22 ديسمبر، 2024 10:12 م

نبض القلم الاستعداد لأشرف الأزمان 

نبض القلم الاستعداد لأشرف الأزمان 

أيام قليلة ويطل علينا شهر الخير والبركات ، رمضان الكريم ، سيد الشهور ، وأشرف الأزمان ، غير أننا لا نشعر بقدومه قبل آوانه ، كما هو الحال في الماضي حيث تطالعنا تباشيره قبل مدة ، ونتنفس عبق رائحته من بعد ، بما تسبقه من إستعدادات على المستوى العام للبلاد والافراد ، وحركة غير إعتيادية في التبضع ، وتمتليء الاسواق بما يحتاجه الصائم .. وعادة ما يكون للدولة في هذا الشهر المبارك دور واضح من خلال وزارة التجارة التي تقوم باستيراد ، أو الاشراف على استيراد المواد الغذائية بنوعية جيدة ، وبكميات أكثر من الاشهر الاخرى ، بسبب طبيعة الاستهلاك فيه ، كما تتنافس الجمعيات الاستهلاكية في توفير السلع الرمضانية باسعار مناسبة .. وتخضع السوق بكل نشاطاتها ، الخاصة والتعاونية والعامة الى رقابة ومتابعة من الدولة ، لكي لا يكون الطلب على سلع معينة ، فرصة للبعض من ضعاف النفوس في زيادة الاسعار، أو ضخ مواد غير مطابقة للمواصفات الصحية الى السوق ، ويقبل عليها المواطن تحت ضغط الحاجة في هذا الشهر .. فأين نحن اليوم من ذلك التقليد الرمضاني الجميل ، وهناك من ضعاف النفوس من يستغل الظرف ، ويتلاعب بارواح الناس ، ويمارس الغش التجاري من خلال تغيير مدة الصلاحية المؤشرة على المادة ، وإستيراد مواد تالفة لا تصلح للاستهلاك البشري كما ورد في تقرير لاحدى القنوات الفضائية اشارت فيه الى قيام الجهات المعنية باتلاف 800 طن من المواد غير الصالحة … فكم من الاطنان الاخرى يا تُرى أخذت طريقها الى بطون الناس …؟! وهناك من يتساءل …هل كان الاعلان عن أعمال الخير والفعاليات والسلع الرمضانية مناسبا ، أو منافسا ، أو يجاري في الاقل ما يعلن عن الاعمال الفنية التي ستقدم على الشاشات في شهر رمضان ، وكأنه قد اصبح مناسبة ينتظرها المعنيون ، أو مهرجانا سنويا لعرض أفضل النتاجات والاعمال الفنية .. والصبر في رمضان الذي يحل في الربع الاول من شهر حزيران القادم صبران .. صبر الصيام عن الطعام والشراب ، والصبر على تحمل حرارة الجو في ظل ازمة الكهرباء المعروفة … وسمعت من مواطن أمنية بأن تفي وزارة الكهرباء بعهدها بان يتحسن التجهيز بالكهرباء في هذا الشهر الكريم ، إذا لم يكن ممكنا التجهيز على مدار الساعة ، وأمنية أخرى من
مواطن أخر بأن تجهز وزارة التجارة المواطن بمفردات يحتاجها في صيامه ضمن البطاقة التموينية .. مجرد أمنية … ونتمنى معه ايضا … وبعيدا عن القضايا المادية .. شهر رمضان الكريم فرصة لغسل الروح ، وصفاء الذات وتطهيرها مما علق بها من ادران في بقية السنة … رمضان شهر التسامح ، وراحة النفس ، وكبح جماحها مما هو خارج طبيعتها الانسانية ، و يخالف قانون الرحمة الآلهي … هو شهر التكافل والتضامن والتعاون والمودة .. وكل عام وانتم بخير ..