23 نوفمبر، 2024 4:13 ص
Search
Close this search box.

نجاح دبلوماسي لشبكة الاعلام العراقي ضمن المهرجان العربي

نجاح دبلوماسي لشبكة الاعلام العراقي ضمن المهرجان العربي

للاذاعة والتلفزيون
المشاركة الفاعلة لشبكة الاعلام العراقي في المهرجان العربي للا ذاعة والتلفزيون الذي عقد مؤخراً في تونس وما حصدته من جوائز واشادة كبيرة من قبل المشاركين، عكس مدى التطور الديناميكي الحاصل في جميع مفاصل الشبكة ومدى قدرتها على تجاوز مرحلة التنافس المحلي لتتعدى الى مرحلة التنافس العربي في مجال الاعلام ونقل الاخبار الى الجمهور.
ولعل انشغال العراق بالازمة السياسية والامنية جعل من الجميع يتناسى هذا الانجاز المهم الذي تحقق من قبل شبكة الاعلام العراقي ولم تسلط الاضواء عليه كثيراً بسبب تراكم تلك الاحداث.
فهذا المهرجان ليس حدث طبيعي او كرنفال عابر، بل انه يشكل اكبر كرنفال اعلامي على مستوى المنطقة العربية بسبب ما يتم طرحه من اعمال اعلامية في مختلف الصنوف الاخبارية والبرامجية والدرامية وغيرها، كما انه يشكل فرصة حقيقية لمناقشة سبل تطوير الاداء الاعلامي والارتقاء به بما يمكنه من مواكبة الاحداث المتسارعة في المنطقة، كما انه يشكل اهمية في مجال التسويق الاعلامي وتبادل الخبرات والمهارات الاعلامية، لذلك عندما نتحدث عن مشاركة فاعلة للشبكة فاننا نشير الى انجاز اعلامي حقيقي ومكسب كبير يضاف الى رصيد شبكة الاعلام العراقي بصورة خاصة والعراق بصورة عامة.
فعلى الرغم من اهمية الجائزين التي حصدتهما الشبكة في مجالي التحقيق التلفزيوني والفلم الوثائقي الا ان المكاسب المهمة التي حققتها الشبكة في هذا المهرجان اوسع واعمق من هذين الجائزتين، فالشبكة استطاعات بفعل حضورها الاعلامي المتميز وتفاعلها مع الاحداث
العراقية بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة ان تحقق مكسبين مهمين جداً الاول المكسب الاعلامي، فقد كشف الاجتماع الاخير الذي عقده اتحاد اذاعات الدول العربية على هامش المهرجان بان شبكة الاعلام العراقي حققت المرتبة الاولى في عملية التبادل الاخباري على المستوى الاذاعي وبفارق كبير عن اقرب منافسيها وهذا يدلل على مدى التقدم الحاصل في العمل الاذاعي في الشبكة ويعكس ثمرة جهود بذلت منذ عدة سنوات من قبل ادارة الشبكة لرسم ستراتيجية واقعية ورصينة للعمل الاذاعي الذي اهمل بشكل لافت في السنوات الاولى التي تأسست فيها الشبكة، وبرهن على ان الخطط المرسومة لمراحل تطوير العمل في شبكة الاعلامي العراقي حققت نجاحها وتسير بخطى صحيحة، فعندما تتصدر الاذاعات التابعة لشبكة الاعلام العراقي المرتبة الاولى في حجم التبادل الاخباري بالرغم من وجود اذاعات عربية اخرى رصينة وكبيرة ومعروفة، فان هذا الامر يضعنا امام ضرورة معرفة حجم الاخبار والتقارير التي تبثها الاذاعات التابعة لشبكة الاعلام العراقي وما هي نوعية تلك الاخبار وما الاطر التي تعتمدها في تبادل الاخبار، وهو ما يستدعي ان يكون هناك تقييم واسع لعمل الاذاعات من اجل ديمومة هذا النجاح واستدامته على المستوى المحلي والعربي، ووضع برنامج لتنسيق العمل الاذاعي بما يحقق المزيد من التألق والابداع.
اما المكسب الاخر الذي حققته الشبكة فيتعلق بالمسكب السياسي، فعندما يكون لشبكة الاعلام العراقي هذا الحضور المهم والافت لاسيما وانها تمثل العراق في هذا المهرجان فانه من الطبيعي ان ينعكس بشكل ايجابي على اعطاء المساحة الحقيقية للعراق في الساحة العربية ويجعل الابواب مفتوحة امام رؤى عدة عن الوضع العراقي وطبعاً جميع هذه الروئ ايجابية لان المؤسسة الاعلامية التي تستطيع ان تحقق جوائز وتقدم اعلامي فانها بالضرورة تعيش في بيئة وظروف ملائمة ساهمت في بلورة هذا التقدم مما يعكس الصورة الايجابية على الوضع الديمقراطي الذي تعمل به شبكة الاعلام العراقي وبالنتيجة فان هذا الامر له مردودات سياسية اكثر من مروده الاعلامي ولابد هنا ايضاً من
الالتفاته الى هذا الامر بشكل اوسع بحيث تكون المشاركات المقبلة مستندة على الترويج للعراق من خلال النافذة الاعلامية.
وحسب رأي ان النجاح الذي حققته شبكة الاعلام العراقي في وضع العراق في قلب الساحة العربية ومنحه ميزة التقدم لم تحققه الدبلوماسية العراقية طيلة السنوات التي تلت سقوط الظام المقبور ولم تتمكن من اخذ زمام المبادة داخل الجامعة العربية بقدر ما فعلته شبكة الاعلام العراقي طيلة السنوات الاخيرة ضمن اتحاد الاذاعات العربية والذي نقطف ثماره في هذا المهرجان الذي كشف عن المكانة الحقيقية للعراق على المستوى الاعلامي والسياسي.
ان النجاح الذي حققته شبكة الاعلام العراقي في المهرجان العربي فاق كل التوقعات نظراً للظروف السياسية والامنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، وهذا يعكس قدرة العراقيين على التكيف مع مختلف الظروف لدرجة الانسجام وتحقيق المكاسب والنجاحات، وهو ما يستدعي وضع برامج عمل لتطوير الملاكات العاملة في المجال الاعلامي والفني ضمن شبكة الاعلام العراقي وتوسيع حزم البرامج الهادفة التي تحمل في مضامينها الهاجس العراقي وطرحه للساحة العربية لان الاعلام ومنذ عدة اعوام اخذ يحتل المرتبة الاولى في صناعة الرأي العام وتحديد اتجاهاته وهو ما يجب استثماره بشكل جيد ضمن الخطط المستقبلية لبرامج شبكة الاعلام العراقي، وكذلك على الدولة الاهتمام اكثر بشبكة الاعلام العراقي وتقديم المزيد من الدعم لها لانها لم تعد معنية بالشأن المحلي فقط بل باتت تمثل حقلة مهمة ناجحة من حلقات الدبلوماسية العراقية فيجب استثمارها بالشكل الامثل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات