28 ديسمبر، 2024 12:32 م

نتساند .. ننتصر/الحلقة التاسعة

نتساند .. ننتصر/الحلقة التاسعة

مرة أخرى أثبتت التجربة مدى أهمية فكرة التعالي على الهويات الفرعية و تذويبها في هوية مشتركة جامعة ( الهوية الوطنية ) ، في تجاوز عقبات الانجاز و التطور ، يوم أمس زف فريق العراق الفني و الدبلوماسي خبر قبول اللجنة العالمية على قبول اهوار العراق و آثارها ضمن لائحة التراث العالمي ، و هو إنجاز حق على الجميع ان يفخر به و يشيع أجواء الاحتفالات و الفرح ، ففضلا عن كون المنجز يعني نتائج ترتبط بالسمعة التأريخية و السياحية للعراق فضلا عن الخدمات التي ستحصل عليها المواقع المنتخبة من قبل المنظمة العالمية و جانب الحماية لها ، هنالك عنصر علينا أن نؤشر عليه كمحل للفخر ، و كذلك كما قلنا أحد اسباب الانجاز ، و هو : أشتمل الوفد العراقي الفني على أبرز المختصين في المجال البيئي و السياحي ؛ كان هؤلاء الرجال الذي عملوا لسنوات على هذا الملف ، من مذاهب دينية و مدن شتى ، لا أتيح لنفسي ذكر أسمائهم في سياق الحديث هذا ، إلا أنني أريد أن أذكر أن هذا الوفد الذي جمع الفلوجي و الناصري و البصري ، و جمع الجنابي و الجبوري و اللامي و الفلاحي و العبيدي ، لو كان أبن المدن الغربية يقول أن إدراج الاهوار هو منجز للجنوبيين أكان سيتحقق هذا المنجز ، و لو كان في الوفد من يفكر بمنجز لابناء طائفته أو قوميته دون غيرها أكانت الاهوار و اثارها تكون تراثا عالميا …
 قد يبدو هذا الافتراض غريب او حتى غير منطقي ، إلا أننا و بكل أسف نعيشه في الكثير من مفاصل الدولة العراقية ، خاصة في المشهد السياسي ، لا حاجة لذكر كم ساهم ذلك و الذي يعرف بـ ( المحاصصة ) في خلق المشاكل المتعددة ، ليس أقلها بناء المؤسسات تشريعيا و تنفيذيا ، و هنا يطيب لنا أن نثير هذا المنطق الذي ساد و حقق لنا إنجاز انضمام اهوارنا و آثارها إلى قائمة التراث العالمي ، في الوقت الذي يسعى فيه مجلس النواب الى التصويت على مجموعة من مشاريع القوانين المهمة ، و على رأسها منظومة التشريعات التي تقدمت بها السلطة القضائية ، فهل سيقتدي المجلس النيابي برجال الانجازات الذين تعالوا على انتماءاتهم القومية و المذهبية و الحزبية ، و تحركوا للعمل بالعقل و الروح الوطنية ، هذا ما ينبغي أن يضغط به كل من يطالب الإصلاح إن كان صادقا .