23 ديسمبر، 2024 9:48 م

بدأ سك العملة المعدنية في القرن السابع قبل الميلاد,حين سكت اول عملة معدنية في ( ليديا ) وكانت مصنوعة من الذهب والفضة والالثروم والنحاس وجاء هذا الاختراع بامر من الدولة انتقل فيما بعد الى اليونان,والعملة المعدنية هي قطعة نقدية من المواد الصلبة التي تكون موحدة في الوزن وتنتج بكميات كبيرة من اجل تسهيل التجارة والتداول اليومي البسيط للجمع والاستثمارالمعدني وتستخدم لدفع الاجور وعمليات البيع والشراء على اعتبار انها رمزا للعملة القانونية, ومنذ القدم ترتبط هذه العملة بالمال.
اطلق على هذه العملة آنذاك تسمية (9di- – ناين دي آي ) وهي اقدم النقود المعدنية ذات الجودة المطلوبة ,وبعد تطور وانتشار هذه العملة حتى انها وصلت الصين ثم كوريا واليابان واصبحت هذه العملة المدنية اكثر انتشارا في روما عام 269 قبل الميلاد حتى انتقلت بمرور الزمن الى الهند وكانت تسمى(الربية الهندية) وتداولها العراقيون مع الهنود الى ان سكت (العانة) العراقية الملكية.
كانت المعادن تستخدم في مرحلة مبكرة من الحضارة مقابل المال وكانت مناسبة لهذا الغرض نظرا لقيمتها الجوهرية ولقوة تحملها وقابليتها للانقسام والتصريف لعملة ادنى, وافضل المعادن هي الذهب والفضة والبلاتين والنحاس والقصدير والنيكل والالمنيوم والزنك والحديد,وسبائكها الممزوجة من الذهب والفضة والنحاس والنيكل هي افضل مزيج للحصول على العملة.
اما العانة العراقية فهي ايضا عملة نقدية معدنية تساوي 4 فلوس وكانت تتجزء وتصرف الى فلاسين ومن ضمنها عملة نحاسية تسمى (ابو الفلسين ) وكان اهلنا يقارنون السيء الوضيع بالعانة , فيقولون للانسان المبتذل( انت ما تسوه عانة ),وكانت هي والفلس والفلسين مصروفنا اليومي في المدرسة نشتري بها ما نحتاج من الحانوت المدرسي ,وعند قيام المرحوم عبد الكريم قاسم بتحسين الوضع الاقتصادي والمستوى المعيشي للمواطن العراقي وذلك بتاميم النفط والاصلاح الزراعي وفي قرار له في رفع القيمة المالية للعانة لتصبح خمسة فلوس وذلك لدعم القوة الشرائية للعملة العراقية آنذاك وخرجت جموع العراقيين في الشوارع مرددين هاتفين(عاش الزعيم الزود العانة فلس) وكانت امهاتنا تحتفل بعمل (خبز العباس وجاي وكعك) احتفالا وابتهاجا بزيادة العملة فلسا واحدا لاغير هذه كانت قيمة العملة,وكان يوجد جيب امامي صغير في جميع البنطلونات مخصصا كمحفظة لهذة العملات المعدنية.
اما الدينار العراقي هو العملة الرسمية في العراق ويصدر من قبل البنك المركزي العراقي وينقسم الدينار الى 1000 فلس ,الا ان معدلات التضخم العالية في اواخرالقرن العشرين تسببت في هجر مسكوكات معدنية كانت تسك بالفلس والعانة والقران_عملة قيمتها 20 فلس _ والدرهم الى ان وصلت قيمة العملة المعدنية الى(100فلس,250 فلس ,500 فلس ,حتى وصلت العملة المعدنية الى _دينار_.
استبدل الدينار العراقي عام 1932 (بالربية الهندية ) بمعدل دينار واحد= 13 ربية وكانت الربية الهندية هي العملة الرسمية للعراق منذ الاحتلال البريطاني,وبعدها ربط الدينار العراقي بالجنيه الاسترليني عام 1959 بعد ثورة 14 تموز, حيث قرر البنك المركزي العراقي ربطه بالدولار الامريكي دون تغيير بقيمته بمعدل دينار واحد =2,8 دولار وفي عام 1970 اتخذت الولايات المتحدة قرارا بتخفيض قيمة عملتها بنسبة 7,9 وفي عام 1973 خفضت بواقع 10% ولم يتبع العراقيون الذين كانوا يربطون عملتهم بالدولار مما جعل الدينار العراقي يرتفع امام الدولار لتصبح قيمته 3,377 وكان يسمى الدينار العراقي(بالدينارالسويسري) حيث كان للدينار العراقي خيط فضي اوذهبي في بقية العملات العالية كالخمسة دنانير وكانوا يسمونها(نوط ابو الخمسة ) وكذلك عملة (عشرة دنانير) حيث تتضمن الورقة النقدية صورة مختفية تتأثر بالضوء كأن تكون نسر او نخلة او حصان يختفي ويظهر ايضا وهو اكثر تعقيدا لعمليات التزوير.
اما بعد احتلال العراق للكويت وفرض العقوبات الاقتصادية الدولية والحصار الذي دام 13 سنة وارتفاع عمليات التضخم ورفع الغطاء الدولي للدينار العراقي والغاء الطبعات السويسرية ,اخذت العملة الورقية تصنع محليا من عجينة رديئة تتأثر وتتلف بالغسل وتتاثر بالبكتريا وعمر تلك العملة لا يتجاوز العام ,وتتعرض لعمليات التزوير بسهولة ويمكن طبعها واستنساخها في المطابع وهذا ما حصل في عمليات تزوير كبيرة اطاحت بالاقتصاد العراقي كثيرا, وكنا عندما نشتري حذاءا على سبيل المثال لا الحصر يحتاج الى ان تحمل ثمن تلك المادة الى كيس كبير تحتار وتنشغل بحملها وعدها واغلبها مزور.
اما العملة في الوقت الحالي تتاثر بالاستعمال المستديم وتتعرض للتلف السريع وقد فقدت من التداول عملات (50 دينار , 100 دينار ,) الورقية وبقيت فئة (250 دينار,500 دينار,1000 دينار) فقط للتداول اليومي السريع واصبحت حالات التضخم وارتفاع الاسعاروزيادة المخصصات والرواتب التي اصبحت  بالملايين ووجود حالات من التزوير يجعل العملة احيانا لا قيمة لها وانت تشتري بدلة عادية بمبلغ 120 ألف اي مايعادل 100دولار فينبغي على الجهات الاقتصادية والبنك العراقي المركزي ان يضع حلولا مناسبة لهذه المشكلة وان يتم رفع الاصفار من العملة فيصبح المليون دينار (ألف دينار) وسك عملات معدنية كما هو معمول بها في جميع دول العالم للتداول والاستعمال اليومي كاجور النقل او شراء بعض الحاجات او الاستعمالات الاخرى.
وكما قالوا:
(علة التاخر في العرق ان هناك كفاءات يعوزها المزيد من الاخلاص والنزاهة…..وهناك اخلاصا يعوزه الكثير من الكفاءة )….ونحن الان بحاجة الى عملة معدنية  كالدرهم والدينار,وبحاجة الى رفع الاصفارلارجاع هيبة وقيمة الدينار العراقي, والله يرحم ايام زمان…!