أخاله ممسكا بقلمه ، مستغرقا بالافكار ، معتصرا كل قريحته ، يقرّب سن قلمه من الورقة ، السر يكمن في أول كلمة ، ماذا سيكتب ؟ ، في قرارة نفسه يشعر بالندم على قراره ، وهو الخطاب الاسبوعي ، ماذا سيقول ؟ فلو اعتصر كل أفكاره عن سنين من حكمه ، لن يكتب كلمة واحدة ، عن ماذا ؟ فما بالك بانجازات اسبوعية ؟ تنفجر سيارة ، تتطاير الاشلاء ، ويصيحون : أشششششششش ، حاكمنا يكتب يا هذا ، يقوم (المختصون) ، بوضع (رقم) عن الضحايا ، أقل من عُشر العدد الحقيقي ، تنفجر أخرى ، فأخرى ، حزام ناسف ، فآخر ، عبوات لاصقة ، كواتم ، يصبح احصاء الضحايا عسيرا ، فيكتبون : لا ضحايا ، ومع كل دوي يصيحون : أشششش ، يا ناكري الجميل ، ألم تقف بأعينكم كل هذه (الانجازات) ، لا تزعجوا حاكمنا ، لا تقطعوا حبل أفكاره ، لا تطردوا وحي الهامه ، (سرقات بأرقام فلكية ، رشاوى وفساد ، أهمال ، نهب ، كسل ، تقاعس ، فقر، بطالة ، قمع للمتظاهرين) ، ويقولون : لا بأس ، فقصاصة الورق التي تتمخض عن اعتكاف حاكمنا ، لا تُقَدّر بثمن ولا تقارن بهذه (الفقاعات) ،انها الرّمق الاخير للارهاب ، فما أرخصنا في نظر (الدولة) ؟.
حاكمنا لم يكتب كلمة بعد ، وفجأة ، لمع حرف (السين) في باله ، وبدأ : ســنبني ، ســـنقوم ، ســـنراجع ، ســــنحاول ، ســـــندعم ، ســــــنمنع ، ســـــنؤسس …..
بعد كل هذه السنين العجاف ، يعود لنا حرف (السين) مثل منجل يحصد الرقاب.
كنت أفكر في (فنتازيا) للخطاب الاسبوعي جاء فيه :
– عاد جميع العراقيين المقيمينفي الخارج ، ومع ذلك بقيت نصف المجمعات السكنية خالية .
– قررنا بناء 5 مطارات ، لأنها لا تكفي لأيواء 1000 طائرة ، وكذلك لشركات الطيران العشرالتي نملكها .
– لوجود فائض بالطاقة الكهربائية والبالغة 50,000 ميگاواط ، قررنا تصدير الفائض لدول الجوار .
– تنافس محموم للشركات الالمانية واليابانية على تصدير سياراتها للبلد ، وتفتح مئات مراكز الصيانة لهذا الغرض ، وتبرم اتفاقا للتعاون التكنولوجي بين العراق وهذه الدول.
– العراق يرفض عرض (اوربا) بالانضمام الى الاتحاد الاوربي ، لكونه معتزّا بهويته .
– يمنع قيادة أي مركبة يزيد عمرها عن السنتين ، وستقوم الدولة بدعم القدرة الشرائية للمواطن للحصول على سيارة جديدة .
– بأمكان المواطن ، تمشية كل حساباته وانجاز معاملاته بالانترنيت المجاني الخارق السرعة،من ضمنها الحصول على (فيزا) من أي دولة خلال ساعة واحدة ، وستصله وثائقه للمنزل بواسطة خدمة البريد .
– نعتذر عن وجود (خدش) في شارع (عفچ) ، حصل منذ ساعتين ، وسنصلحه فورا .
– رغم عدم تقدم أي مواطن بطلب الحصول على دار منذ شهرين، قررنا تمديد الفترة شهرين أخرين.
– البرلمان يقرر الحد الادنى من التقاعد البالغ 2000 دولار شهريا ، من منافذ الصرف الألي المتوفرة في عموم العراق.
– نظرا للاقبال الشديد من قبل العرب والأجانب من أجل الحصول على الجنسية العراقية ، تقرر وضع قيود جديدة على منحها .
– وزير الخارجية يستدعي السفير الفرنسي في بغداد ويسلّمه بيان شديد اللهجة ، ويطالبه بسلامة السائح العراقي الذي (زلگك) فأصابه خدش في أحد شوارع (باريس)، ويهدده بفرض الحظر على عشرات الشركات الفرنسية العاملة في البلد .
– وضع نموذج لصبّة كونكريتية في أحد الساحات ليبصق عليها العراقيون ، وليرجموها كما تـُرجَم الشياطين ، مستذكرين أيامهم السوداء التي ولّت بلا رجعة .
– وزارة الزراعة تستصلح الاف الدونمات لزراعة رز العنبر نظرا لتزايد الطلب العالمي عليه .
– وزارة العلوم والتكنولوجيا ، تفتتح محطة لأنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بقدرة 5000 ميگاواط ، وبهذا تفوّقت على مثيلتها في اسبانيا .
– لا تزال أبواب وزارة الداخلية مفتوحة لأي مواطن ينوي انشاء حزب ، ليضاف الى الحزبين الوحيدين الموجودين على الساحة ، حزب حاكم، وحزب معارض .
– بلغت واردات السياحة رقما قياسيا ، فاقت صادرات النفط والزراعة والصناعات الأخرى مجتمعة .
– سن قانون لأجور العامل العراقي ، وجعله ثلاث اضعاف ما يتقاضاه العامل الصيني أو الكوري أو حتى الأوربي ، العاملون في البلد.
– الانتربول يسلّم أخر مطلوب من (سُرّاق الشعب) ، بعد أن كان متنكرا في أحد جُزر الـ (واق واق) .
من الممكن اي يكون العراقي هكذا ، بل يجب أن يكون ، ولكن ليس على يد (هؤلاء) الذين يحكموننا الأن ،بل على يد طاقم حكومي ، لا يقربون لهم ، حتى بصلة النسب !.
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم