حين نذكر النجاح بالنسبة الى الدول بالتأكيد لانقصد بذلك الدول الكبرى التي يعتبرها الناس ناجحة بل نقصد النجاح الحقيقي الذي يكون لأجل الانسان والهدف من ورائه الوصول الى الاهداف الانسانية السامية لا الصعود على اكتاف الفقراء و إستنزاف طاقاتهم وسحق الفقراء وتغيب عقول المجتمعات وقتل الثقافات والتقاليد ونشر ثقافة موحدة تروجها مؤسسات إستغلالية ، أما الموجود حالياً في تلك الدول التي تسمى الكبرى فهو نجاح مادي يقوم على حساب الإنسانية فهم ينادون بالسلام وهم يفتعلون الحروب ويخترعون أقذر الاسلحة لها ويطالبون بحقوق الانسان وهم أول من ينتهكونها ويرفعون شعار الحرية فيحتلون البلدان و إذا أردنا الخوض في سلبيات تلك الدول سنجد الكثير والكثير من الممارسات التي تنافي شعاراتها وهي سبب الخراب في معظم بلدان العالم وخصوصاً في البلدان الاسلامية والعربية .
وبعد تلك المقدمة أنما ما نريد الوصول اليه هو ان لكل دولة نظرية (خطة عمل) تعتمدها وتعمل جاهدة في تطبيقها للوصول لأهدافها .
كما نعرف ان الدولة هي منظومة مؤسساتية تعتمد على أشخاص قياديين مسؤولين عن إدارتها ويقع على عاتقهم حفظ مقدرات الشعب وعليهم وضع الامور في مواضعها فإذا ارادت الدولة النجاح في تحقيق أهدافها فعليها اختيار اشخاص أكفاء على قدر المسؤولية الموكلة لهم أي ان تضع الشخص المناسب في المكان المناسب ولكي يكون مناسباً يجب ان تتوفر فيه صفتان رئيسيتان هما :
صفة الامانة فيجب ان يكون أميناً يحفظ مقدرات الشعب من جمبع النواحي وعلى جميع الاصعدة ويصون سيادة بلده ، أما الصفة الثانية هي صفة العلم والمعرفة هنا نقصد العلم بمجال تخصصه والمعرفة الكاملة للمهام الموكلة اليه ليكون قادراً على توظيف الامكانيات بطريقة ناجحة للنهوض بالمؤسسة المسؤول عليها وإنجاح مشاريعها والوصول بها الى القمة .
ليس هذا وحسب فبعد اختيار الاشخاص المناسبين لتسلمهم زمام الامور يجب ان تكون الرقابة والمحاسبة حاضرة عليهم لأنه حتى من نراه مخلصاً ومتفانياً في عمله قبل تسلمه المناصب ستكون المغريات كثيرة وكبيرة من حوله بعد جلوسه على الكرسي قد تجعله يحيد عن جادة الصواب …. هنا على الدولة استخدام اسلوب الترهيب والترغيب لضمان سيادة القانون والمحافظة على ارواح ثروات البلد فتقوم بمحاسبة المقصر ومعاقبة المسيء وتنفيذ الاحكام المناسبة تجاههم في الوقت المناسب ومن جهة أخرى تُكافئ النزيه والمخلص الناجح مكافئة معنوية أو مادية مناسبة.
مع شديد الاسف لا نرى هذا موجوداً في جدول اعمال دولنا فكيف لنا ان ننهض بواقعنا المرير الى المستوى المطلوب من النجاح ونحن نرى المقصر لا يحاسب والسارق لا يعاقب والقاتل له حصانة ومن فشل في مهامه يرشح الى منصب أعلى من منصبه الذي فشل فيه والكثير من الامور المنافية للأسس النظرية للإنجاح الدولة التي مر ذكرها وغيرها ، … فيأتي السؤال هل الدولة عارفة بتلك المبادئ فأن كانت عارفة بها وهذا هو حالنا فتلك مصيبة وأن كانت غير عارفة فالمصيبة أعظمُ .