لا أدري الى أين نحن نسير وهذا الفشل الأمني الذريع والمريع وللأسف إن من يدفع ثمن هذا الفشل هم أبناء هذا البلد وبالأخص من الطبقات المعدومة والكادحة وما اكثرهم في هذا الشعب , ما شهده العراق في هذه الأيام كاف ان يسقط حكومات وعروش وبيع وصوامع في باقي بلدان العالم الا في العراق فالحكومة باقية والبرلمان باق والأجهزة الأمنية منتصرة والأرهاب طبعا في المقدمة مشهد سأختصره بهذه اللقطات السريعة , حكومة تقمع متظاهرين يطالبون بالغاء امتيازات النواب ورواتبهم التقاعدية العالية , ارهاب يحصد المئات من هذا الشعب و حكومة توافق على رفع الميزانية المخصصة لبناء مجمع سكني لأعضاء مجلس النواب الى 200 مليار دينار عراقي , والسؤال المطروح الان الى متى يبقى هذا المشهد المؤلم ؟ الى متى تبقى هذه الحكومة تتعامل مع اي مواطن يطالب بحقوقه معااملة الاعداء ؟ الى متى تبقى هذه الحكومة تدير ظهرها الى مطالب الشعب ؟ الى متى تبقى هذه الحكومة عاجزة عن صد الإرهاب ؟ هل سيبقى هذا المشهد الى أن يتفتت العراق ويصبح بقايا دولة ؟
هذه الطبقة السياسية بكل اطيافها وتشعباتها تعي جيد انه لولا هذا الشد الطائفي ودعم بعض الدول الاقليمية لها ما استطاعات البقاء يوما واحدا ولو صادف ان انتهى هذا الشد وتحولت تلك الدول عن دعم تلك الطبقة فإنك لن تجد من هذه الطبقة سوى اشلاء متناثرة ومتبعثرة في هذا البلد او ذاك وهم يتنعمون بما اكتنزوه من خيرات هذا البلد الجريح , وبالتالي فان هذه الطبقة تسعى بكل ما اوتيت من قوة على الإبقاء على حالة الشد الطائفي تلك وخاصة قبل كل إنتخابات محلية او برلمانية وما شهدته بغداد بالإمس من إستهداف مجرم لزوار الامام الكاظم عليه السلام وخروج متظاهرة لموتور في الكاظمية تسب فيها على الاشهاد بطل الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ما هو الا مثال واضح لما تفعله هذه الطبقة من اساليب قذرة للبقاء متنعمة بمزايا السلطة الحكومية والبرلمانية ولكن للأسف هذه الطبقة السياسية التي أعمتها شهوة السلطة لا تدري بأنه تسير بالعراق نحو الهاوية واذا ما انهار العراق كدولة وكمجتمع فان شرر هذا الانهيار سيصيب بل سيحرق الكل بدون إستثناء للأسف , ان هؤلاء يحاولون الإبقاء على حالة من الشد الطائفي إلى ما هو اعلى من التوتر وأدنى من حالة الحرب الطائفية ولكن لو خرجت الأمور من تحت السيطرة واندلعت الحرب لأي سبب من الأسباب فإنها ستحرق أرض العراق كلها بأخضرها ويابسها حتى تتحقق نبوءة الرسول في هذا البلد والتي ذكرها الامام الحافظ ابن كثير في كتابه نهاية الفتن والملاحم فقد أورد حديثا ذكره الإمام القرطبي في كتابه التذكرة ، رواه الصحابي حذيفة بن اليمان عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ( ويبدأ الخَرابُ في أطْراف الأرض حتى تَخْرِبَ مصرُ ، ومصر آمنةٌ من الخراب حتى تخربَ البصرة ، وخراب البصرة من الغرق ، وخراب مصر من جفاف النيل ، وخراب مكة وخراب المدينة من الجوع ، وخراب اليمن من الجرَاد ، وخراب الأبلَّةِ من الحصارِ ، وخرَاب فارِسَ من الصَّعاليكِ ، وخراب التركِ من الدَّيْلَم ، وخراب الديلم من الأرْمَن ، وخراب الأرمن من الخَزرِ ، وخرابُ الخزر منَ التُرْكِ ، وخراب الترك من الصَّواعِق ، وخراب السند من الهِنْدِ ، وخراب الهند من الصين ، وخراب الصين من الرُّمُل ، وخراب الحبشةِ من الرجفة ، وخراب الزَوراءِ من السُّفْياني ، وخراب الروحاءِ من الخَسْفِ وخراب العراق من القتل ) هذه رسالة تحذير نبوية لأهل العراق ولساسته بالذات ومعظمهم من الاسلاميين مفادها لا تلعبوا بنار الطائفية من جديد لإنها ستكون القاصمة التي لا نهوض منها ابدا وانها خراب العراق الأبدي فلا تكونوا ممن يبوء بإثم هذا الخراب وهذا القتل المتربص على ابوابنا ينتظر صافرة الشيطان حتى ينهش في العراق من جديد , اللهم هل بلغت … اللهم هل بلغت