التأريخ لايقبل غير الحقائق و كلنا عاصرنا تلك الايام التي بدأتها ايران في ضرب المخافر الحدودية حتى وصلت ذروتها في 4/9/1980 و ما كان من رد عنيف بعد صبر طويل لكبح جماح شر ايران و استهتارها من قبل القوات العراقية الباسلة و صقور جوه لتدك قلاعهم و حصونهم في 22/9/1980 و ما سبقها من اعمال تخريبية طالت معظم ارجاء العراق و تركزت في أغلبها في العاصمة بغداد من تفجيرات و اشاعة الاضطرابات على يد ازلام حزب الدعوة العميل و كان الموقف المعاند لايران ضد العراق لدرجة انها تركت جميع الدول و لم تعتدي إلاّ على العراق لاسباب كثيرة و قد ابتدأها خميني في مقولته اللا اخلاقية و المنافية لابسط قواعد العرف الدبلوماسي في جوابه على رسالة الانسان المحترم ابو هيثم احمد حسن البكر رئيس الجمهورية العراقية و التي اعتبرها جميع المراقبون في ذلك الوقت و قبل اندلاع نار الحرب ان المجرم خميني جاء الى ايران عاقد العزم على العدوان على الشعب العراقي و الاطاحة بالنظام العراقي فكثف من التهريج و التطبيل على يد شراذمه الخونة و المرتزقة في اذاعات البث العربي التي تنطلق من الاهواز و عبادان و لم يكن لها غير التشهير و الاساءة من غير سبب و دون مبرر غير الحقد على العرب و على العراقيين و كانت اغلب احاديثهم تدور على شيعة العراق ووقوفهم المرتقب الى جانب خميني في حالة أي اصطدام مع العراق و كانوا يشيعون بان ايران تمتلك ترسانة من الاسلحة الامريكية و من مقاتلات الاف 14 و الفانتوم التي هي شبح لاترصدها الرادارات العراقية و ان الجيش الايراني هو خامس جيش في العالم محاولين بذلك التاثير على معنويات الجيش العراقي ، و كان التهديد يتزايد يوما بعد آخر حتى وصل الامر الى تسليم ادارة اذاعة طهران بيد الشيرازيين و ما كان عليه موقفهم من عدم التحفظ في اثارة اي شيء يؤدي الى التوتر ، ثم بدأ النظام الايراني يقمع الاقليات الايرانية و زاد من بغضه ضد الاقلية العربية في عربستان و كان احداث الشيخ محمد طاهر جبير الخاقاني و اعتقاله و قمع انتفاضة العرب بالقوة و الاساءة اليهم و اتهام العراق بدعم حركات التحرر في الاحواز العربية ثم تبع ذلك الاساءة الى الامارات في جزرها و زاد غرور خميني بسبب نجاح ثورة الشعب الايراني ضد الشاه واهماً نفسه ان وراءه شعبا قد نذر نفسه لاي عمل يرتكبه حتى لو غزا العراق و بواعث الشر و مقدمات الحرب كانت تدق لها الطبول صباح مساء في ايران و سياسة الرئيس العراقي الهادئة لم ترد بأي كلمة او فعل على استهتار خميني حتى وصل الامر الى عزل الرئيس البكر على مواقفه المترددة حيال عنجهية نظام خميني و هنالك نقطة اهم من كل ذلك و هي ان خميني إنقض على رجالات الثورة و حركة مجاهدي خلق و حزب التحرير و حزب توده و قتلهم و اغتالهم و لاحقهم و زادت الاضطرابات و لم تهدأ في وقتها و التي اضطرته الى ان يلغي اقامته في قم و يرجع الى طهران لضرورة تواجده قرب الاحداث المتسارعة لغرض السيطرة عليها و لما استفحلت الاحداث و امتدت شرارتها لتشمل كل ارجاء ايران خطر الى باله صرف انظار الشعب الايراني الى عدو وهمي خارجي فكان اقرب هدف له هو العراق للعدوان عليه و تمرير خططه الجهنمية الظالمة على الشعب العراقي فكانت فرصة سانحة له لفرض التعبئة الشاملة و الاحكام العرفية و اشغال الشعب الايراني و إلهاء قيادات الجيش العسكرية لتجنب الانقلاب و التي وجد المسوغ من خلالها في كتم انفاس الشارع الايراني و اعدام شرفاءه و اعتقال أحراره بدعوى ان ايران تمر في حالة حرب و ان اي غليان داخلي يضر بنتائج الحرب.