23 نوفمبر، 2024 10:27 ص
Search
Close this search box.

نتائج إنسداد الآفاق في العراق

نتائج إنسداد الآفاق في العراق

جميع مراحل التاريخ تحدثنا عن فشل الديكتاتوريات في العالم ولم تكن هنالك أية ديكتاتورية يشار اليها بالبنان , مايعيب الديكتاتورية هو منعها للحريات والتضييق على المواطنين لإجبارهم على القيام بممارسات محددة ذات قالب واحد , لم يدرك أصحاب تلك النزعة طبيعة الإنسان وصعوبة إيجاد مواصفات متطابقة بين شخصين ولذلك أصبح الأختلاف صفة من صفات الإنسان , فقد تجد في داخل العائلة الواحدة عدة وجهات نظر حول قضية من القضايا كما هو الحال في تشجيع فرق كرة القدم فهذا الأخ يشجع هذا الفريق وذاك يشجع ذلك الفريق
وسائل المنع والتضييق لايمكن أن تساهم في إصلاح المجتمع لابل تزيده إنحرافا وإنحطاطا كما يساهم المنع في زيادة الممنوع والترويج له بصورة سرية بنص القاعدة ” كل ممنوع مرغوب ”
في العراق أغلق صدام حسين الأفق السياسية أمام العراقيين ومنع تشكيل الأحزاب وحاول أن يجعل العراقي في قالب حزب البعث فقط , لم يكن لهذا المنع  أية نتائج إيجابية على صدام  بل حدث العكس تماما فولد له مجموعة كبيرة من المعارضين السياسيين الذين أطاحوا بحكمه فيما بعد
لو دققنا في سجل  الأرهابي الذي يفجر نفسه في العراق لوجدنا ه من المكبوتين ومن الذين تعرضوا الى وسائل المنع والتضييق ولم يوفر له أهله أية وسائل ترفيهة فلم يجد أمامه الا باب الإرهاب فدخل فيه من أوسع أبوابه
يجب على الحكومات العربية والإسلامية أن تواكب العصر ومايمر به من وسائل تقدمية لايمكن أن يغطى عليها ولايمكن أن تحجب لقد غزت العالم والعالم وأصبح عبارة عن زقاق واحد وبات الممنوع والمحرم قاب قوسين أو أدنى من الشباب فإذا لم توفر الحكومة لشبابها الحرية في أختيار مايرغبون فيه فماعلى تلك الحكومة الاأن تعتبر نفسها أمام مجموعة من الأرهابيين الذين يقومون في مابعد بأعمال إرهابية تندى لها جبين الإنسانية
لاأحد يلوم الارهابي عندما يقبل على القيام بإجرامه فالإرهابي لم تقدم له حكومته وسائل الترفيه ولم تعلمه أساليب الفن والجمال ولم تعلمه على الكتابة ولم تحثه على الذهاب الى صالات السينما والمسرح فتحول الى قنبلة موقوته تنتظر من يضغط زرها لكي تنفجر دون أية رحمة
نحن في العراق لم توفر لنا حكومتنا أية وسيلة واحدة من تلك الوسائل الإنسانية التي تقدمها الحكومات الأخرى لشبابها والأنكى من هذا كله راحت حكومتنا   تحرم علينا  حتى ماحلله الله لنا , لم تحرم بعض الحكومات ذات الطابع الراديكالي المقاهي والمتنزهات وهي تعتبر أكثر إنفاتحا من حكومتنا الحالية
عراقنا الحبيب يعاني من طائفية مقيتة وشعبنا  على شفا حفرة من الحرب الأهلية وحكومتنا الرشيدة تغلق كل وسائل الفن والترفيه والجمال داخل العراق , لايمكن أن نقرأ إغلاق المقاهي بقراءتين سوى دفع الشباب الى المزيد من الطائفية والإرهاب لكي يضربوا بعضهم بعضا لاأن يجلس بعضم بجوار البعض في مقهى أوفي  وسيلة ترفيه أخرى .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات