19 ديسمبر، 2024 6:27 ص

نجح العراقيون وان فشلوا … ثلاث اراهن عليهن بسمعتي ككاتب لاحرب اهلية .. لا تقسيم .. لا انفصال

نجح العراقيون وان فشلوا … ثلاث اراهن عليهن بسمعتي ككاتب لاحرب اهلية .. لا تقسيم .. لا انفصال

عندما اقترب الشعب من الحكم ظهر كما لو انه تصدى لقيادة طائرة محلقة، الطائرة مفككة والركاب ثاروا وهناك من يطلق النار جوا وارضا والاسوء ان الطيارين كثرة و لم يجربوا قيادة الطائرات من قبل.
بعد عقد تم تهدئة اكثرية الركاب تم ايقاف القسم الاخطر والاكثر من النيران وتم تعلم القيادة لكن الطائرة لاتزال تعاني من مشاكل حقيقية.
اثنان من التطورات المهمة يستحقان الرصد، انخفاض زيارة السياسيين في التحالف الوطني الى ايران حد الصفر مايعني استقلال قرارهم وان لم يكن  هذا القرار تابعا من قبل انما متهما وعلى العكس مما يشاع فان ايران اصبحت بحاجة الى حلفائها في العراق وليس العكس وبالطبع هناك من يخلط بين التقاليد المتبعة لدى الامامية في نظامهم الديني الذي لايفرق بين رجال الدين على اساس قومي وبين العلاقات السياسية.
الجديد الثاني قيام التحالف الوطني بتمرير ميزانية البلاد مايعني نهاية عهد وبداية عهد اخر.
السنوات العشرة الماضية كانت عقد تحويل الجدل بشان النظام الديموقراطي الى بديهية ويمكن التاكيد بالمطلق ان الحديث عن امكانية قلب طبيعة النظام الحالي معاكسة لاتجاهات عالمية سائدة لايقوى عليها احد.
قبل سنة تقريبا مررت رسالة الى كاتب معروف ينشط في التبشير بقرب نهاية النظام الحالي واذكر انني استخدمت تعبير ( نظام المئة عام) لوصف عمر النظام الحالي وبدل ان يقبل حتى بخمس سنوات اخرى مضافة راح يتحدث عن قرب نهاية النظام العراقي وفقا لفرضية استعراضية مبنية على قصيدة انكليزية حول حدوة الحصان مفادها ان الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط واذا سقط سيسقط حزب الله واذا سقط حزب الله ستسقط ايران واذا سقطت ايران سيسقط النظام في العراق
شئ ينتمي الى خيال افلام هاري بوتر.
ايضا كان رايي امام مسؤول اعلامي كبير في العراق بان المظاهرات انما هي احدى اقوى المكاسب للنظام السياسي انها تعني انتقال المجتمع من التعبير عن نفسه بالعنف الى التعبير بالاساليب المشروعة وان كانت تفتقر الى الشرعية القانونية.
كان رايي ولايزال ان يقف الاعلام محايدا تماما وان يغطي المظاهرات وان لايصنع منها مناسبة لاختلاق الذرائع كما يمكن تجنب الضار واخذ النافع علما انه لايمكن ان تؤثر باي متلقي مالم يجد نفسه ممثلا عندك فالذي لايغطي مظاهرة خبريا من الصعب عليه ان يصل الى المتظاهرين بوجهة نظره.
اعطي راي بشان نتيجة هذه المظاهرات  سوف تقود هذه المظاهرات الى فك الارتباط بين (المذهب السني) وبين (التسنن السياسي) فالناس ستكتشف انها توظف مذهبيا لاغراض سياسية فهي غير ممنوعة من تمثيل نفسها في الدولة بناء على عزل مذهبي انما المشكلة فيمن زيف التوكيلات المذهبية واختطف المذهب السني وفشل في تحقيق مكاسب سياسية.
تحدث الحرب الاهلية بسبب وجود مناطق فراغ وبسبب غياب الدروس المستفادة ونتيجة انعدام قوى الضبط وحتى الان لم تعد هناك اية مناطق فراغ والدرس المستفاد ماثل للعيان وهو ان الجميع سيخسر،
ايضا ان الحرب عموما هي اداة سياسية والسياسة لازالت تعمل في العراق بدون الحاجة للحرب ، قد يبدو العراق صحيح بسبب المظاهر العسكرية مثل رمانة يدوية لكنها خالية من البارود والصاعق.
تنامت قوى الضبط والفصل ( جيش شرطة اجهزة مخابرات شخصيات قوى مجتمعية)
الفهم النظري والعملي انه لادولة قابلة للحياة في العراق غير العراق الموحد، ولو وجد شعور بان دولة ما قابلة للحياة لما تاخر ظهورها.
قام الزعيم السيد مسعود البارزاني بجولة عربية واخرى عالمية وقد اكون مخطئا جدا انما الذي الحظه ارتباك شمالي حقيقي وانخفاض لهجة الانفصال بينما المتوقع بسبب تمرير الميزانية ان يحدث تصعيد عملي وتصريف هذا الكلام بلغة الارقام السياسية ان ( الثقل الشمالي) خف وان بغداد لم تصاب بالرعب من وجود ميادة حناوي في اربيل.
يحتاج الشماليون الى مايقرب من ٢٥ سنة لحسم الاسئلة الجوهرية حول الانفصال من قبيل
شكل الدولة فيما اذا كانت ملكية او جمهورية او امارة
طبيعة نظام الحكم وموقع العائلة المؤسسة داخله ومستقبلها
الجدوى من الانفصال لجهة الامن القومي
