نتـفـق ولا نتـفـق … مع النائبـة الشـيوعية هيفـاء الأميـن
نتفق مع النائبة الشيوعية هيفاء الامين فيما لو كانت قد قالت في تصريحاتها وهي في لبنان أن المعاناة الكبيرة التي يرزح تحتها العراق والآلام الصارخة التي يئن منها الشعب هي بسبب التأريخ الدموي للاحزاب التي جالت وطافت شوارعه وأريافه وأهواره وجباله وبسطت نفوذها وأشاعت إفكارها عبر عقود من السنين وما جلبته من محن ورزايا لم يكسب منه الشعب العراقي غير التفكك والتمزق والاستمرار في تشتيت شمله واستنزاف ثرواته واسترخاص دماء أبنائه
نتفق معها لو قالت أن مناطق العراق عموماً هي مُهملة وأن حقوق أبناءه مهضومة والخدمات قليلة وفرص العمل شحيحة والبطالة المقنعة منتشرة والمعامل متوقفة والزراعة والصناعة لاتحضى بالاهتمام من لدن الدولة ومستوى المؤسسات العلمية والصحية والأمنية والخدمية لاترقى الى المستوى الذي يطمح له أبناء الشعب العراقي وبما يتناسب مع إمكانات العراق الكبيرة والتطلعات والآمال التي عقدها الشعب على الوعود والعهود التي قطعتها الاحزاب ونوابهم أثناء فترة الترويج للانتخابات التي كشفت الايام فيما بعد بانها واهمة وزائفة
نتفق معها لو قالت علينا ان نعقد النية ونبذل الجهود ونتسابق مع الزمن للعمل سوية ضمن برنامج يحقق مايصبو له الشعب العراقي وما يتطلع اليه
نتفق معها لو قالت هذه رؤيتي او رؤية حزبي في انتشال العراق مما لحق به من آثار سلبية جرّاء الحروب والحصار والعدوان والتآمر ونهب ثرواته
نتفق معها لو طالبت بانزال العقوبات القانونية بحق الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الشعب العراقي وطرق استرجاع أمواله المنهوبة
نتفق معها لو قالت علينا إعادة النظر في الامتيازات الخيالية للبرلمانيين والمسؤولين
نتفق معها لو قالت هذه مسودّة تستحق الدراسة للنظر في نقاط الضعف او الثغرات التي ملأت أركان الدستور العراقي من أجل إعادة صياغته
نتفق معها لو تقدمت وقالت هذه المعايير الصحيحة في إختيار الوزير او المسؤول
نتفق معها لو قالت علينا التهيؤ للانتخابات القادمة في وقت مُبكر للتمكن من إجراءها بشكل سليم مع سنّ القوانين الصحيحة لها وتوفير الوسائل اللازمة لها والطرق الكفيلة لمنع التزوير
نتفق معها لو قالت هذه تصوراتي عن شروط وضوابط تشكيل الاحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات والنقابات وضرورة الاسراع في ذلك
نتفق معها لو قالت ان الحاجة أضحت ماسّة في عمل تعداد عام وإحصاء سكاني شامل في عموم العراق
نتفق معها وهي أحد أعضاء الحزب الشيوعي وهو يحمل تأريخا وتجربة ولايعجز عن تقديم برنامج عمل ناجح لو صدقت النوايا خصوصا وأن الحزب قد انضوى في كتلة سائرون والتي تُعدّ من الكتل البرلمانية الكبيرة او الكتلة الاكبر وان ممثل الحزب الشيوعي جاسم الحلفي يحضى بعلاقة قوية وفاعلة مع رئيس كتلة سائرون المدعو مقتده ولربما يكون ساعده الايمن ومستشاره المُقرب
نتفق معها لو جاءت بطروحات عملية للتقدم بخطوة واحدة على طريق إسعاد الشعب العراقي او إخراجه من مآسيه التي أزمنت ولم نجد مَن يحاول تقديم حلول لها
نتفق معها لو كانت تصريحاتها وهي خارج العراق في لبنان قد أتت بفائدة عملية لمساعدة العراق وفيما لو أبعدت الحاشية السيئة من الانتهازيين الذين يحيطون بها ويتوددون اليها والذين أصبحوا عالة على الحزب
ولانتفق مع النائبة الشيوعية هيفاء الامين … حينما حاولت الانتقاص من قيمة المواطن العراقي ورميه بالتخلف واتهامه بالجهل بينما في حقيقة الامر ان النسبة الكبيرة من الشعب العراقي هم متعلمون ومثقفون وعلى قدر كبير من الوعي وان أغلبهم يمتلك رؤية سياسية ونظرة تحليلية لمجريات الامور والاحداث الراهنة بالرغم من العنف والارهاب الذي طال مناطق كبيرة من العراق ولم يسلم منه أحد وبالرغم من فساد الاحزاب السياسية التي تمكنّت من السيطرة على الوضع السياسي ورهنت مستقبله عن طريق وسائلها المعروفة وفصائلها المسلحة والدعم الخارجي لها وبالرغم من التأثير الديني الذي استفحل أخيرا بعد أن وجد ضالته في البيئة المناسبة له بعد غياب الدور الايجابي للاحزاب المدنية
ولانتفق معها لانها وصلت الى مرحلة من الهذيان في كثير من تصريحاتها دون النظر الى أبعاد ما تتفوه به بعد أن ازداد غرورها مما دفع الكثير من الناس الى السخط عليها نتيجة تصرفاتها الحمقاء
ولانتفق معها حينما نرى ان ذيولاً تافهة محسوبين على الحزب الشيوعي يقفون معها مهما بلغت تصريحاتها من مستوى غير مقبول
ولانتفق معها حينما لم نجد وللأسف موقفاً جاداً ومُشرّفاً من الحزب الشيوعي يلجم لسانها ولسان غيرها من الادعياء والمُفترين
نتفق معها حينما تعتذر عن الخطأ في تصريحاتها ولانتفق معها حينما تدّعي بأن الاخرين قد أساؤوا فهم مقاصدها وكأنها هي الوحيدة التي تدرك مفاهيم المنطق وأن المدافعين عنها هم الوحيدون العارفون بأصول الفلسفة ومباديء الكلام
ولانتفق معها لانها هي كغيرها تستمريء فصول العبث والتصريحات الفارغة لتقضي وقتاً تطرب به وتشغل أبناء الشعب ثم تمضي لتختفي بقية أيام حياتها خلف الامتيازات التي ستجعل من أيامها نعيما
ولنا في المدعوة مها الدوري تجربة حينما أمضت أياما في التهريج وبعد ذلك اختفت ولربما للابد بعد أن ضمنت الامتيازات الخيالية والرواتب الكبيرة على حساب قوت الفقراء من الشعب العراقي البائس.