أب لفتاتين بلغن سن الرشد، فوضع لهن ضوابط محددة، واخذ يراقب كل تحركاتهن، بل منعهن من الخروج دون ان ترافقهن أمهن او أحد أخوتهن، راح يسأل عن صديقاتهن في المدرسة، ويسأل عنهن كل من يثق فيه.
كان هذا التصرف يزعج الفتاتين جدا، وأخذن يطرحن الاسئلة على أمهن، لماذا أبي يفعل ذلك؟! الا يثق بنا، السنا تربيته ويعرفنا جيدا؟
هل سمع عنا يوما بأننا لا نعرف معنى الشرف والعفة؟
اجابتهن الأم، ليس لدي جواب، لكن حتما لدى والدكن مبرر لفعل ذلك، فهو اعرف مني ..لنسأله.
اعدن الفتيات نفس الكلام، ونفس الاسئلة على ابيهن وهن غاضبات!
ضحك الأب وقال: الأمر ببساطة، انا لا اشك بأي منكن، فقط اشك بالمحيط الذي نحن فيه! فكم من فتاة من اسرة محترمة جرفها تيار الفاسدين، وبخدع عديدة، وأصبحت سمعتهن واهلهن بالتراب؟
انا لا اراقبكن، انما اراقب الشيطان الذي يحوم حولكن، ويتربص بكن الدوائر.
انا اتابع كل خطواتكن لاحميكن واعالج اي مشكلة من الممكن الوقوع بها في هذا الزمن الأغبر، فالشيطان طالما زين لنا الأعمال.
انا ادقق في كل شيء، ليس، لأني ابحث عن الاخطاء، انما لكي لا تكون هناك اخطاء! ربما انتن تعرفن الحلال والحرام، لكن هناك زميلة لك في المدرسة، او صديقة لديك في المنطقة، يغيضها هذا لانها فاسدة، فتعمل على افسادكن معها، وبالتالي ما دمتن تعرفن انني اراقب ستكونن اكثر حرصا، وسيكون الفاسدون اكثر خوفا.
فرحت تلك الفتاتان بكلام والدهن، وعرفن ان ما يفعله لأجلهن، ومن اجل مصلحتهن.
سمعنا في هذه الدورة البرلمانية، بأن هناك كتلة تدعي بأنها معارضة، والمعارضة تعني الرقابة على اداء الحكومة، وكم نتمنى ان تكون هذه المعارضة تعمل من اجل مصلحة البلد، فتراقب الاداء، وتقيم بموضوعية، وتحمي الحكومة من نفسها، وممن يريد ان يسرق من خلالها، فتجعل الحكومة أكثر حرصا، وتجعل السراق اكثر خوفا، لا من اجل مصلحة نفسها، ففي السنوات السابقة كانت المعارضة للمشتركين بنفس الحكومة، تستخدم للأبتزاز والحصول على المكاسب، فهي مشتركة في الحكومة وتتظاهر عليها!
اليوم المعارضة لا تشترك، لذلك هناك فرصة للتكامل بين الحكومة والمعارضة
في نفس الوقت على الحكومة الاستفادة من المعارضة، وتتخذها ذريعة لمنع اي ضغط للفاسدين عليها، بحجة ان هناك من يضع عليها المجهر، وان اي تساهل مع الفاسدين، يعرضها للحساب والمسائلة.
لكن يبقى السؤال
هل الحكومة والمعارضة يستطعون ان يتكاملوا ولا يتقاطعوا؟