20 مايو، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

نبض القلم حبر على ورق … 

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يكون للصحافة دور ولا للفكر قيمة ، ولا للكلمة تأثير ، إن لم تكن هناك سلطات تتابع هذه السلطة ، وتنفذ قراراتها … وقرار السلطة الرابعة ليس ملزما ، ولا يحمل صفة القانون ، بل هو سلطة معنوية ، ولكن لها قوة خارقة يستمدها من الرأي العام الذي هو ( صوت الشعب ، او الارادة الجماهيرية ) ، وله قوة وتأثيروسلطة لا يمكن تجاهلها .. والرأي العام كما قيل عنه ( فم الشعب وإذن الحاكم ) … وقرار صاحبة الجلالة ، كلمة ، ورأي ، وتعليق ، وتحقيق ، وخبر وصورة ، واستشارة مجانية ترد في مقال لا تكلف من توجه اليه راتبا ، ولا مكافأة ولا ( قيمة اتعاب ) ، وربما يتقاضى الصحفي أقل من قيمة ما يقدمه .. وهناك من يكتب بلا مقابل ، وهي حالة نادرة ، وربما لا تجدها في مهن اخرى .. فالطبيب يتقاضى إجور ( كشفيته ) للمريض والمحامي يأخذ ثمن دفاعه عن القضية الموكل بها ، والمهندس يستلم قيمة تصاميمه وقس على ذلك الكثير … والصحفي ملزم بحكم مهمته بالتواصل اليومي ، واحيانا باللحظات مع المواطن ، ونبض الشارع ، ويكلفه ذلك الكثير من النفقات التي قد تفوق طاقته المادية ، ومع ذلك لا يأخذ شيئا او اقل مما يستحقه .. والصحفي يمكن أن يصل الى أماكن ، ربما لا يتمكن أي جهاز من اجهزة الدولة الوصول اليها ، ويضع ما يراه جاهزا أمام مكتب المعني بالأمر فيها من اجل حل قضية ، أوانهاء معاناة ، أومعالجة سلبيات في عمل المؤسسات الخ … ومع كل ذلك تجد من يستكثر على الصحفي مكافاة تقديرية لا تساوي شيئا أمام ما يقدمه بحجة الظرف المالي ، وكأن الاعلام من الاشياء غير الضرورية التي ينبغي التقشف فيها .. وعندما تقسم هذه المكافأة على اشهر السنة ، لا تتعدى ثمانين الف دينار او اكثر بقليل في الشهر، ولم يضع في إعتباره أن الاعلام جزء من الحياة اليومية للمواطن ، وهو مثل الماء والكهرباء والوقود في ضرورتها المباشرة ، ولا
يمكن ان تنقطع عن البيوت .. وهو عين السلطة في الشارع ، ولسان المواطن الذي يعبر عن معاناته ، وينقل همومه وتطلعاته .. هكذا هو الاعلام كما يراه متخصصون ، وتلك هي الحقيقة.. وازاء تلك الاعتبارات والمهمات ينبغي ان يكون راتب الصحفي مجزيا ويساوي ما يقدمه .. وهناك دول متطورة تخصص للاعلام موازنات خاصة تفوق موازنات بعض الدول …. وقد لخص تلك المهمات أحد كبار المسؤولين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأجاد عندما وصف الاعلام بانه أحد الاسلحة الرئيسية في البلاد في حروبها في الداخل من أجل البناء ، وفي الدفاع ، او الهجوم، او الدفاع والهجوم معا لصد العدوان الخارجي ، وأحد اهم وسائل السياسة الخارجية والتعبيرعنها .. ودلل على ذلك بان ( خطاب عبد الناصر في اذاعة ( صوت العرب ) كان اقوى من صوت الطائرات على المستعمر وعملائه ).. ولكن هل لهذا السلاح ان يعمل بدون عتاد …؟..
وهل لهذا السفير أن ينجح في مهمته الدبلوماسية دون حصانة ..؟.. وهل يكون للسلطة الرابعة قوة عندما يكون ما تكتبه ( حبرا على ورق ) .. أو ينظر اليه على أنه ( كلام جرائد ) فقط ..؟.. توفير كل ذلك هو من مهمات السلطات الاخرى لكي يكون للاعلام دوره الفاعل ومكانته المؤثرة ، وله مساهمته في عملية صنع القرار الناجح الذي يستجيب الى نبض الشارع ، وحاجة الرأي العام ومصلحة البلاد .. وقيمة ما تكتب من تأثيره … وعندها يصبح ما يُكتب ليس ( حبرا على ورق ) … 000000000000000000000000 كلام مفيد :
( الحقيقة دائما تؤلم من تعود على الاوهام .. ) ======================

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب