17 نوفمبر، 2024 4:26 م
Search
Close this search box.

نتساند .. ننتصر

نتساند .. ننتصر

أثبتت العمليات العسكرية العراقية التي حررت قضاء الفلوجة ، أن الدولة العراقية لا زالت تملك من عناصر القوة ما يؤهلها لتحقيق انتصارات على التحديات الكبيرة ، كما هو بطبيعة الحال سيطرة داعش على المدن ، بكل السياقات المرتبطة بعملية الاحتلال التي تفرضها هذه الجماعة ، و هنا لا بأس من طرح السؤال : كيف تمكنت الدولة العراقية و هي تعيش أزمات متعددة و عميقة أن تواجه خطر هذه الجماعة الصعب و تتقدم بشكل مميز في القضاء على وجودها ؟ … 
في العادة لا تطرح مثل هذه الأسئلة ، و قد يبدوا غريبا أن أحداً يسأل كيف استطاع العراقيون تحرير مدن واسعة أحتلتها جماعة متوحشة كداعش ، و هنا علينا إدراك مجموعة حقائق ترتبط بالجماعة الإرهابية : فداعش ليست كأي عصابة أو جماعة إجرامية أو إرهابية تهدد الدولة و المواطنين ، بل هي جماعة ثرية على المستوى المادي ، بل هي أثرى جماعة إرهابية في التأريخ ، و هي كذلك ليست إيدولوجية أعتيادية ، و إنما تملك إرتباط عضوي في عقيدة الملايين من الناس ، إستطاعت أن توظف ذلك في تجنيد عشرات الالاف من المسلمين من كل أصقاع العالم ، و لا زالت بإمكانها الاستمرار بفعل ذلك ، الشيء الأخر : هو أن هذه الجماعة تتلقى دعم و رعاية من جهات مختلفة ترتبط مصالحها بالدور الذي تقوم به سواء في العراق او في سوريا أو ليبيا و باقي الاماكن ، و العنصر الاخير : هو طبيعة إيدولوجية هذه الجماعة القائم على مفهوم ( التمكين ، الارهاب ) فهذه الجماعة لا تترد بفعل أي شيء مهما كانت وحشيته في سبيل أن يتحقق لها ما تصطلح عليه بالتمكين
إذا الحرب على هذه الجماعة ليست نزهة و ليست عملية سهلة ، و إنما غاية في التعقيد و الصعوبة ، و لذلك تجد أن بلدان مستقرة و لا تعاني من مشاكل كبيرة تجد نفسها تعاني من صد هجمات هذه الجماعة ، فكيف ببلد الأزمة الأمنية هي إحدى أزماته الكثيرة ، كيف أستطاع هذا البلد أن ينهض بعد انكسار مريع أودى بثلث جغرافيته رهينة للأعداء ؟ و كيف تمكن من أن يحقق كل هذه الانتصارات على الرغم من مشاكله الاقتصادية و السياسية و الشعبية؟
هذا ما سنعمل على الحديث عنه في هذه السلسلة الجديدة من المقالات ، و التي تحمل عنوان ( نتساند ننتصر )

أحدث المقالات