23 ديسمبر، 2024 8:09 م

نجاح اي مشروع وطني باستقلاليته والاتكاء على الاجنبي خيانة وفشل

نجاح اي مشروع وطني باستقلاليته والاتكاء على الاجنبي خيانة وفشل

رغم انني لم ولن اكون حزبيا اوسياسيا في يوم ما منذ ان قرات الكتاب الاخضر للمجنون القذافي والذي استوقفني قوله : ( من تحزب خان ) فاستعرضت سيرة كل الاحزاب رايت هذه العبارة صحيحة لا يشوبها شك … اليوم ترون بام عينكم الاحزاب والقادة السياسين من العراقيين تقاسموا الدول الاقليمة فهذا عمقه السعودية وقطر وذاك يحج الى تركيا والاخر ينتظر موافقة امريكا والطرف الاكبر ينتظر راي ايران , فهذه الدول رهنت العراق بارادتها واصبح قادة العراق لا قيمة لهم امامها فكم من مرة يذهب وفد رسمي باعلى المستويات الدبلوماسية العراقية الى السعودية ويستقبل من قبل نائب محافظ او مدير بلدية وقد حصلت نفس الحالة في تركيا وايران وقد وصل الامر الى حد اكبر رجالات الدولة العراقية يجتمع مع رجل مخابرات لدولة اخرى, فعليكم ان تقيسوا مكانة رئيس جمهورية او رئيس برلمان بموظف يشغل وظيفة مسؤول مخابرات او امن في بلده وما الغرض من هذا اللقاء …ولذلك نقول لو كانت هناك حكمة عند القادة السياسين والحكومين لجعلوا مصلحة العراق هي الحكم والفيصل في العلاقات فالمطلوب ان لا نعادي احد وبالاخص امريكا كدولة كبرى لها نفوذ كبير في العالم فاذا كان من الغباء معاداتها فانه من الخطا محاباتها والتودد لها والاعتماد عليها خارج السياقات الدبلوماسية المعروفة وكذلك باقي الدول الاخرى القريبة والبعيدة وبالاخص الاقليمية منها , من هنا ليس صحيحا لاحد ان يعول على دولة في مشروع او تكتل فقد رايتم بالامس عندما هرول مجلس محافظة الانبار وشيوخهم الى امريكا انظروا ماذا جنوا من رحلتهم التي انتظروها بشوق غير بنادق صيد ترمي 5 اطلاقات ويتوقف عملها ؟ لقد اوعدوهم بالتسليح وكانت كذبة اوعدوهم بالاقليم ولم يفوا …
لواستعرضنا علاقة امريكا بالعراق من خلال حكومة الشراكة الوطنية فالاكراد موقفهم واضح وموحد ولا يعادون امريكا باي حال من الاحوال وسياسيو المثلث الغربي رغم خلافاتهم على الاقليم السني بين مؤيد بشدة ومعارض الا انهم جميعا يعتبرون امريكا صديقتهم بل يحرصون ان لا ينفاسهم احد على هذه الصداقة وكانما هي عشيقة لهم , المشكلة في الطرف الثالث والمكون الاكبر اختلفوا في وجهة نظرهم بامريكا فالاطراف الحكومية علاقتها ايجابية وتستانس بالراي والمشورة الامريكية وتنزهها من التهم الموجة اليها بشان تعاونها مع داعش وطرف محايد من امريكا لا يعاديها ولا يتودد لها ولا يريد ان يلتقي بها وهذا الطرف معروف وهو يمثل راي المرجعية العليا , طرف ثالث الذي يعاديها ويهددها ويتوعد بقتالها وله مشكلة معها ويتهمها بانها هي من تقدم المساعدة والعون لداعش ويرفض تواجد القوات الامريكية في المعارك التي يخوضها … من هنا تبدء المشكلة فكيف تتعامل امريكا مع هذه الاطراف الثلاثة ؟ والمشكلة الاخرى التي يواجهها اي مسؤول شيعي عندما يلتقي بالامريكان يتهم بانه عميل والطامة الكبرى يتهمه ابناء جلدته , اما اتهام الاطراف الاخرى فان وراءه اغراض واهداف ونحن ليس بصدده , وقد تساءلت بالامس مع نفسي لماذا لا يتهم ظريف وزير خارجية ايران عندما يجتمع مع كيري ؟ ولماذا لا يتهم رفسنجاني عندما صرح بالامس أن إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران ليس أمرا مستحيلا ؟ مضيفا أن “الحوار وجهاً لوجه بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين أفضل بكثير من تبادل الرسائل عبر وسائل الإعلام … لماذا هنا حرام وخيانة ؟ وهناك حلال ووطنية .
نحن نقول امريكا ليست من الملائكة وليست هي من عباد الله الصالحين بل هي دولة كبرى لها مصالحها وتطلعاتها , دولة مؤسسات كل شيء لديها مخطط ومحسوب وتتعامل مع الدول على اساس مصالحها ونحن بالمقابل علينا ان نتعامل على هذا الاساس ووفق مصالحنا الوطنية اسوة بايران فالواقع امريكا زودتنا باسلحة مدرعة اصبحت فيما بعد غنائم لداعش في الموصل وقد استخدموها ضد الجيش وقوات الحشد الشعبي كمتفجرات لخطوط الصد وخطوط الامامية للهجوم حيث الاسلحة المتواجدة عند الطرف العراقي لا تستطيع اصابتها لانها مدرعة وفيما بعد زودتنا امريكا بصواريخ AT:4 المضادة للدروع والدبابات وهذا ما صرح به وزير الدفاع فالمصيبة هنا نطلب سلاح من امريكا لمقاتلة داعش ونعطي هذا السلاح لداعش ونطلب من امريكا صواريخ للقضاء على هذا السلاح اي مصيبة نحن فيها ؟ وهل الخلل بالامريكان ام بنا ؟…نقول ان امريكا غير جادة باستهداف داعش وبالامس تعلن قيادة قوات الموصل مقتل [عبد الله الحوران] القائد العسكري لداعش بقصف للتحالف الدولي في الموصل , نحن بمن نصدق وبمن نكذب ؟ والظاهر امريكا حائرة كيف تتعامل معنا كما نحن حائرون كيف نقيمها؟.
 
[email protected]