مرحلة مهمة انتهت من العرس الانتخابي الذي اكتملت فصوله وترسخت مفاهيمه واعلنت نتائجه ولم يبق الا مصادقة المحكمة الاتحادية على الاسماء لنطوي صفحة مهمة من تاريخ العراق باتجاه البناء والاعمار , نبارك ونهنىء كل الفائزين بعضوية مجلس النواب وللخاسرين نتمنى لهم فرصة اخرى بمراجعة حساباتهم وتقييم وضعهم ليكونوا مهأين لخوض الانتخابات بشكل آخر , قراءة بسيطة في النتائج يظهر جليا تقدم البعض وتراجع الاخر في عدد المقاعد وهذا يعطي مؤشر ايجابي للبعض وسلبي للاخر , الا ان السؤال المطروح الان على الساحة العراقية هل المواطن انتخب المشروع الوطني ام الشخصنه ؟؟ وللاجابة على هذا السؤال سانقل لكم بعض الحالات التي تعمدنا ان نوجه لهم هذا السؤال ولمختلف الشرائح والاتجاهات والانتماءات دينا وقومية, الجواب لم اتفاجأ به لانني اعرف مسبقا مايفكر به المواطن العراقي تحديدا وكانت الاجابه تحمل نفس المعنى بتعابير مختلفه (( اللي يعيني ويملكني دار )) كيف لاانتخبه , هذه مجمل الاجابات سؤال آخر طرحته والمشروع الوطني اين هومن فكرك وقناعاتك ايها المواطن ؟ الجواب (لاامتلك عمل , ولابيت , ولارعايه صحيه ولامدارس بيه خير ) شنو المشروع الوطني بعد, على بساطة هذه الاجابه حزمة امري وتوجهت لعملي مقتنعا ان المواطن لازال في عقد الماضي يعيش والتي تنحصر بغياب الروح الوطنيه والوعي كما هو لاجديد فيه لااظلم الجميع ولكن الاكثرية بهذه الدائره تفكر , ثلاث دورات انتخابية لم تعطينا الدرس المطلوب قراءته والتمعن بمفاهيمه وبقينا قيد الانانية وحب الذات , اذ ان مجرد التفكير بما حصلت عليه او اين تكمن مصلحتي ( مامال الهوى ملت وياه )هذه الطامة الكبرى التي لامناص من التخلص منها او تجاوز معوقاتها وبالتأكيد انها بحاجة لبرامج ودورات وعمل واقعي منظور يعكسه المسئول باخلاصه وتفانيه وعلاقاته مع الاخرين ليكون درسا نستفيد منه وعبرة نعتبر بها وتميزا يسجل له , وعودة على الدورات الانتخابية السابقه التي كانت مؤطرة بالوطنية اولا لتتحول لطائفية بالاخرى وتعبرها في الثالثه لتؤكد العشائرية والشخصنه , والدليل ماحصل عليه بعض الرموز الوطنيه كالمالكي والنجيفي وبعض الوزراء وصاحبي الحجة القوية والدفاع المستميت عبر اللقاءات التلفزيونية.
ماالحل ؟ سؤال بحاجة لاجابة شافيه ان البقاء بهذا التفكير والمنطق والاسلوب سيقودان البلد لما لاتحمد عقباه ومستقبل لانتمناه نكون بحاجة لاعادة ترتيب الاوراق بالمفهوم والعمل والتنفيذ وهذا يحتم وضع خطة مستقبلية بخطين متوازيين يشمل العمق والاستقامه يكون بها الانسان الهدف والغاية لتحريره من هذه الاوهام التي خلفتها العهود السابقه والتي عجزت عن معالجتها الدولة الحالية وكذلك تطوير اساليب الدولة وتوسيع مؤسساتها لتكون مشروع دولة ونبتعد عن الفعل وردته لانه لايلامس كبد الحقيقة بشيء ويبتعد عن معالجة الخلل واستئصال المرض ليكون البلد معافى والمواطن بحالة صحية يمكن الاعتماد عليه ليأخذ دوره الصحيح وان لايضع نفسه بمقارنة بين الشخصية والوطن لان الوطن شيء ومصلحته شيء اخر , نكون قد رفعنا وعي المواطن وجعلناه بالمستوى الذي نتمناه على الاقل للسنوات القادمه ولمرحلة انتخابية جديده ويبتعد عن مقولة مصلحتي اولا .