقة التوت الأخيرة من عدد كبير من المسؤولين العراقيين، وكان المعبر الحقيقي عن أرادة الشعب العراقي، ولسان حاله الصادق.
ليس المهم أن تخطأ، فالخطأ سجية البشر، لكن المهم ان تعالج الخطأ، وكلما تسرعت في معالجتة، كلما قللت من آثاره السيئة. سيما ان الوجه الاعلامي التلفازي ضيف على جميع العراقيين، وليس على طائفته فحسب، انه يدخل علينا بلا إستئذان، ودخوله مباركا ان توخى الصدق والموضوعية والعقلانية في تناول المسائل الجوهرية التي تتعلق بالشعب العراقي وما يعانية من مصائب التي توالت عليه بعد عام الغزو 2003.
لقد أختار السيد الربيعي في برامجه وجوها مهما سلطت الضوء على أهم المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي، وأهمها الفساد الحكومي وسرقة ثروات الأمة، وعرى السيد الربيعي المقدس بكل أشكاله وأزال هالة التقديس من فوق رؤوسهم الفارغة، فرجال الدين هم جزء كبير من المشكلة، وجزء هامشي في حلٌها ولا نقصد بذلك إلا بعض المراجع المعتدلين وهم قلة، بل ندرة.
الأهم من ذلك هو دعوة الربيعي ضيوفا لهم حظوة وإحترام من قبل الشعب العراقي عموما والثوار الأبطال خصوصا، على سبيل المثال المحللين السياسيين يحي الكبيسي وأحمد الأبيض ومثال الألوسي والوزير السابق عامر عبد الجبار وحيدر المله وغيرهم ممن لهم غيرة على وطنهم وشعبهم الذي يعاني من كوارث في كل القطاعات، بسبب هيمنة الولي الفقيه على مقدرات العراق.
وأود بهذه المناسبة أن أشد على يد الربيعي، وأقول له، اننا نشخص السلبيات لغرض الإصلاح سيما لمن نعتبرهم عراقيين أصلاء وفيهم النخوة العراقية الأصيلة، لذلك نحاول جهد الإمكان ان نبين لهم مواطن الزلل كي يتداركوها مستقبلا. وعندما يتدارك العراقي الأصيل الخلل نشد على يديه ونقول له: أحسنت في مسعاك
هذا هو دليل المنطق والتعقل بشكل عام.
كلمة أخيرة للأستاذ نجم الربيعي، لقد تألقت مجددا، ونرجو منك وهذا رجاء ربما يتفق فيه معنا كل الوطنيين الشرفاء، سيما ثوار العراق، الإستمرار على ها المنوال، ان بعض الذيول الإعلامية للميليشيات الولائية غالبا ما ما تتقيأ علينا بمعلومات باطلة، ومشوهة، واقولها بصراحة ان مجرد وجود هذا الشخصيات في اي برنامج تجعلنا ننفر منه ولا نشاهدة، وان كان مع شخصية وطنية مميزة، نستمع اليها، ونمرر مقطع الذيول ولا نستمع الى تفاهاتهم سيما انهم يكرووا نفس الأسطوانه كأن (احدهم باصق في فم الآخر)، إنهم عملاء وإعلاميين مأجورين يتكلمون وتحت ألسنتهم أموال تدفعها لهم الميليشيات الولائية.
فنرجو منك استاذ نجم عدم إستضافة هذه الوجوه العميلة الكريهة، كما تفعل بعض الفضائيات والبرامج بحجة بيان وجهة النظر المعارضة، لقد مملنا منهم ومن طروحاتهم الولائية التي إنفضحت للشعب العراقي، وما عادت تنطلي على أحد. من هؤلاء الذيول: عادل المانع، هاشم الكندي، عبد الكريم خلف، نجاح محمد علي، عدنان السراج، حيدر البرزنجي، محمد البصري، عبد الأمير العبودي، مازن عبد الهادي الزيدي، عباس العرداوي، حمد عبد السادة، علي المطيري، مهند العقابي، مازن الزيدي، محمد الخزاعي، أحمد هاتف، علي مراد الأسدي، أسعد البصري، باسم الماجدي، علي فضل الله، جاسم الغرابي، حيدر البارزنجي، واثق الجابري، محمود الربيعي، كريم بدر، وبقية الذيول المعروفة للجميع.