10 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

نبي النزاهة رغم انفك

Facebook
Twitter
LinkedIn

وفقا للمخرجات العظيمة التي تمخضت عنها ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال التي أتاحت لنا حيز من الحرية يفترض أن يكون مقدس للتعبير عن آراؤنا ومعتقداتنا وما يجول في خلجات صدورنا وفضاءات ألبابنا إزاء قضايانا وهمومنا، كان من الطبيعي إن لم يكن لزاما ضرورة الاستثمار الأمثل لتلك المخرجات وتوجيه بوصلتها صوب البحث عن حلول مثلى ومعالجات ناجعة تحد من الإخفاقات المتكررة والمقصودة للسياسات الطائشة التي ترتكبها بعض الجهات، التي ما انفكت إلا وهي تشد من عزيمتها وتعضد من هممها للنيل من كل ما هو صحيح في هذا البلد. والطبيعي الذي أتحدث عنه هنا في تعليقي والذي أتمنى أن يتسع له صدرك ويستقبله إدراكك وفهمك بمنتهى المرونة والقبول هو ان تكون كتاباتنا ووجهات نظرنا إزاء مختلف القضايا بعيدة وبمعزل عن الاستفزازية او نية الإساءة والحط من القيمة الشخصية والاجتماعية للآخرين وان تكون مبنية على أساس احترامنا للأخر ايا كانت توجهاته ومعتقداته وكل ذلك بعنوان الهدف النبيل الذي اعتبره تكليف الهي وشرعي للرسالة المنوط بنا كبشر تحقيقها على هذه المعمورة.

فقد لحظت في موضوعك الذي كتبته بحق هيئة النزاهة ورئيسها التنفيذي القاضي علاء جواد والذي كان تعقيبا على مقالي “النزاهة بين عهدين” أسلوبا تهكميا مجاف للحقيقة، وبعيد عن الموضوعية، ويفتقد الى الأدلة التي بالإمكان أن تجعلني ومن قرأ مقالك مقتنعا، للأسباب أدناه:

–  طغيان بعض الاستعارات المجازية على مضمون المقال لم تكن موفقة بالمرة من قبيل “نبي النزاهة” في إشارة للقاضي ألساعدي. فعهدي باستخدام هذه الاستعارات انه يقتصر على فئات اجتماعية لا صلة لها بالإعلام سواء من قريب او بعيد، ولك ان تفهم من هذه الجهات.

– افتقار المقال للأدلة والشواهد والبراهين الداعمة لاجتهاداتك ووجهات نظرك الشخصية، سواء بالقاضي او بالحكومة السابقة، التي وحسب قناعتك يمثل الساعدي احد وجوه فشلها.. لا سيما وان الجمهور القارئ للرسالة الإعلامية يعد الأصعب من نوعه باعتباره عنيد ولا يشبع فضوله ويحقق حاجاته الذاتية الا توفر المرفقات الداعمة والمعززة لتلك الاتهامات الواردة، ليعقد على أثرها وبناء على مهاراته الاتصالية والثقافية مقاربات معرفية وعقلية تمكنه من الاقتناع بصحتها لا أن يترك الأمر سدى، وهو ما غاب تماما في مقالك.

–  أخيرا؛ لعل ما اثأر حفيظتي نظرا للمقارنة التي أجريتها بين مقالك ومقالي هو اني اجتهدت في صناعة صورة للانجاز والنجاح في عراق اليوم من خلال مدحي للقاضي الساعدي المقتنع جداً بنزاهته وشفافيته ووطنيته فضلاً الى التزامه الديني الذي لم يعجبك مما جعلك تتهكم علي وعليه، إذ لربما يكون هناك مسؤول أخر امتدحه كأسلوب صحفي اعتمده في الكتابة لقناعتي الخاصة. ففكرة ان يسوق النجاح عبر نافذة الشخوص هو امرا طبيعيا، ومعتمد في كل العالم باعتباره حافز للآخرين في أن يكونوا في موضع ذلك المسؤول الناجح.

سيدي العزيز تعلمنا من الأدبيات الإعلامية ان القيم السلبية في الصحافة من القيم المهمة التي تجتذب اهتمام المتلقي لما تنطوي عليه من أهمية، شريطة ان تكون عقلانية ومقترنة بالدقة لا ان تكون عدائية ومبنية على الإشهار والتسقيط والحط من قيمة الآخرين جزافا لان ذلك سيكون بمثابة السحر الذي ينقلب على فاعله. بيد ان ذات الأدبيات علمتنا أيضا ان القيم الايجابية لا تقل أهمية عن نظيرتها السلبية وممكن ان تكون بمثابة الحياة المنتقاه التي تدب في الإنسان من جديد لتخلق منه كائنا صالحا يقتدى به. وشكرا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب