18 ديسمبر، 2024 4:16 م

نجاح الإنتقام الشيعي تحويل الدولة العراقية الى صومال ثانية !

نجاح الإنتقام الشيعي تحويل الدولة العراقية الى صومال ثانية !

لم يكن الأمر فوضى وإنفلات الأحداث ، بل كان إنتقاما شيعيا ممنهجا لتدمير الدولة العراقية وتحويلها الى خراب شامل وصومال ثانية ، لأسباب إستراتيجية وأحقاد تاريخية ، من سوء حظ العراق كافة التنظيمات الشيعية والكوردية التي إستملت السلطة بعد 2003 سبق لها رفعت السلاح ضد الدولة العراقية وكانت تسعى بالفكر والقوة الى تدمير العراق ، وقد توفرت لها الفرصة للإنتقام .

بين الخصائص التدميرية الذاتية التي هي من صميم الشخصية الشيعية .. والمخططات الإيرانية التي صممت على تدمير الدولة العراقية ، حصلت الكارثة ونُفذت المؤامرة .. لمن لايعلم طبيعة التنظيمات الشيعية العراقية ، لقد فشلت حتى على مستوى إدارة حسينية ( للطم والتمن والقيمة ) بالخارج في زمن معارضة صدام حسين ، وكنا نشاهد خلافاتهم وصراعاتهم والفوضى التي تعم تصرفاتهم وهم يخفقون في أدارة حسينية بسيطة !

على صعيد النفوذ في المنطقة كان العراق العقبة الوحيدة بوجه المشروع التوسعي الإيراني ، وعلى صعيد التاريخ والواقع الجيش العراقي أوقع هزيمة مذلة بإيران وإنتصر عليها وأوقف أطماعها التوسعية ، وعقائدا وسياسيا كافة التنظيمات الشيعية في العراق هي ملحقة وتابعة للسياسة الإيرانية ، وقد دخلت وهي مكلفة بمهمة تحطيم الدولة العراقية ، ومنذ اليوم الأول تم تشكيل فرق الموت للإنتقام من ضباط الجيش والعلماء وحتى الأطباء .. ثم حصلت المؤامرة الكبرى على الجيش بترتيب هزيمة مفتعلة له في الموصل والرمادي وتكريت من قبل الشيعة بأوامر إيرانية بعد تشكيل داعش ، وهكذا بعد هزيمة الجيش وإظهاره بمظهر عديم الفائدة .. حان وقت إستبداله بالميليشيات كي تكون القوة المسلحة المتحكمة بالشأن السياسي والإقتصادي والأمني تطبيقا لإنقلاب تدريجي رافقه إستمرار معول الهدم للدولة مثل : ضرب القضاء ، إهانة الأجهزة الأمنية ، نهب الثروات والفساد العلني !

وللتذكير بالتواطؤ مابين المالكي وإيران تم ترك أسلحة ثقيلة الى داعش في الموصل بقيمة (30 ) مليار دولارا ، وكذلك قبل سقوطها أرسلت مئات الملايين من الدولارات الى بنوك الموصل من قبل المالكي كي تكون ميزانية لداعش ، وقبلها تم إطلاق الإرهابيين من سجن ابو غريب ، وفيما بعد عرفنا سبب رفض الحكومة تنفيذ أحكام الإعدام فيهم ، وظهر انهم مدخرون لمؤامرة سقوط الموصل !

الشخصية الشيعية تربت على معاداة الدولة العراقية بإعتبارها دولة ( السنة ) منذ وقوع العراق تحت سلطة الدولة الأموية ثم العباسية وصولا الى التاريخ المعاصر .. والذاكرة الشيعية تدمج كافة المراحل التاريخية في سلة واحدة ومن خلال المنبر الحسيني تضخ أفكار كراهية الدولة والوطن ، ومايشاع عن إستقلال المرجعية عن الحكومة هو تعبير عن هذه الكراهية للدولة يتغطى بحجة الإستقلال .. لماذا المرجعيات في إيران مندمجة في الدولة ، وفي العراق تعزل نفسها رغم مساحة الحرية الدينية في العهد الملكي والانقلابيين جماعة 14 تموز ، لماذا أصدر المراجع فتاوى تحرم على الشيعي العراقي دخول المدارس الحكومية والوظائف ؟.. كل هذا تعبير عن طبيعة العقل الشيعي التدميري !

والآن بعد ان نجح المخطط وإنهارت الدولة العراقية ، وإستولت عصابات الميليشيات على السلطة والثروة .. ما ألعمل ؟.. للأسف لايوجد طريقة لوقف الإنهيار ، وفي أفضل الأحوال إذا ما وجدت أميركا والسعودية وإسرائيل أهمية معينة في بقايا العراق سيتم إنشاء إقليم سني شبه مستقل ، وسيتم عزل الإقليم الشيعي دوليا كما هو الحال مع الإقليم الشيعي المستقل في لبنان ، وسُيترك مصير الشيعة في العراق للفوضى والسرقات والقتل مثلما تُرك الصومال ، فلا أحد يتأسف عليهم بعد أن أضاعوا الشيعة فرصة بناء دولة حقيقية بمساعدة أميركا والدول الكبرى الأخرى !

ليست مصادفة ان ينجب العراق أفضل سياسي في تاريخه الحديث هو الشهيد نوري سعيد ( السني ) وان ينجب أسوأ سياسي على الإطلاق هو نوري المالكي ( الشيعي) اما صدام حسين فقد كان حالة خاصة من مفارقات السياسة أننا إكتشفنا انه فعلا عرف مفاتيح قيادة العراق وكان ( القائد الضرورة) فعليا وحاجة عراقية ماسة وليس شعارا طرح أحد المتملقين ، لكن هذا الضرورة أهمل الحكمة والرأفة بشعبه من الحروب وحرمانه من ثرواته وحفظ أعراض النساء من الخطف ، ويبدو ان الشعب وصدام حسين إكتشفا معا كل طرف خطؤه الفادح بعد فوات الأوان!