علاقة الدين بالدولة
اما المقولات القديمة حول معارضة دول الجوار فقد اصبحت في خبر كاكه فايران وتركية وسورية رعت نمو الاقليم الشمالي ولم ولن تجد فيه تهديدا لوحدتها.
يجري سيل جارف من الميديا للتشكيك بقدرة احزاب التحالف الوطني  على ادارة الدولة ويجري هذا تحت شعارات متضادة ويمكن رصد انقلاب اسمه ( الانقلاب الصديق)
على النظام في العراق يقوده كتاب غاضبون بسبب عدم حصولهم على مكاسب وعادة مايدثرون نواياهم بقوالب جاهزة مدارها الحرص على المال العام
وفشل الاعمار وتضاؤل فرص التنمية والفساد ولاينسون استعراض تاريخهم النضالي فحتى يمرر احدهم عنوانا من قبيل ( ان جميع زعماء الشيعة لصوص) يضع
لازمة انتماء ثلاثية بانه شيعي شروكي شيوعي واخر يهاجم العراق في الصحافة الخليجية مستحضرا فقه الشيعة وعقائدهم وكيف انها تتعارض مع القيم
السياسية السائدة ويبشر بتدخل دولي لفك الاشتباك السياسي ويضع نظرية متكاملة لذلك مستمدة من بطن الماضي القريب ويخرج ثالث ليؤسس لتدخل
دولي في العراق تحت يافطة دعم الديموقراطية لكنه يصاب بالجنون كلما سمع بشعار بغداد عاصمة ثقافية وراح ينعت نوفل ابو رغيف بانه بعثي صدامي
بل اعتبر ان نظام صدام لم يسقط اصلا ولاادري كيف يستقيم عنوان دعم الديموقراطية في العراق مع ماسبقه من مقولة؟
كنتائج منظورة فان السيد اياد علاوي قد فقد مستقبله السياسي في العراق نهائيا مايدفعه للاعتماد اكثر على الاعلام الموجه والاقتراب اكثر من الدعوة لتهديد اصل
النظام وان القائمة العراقية خسرت فرصتها في التحول الى حزب سياسي يسد الحاجة لتمثيل سياسي في محافظات الرمادي والموصل وصلاح الدين وكل موت يكون عادة حافزا لولادات جديدة اذ ستشهد هذه المدن تعددية سياسية تاخذ فاصلتها عن المذهب السني.
موارد الحذر الاستراتيجي ان يحذر العراق من عدم استقرار هوية الجامعة العربية فهي دائما بيد الاقوى وهي الان اقرب الى منظمة طائفية وقد يحصل
ان يتم استخدامها لهدم السيادة العراقية على الطريقة الليبية او على الطريقة السورية وقد كنت دعوت قبل عشرة سنوات الى انسحاب العراق
رسميا من جامعة الدول العربية والانسحاب من بطولة الخليج ففي الاولى يدفع العراق بدلا نقديا باهضا ولايحصل على اي عوائد سياسية ولابد ان هناك من يتذكر
كيف استخدمت الجامعة العربية كورقة لمنع الاعتراف بالنظام الحالي فمالذي يمنع من نقل تمثيل العراق في الجامعة العربية الى فرد او حزب او جماعة او منطقة؟
العراق مهدد بتطبيق انتقائي لاخراجه من تحت طائلة البند السابع يشبه ما حصل مع ملعبي اربيل ودهوك.
المحذور الثالث امكانية نمو عقدة اسمها ( عقدة ام قصر) ولن نفصل كثيرا هنا فيما شرحناه سابقا مطولا.
الرابع ان يظل الفشل قائما في السيطرة على (الضجيج الاعلامي) وان يظل الاعلام الموجه بدون ضابطة.
الخامس وقوع النظام الحالي في فخ تضخيم اهمية سورية استراتيجيا وهو فخ وقعت فيه ايران بقصد استنزافها كما استنزف الاتحاد السوفيتي في افغانستان.
تبدو الفرصة مواتية للتحالف الوطني كي يتحول الى مؤسسة سياسية حزبية بقواعد اكثر انضباطا تحت اسم (الحزب الوطني) ليقوى على مواجهة استحقاق حكومة الاغلبية السياسية التي لايمكن ان تطبق في ظل واقع مايكروسياسي.
يتوقف الاقلاع بالطائرة بعد اصلاحها على حكومة مصغرة تقسم البلاد الى ستة قطاعات وزارية لااكثر
الامن ( دفاع داخلية مخابرات… )
الاقتصاد ( مالية تجارة نفط العمل… )
الخارجية
التعليم ( الغاء بدعة تبعيض التعليم )
الصحة
البيئة
تحويل بقية الوزارات الى مؤسسات شبه حكومية مع انشاء (معهد الخدمة الادارية ) ويلزم كل شخص يريد استلام مسؤولية عامة بدرجة مدير عام فما فوق
بدخوله لتعلم فن الادارة ولو بحدود دورة قصيرة بعدة ساعات.
ملاحظة شخصية…اتوهم بان الشجارات داخل البرلمان العراقي جزء من الية عمل النظام.
هذا نظام المائة عام ولن يسقط تحت اي ضربات توجه له لسبب بسيط وهو ان الجميع يجدون انفسهم ممثلون به وداخله ومن المستحيل ان يظهر طرف واحد قادر على قهر الجميع او هزيمتهم.
لقد نجح العراقيون وان تراكمت اطنان المقولات التي تريد افشالهم حافظوا على نظامكم السياسي ولايغلبنكم احد عليه كما غلبوكم على الحكم الملكي الرشيد بمقولات الثورة التي فتحت على العراق بوابات الجحيم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات