يمکن القول إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أکثر الانظمة قربا لنظام الفصل العنصري في روديسيا قبل سقوطه من حيث صدور قرارات الادانة الدولية بحقه أو التحذيرات الصادرة من مختلف الاوساط السياسية الدولية والمنظمات الحقوقية من مخططاته ونواياه المشبوهة، هذا إن لم يتفوق عليه الملفت للنظر في النظام الايراني إنه وکما يشکل خطرا على الشعب الايراني بسبب من ممارساته القمعية التعسفية ضده وحملات الاعدامات التي لايکف عنها، فإنه يشکل أيضا خطرا على بلدان المنطقة والعالم، وبإستثناء الدول العربية المجبرة على مسايرته بسبب من نفوذه وهيمنته عليها، فإن معظم دول المنطقة لاتشعر بالراحة والاطمئنان من هذا النظام الذي يتربص شرا بدول المنطقة ويسعى من أجل فرض نفوذه عليها کلها.
التحذيرات الصادرة من أوساط ومنظمات سياسية مختلفة بصدد مختلف المسائل المتعلقة بنشاطات وتحرکات هذا النظام لاتکاد تنقطع وخصوصا بعد التقارير الصحفية الواردة من محادثات فيينا وتٶکد عزم إدارة الرئيس الامريکي بايدن على إبرام إتفاق نووي مع طهران تقوم بموجبه الى جانب رفع العقوبات عنه وإطلاق مليارات إيرانية مجمدة، بشطب جهاز الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية، وهو أمر أثار ويثير قلق وحفيظة ليس الشعب الايراني وبلدان المنطقة بإعتبارهما من أکثر المتضررين به وإنما حتى العديد من الاوساط السياسية الدولية بما فيها الامريکية منها، خصوصا وإن النظام الايراني يصرح علنا بتمسکه بنهجه المستند على قمع الشعب الايراني وعلى تصدير التطرف والارهاب للمنطقة والعالم والسعي من أجل حيازة أسلحة الدمار الشامل، فإن إبرام إتفاق نووي جديد معه يتم بموجبه إطلاق يده بمختلف الاتجاهات، لايمکن أبدا أن يبعث على الراحة والاطمئنان.
إرسال كبار الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي رسالة إلى أنتوني بلينكن، دعوا فيها إلى اجتماع إيجاز على مستوى الموظفين حول سعي بايدن لإحياء الاتفاق النووي مع ايران واستراتيجية عدم الانتشار النووي الحالية في أقرب وقت ممكن. هذه الرسالة والتي توصف بأنها بمثابة قرع لناقوس الخطر، وکما جاء في التقارير الخبرية، فقد أثار فيها عضو لجنة مجلس النواب للرقابة والإصلاح التصنيفي، جيمس كومر (جمهوري من ولاية كنتاكي)، واللجنة الفرعية لعضو تصنيف الأمن القومي جلين غروتمان (جمهوري من ويسكونسن)، والنائبة فرجينيا فوكس (RNC) والجمهوريون في لجنة الرقابة اليوم مخاوف بسبب التقارير التي تشير إلى أن إدارة بايدن تعمل على إحياء الصفقة الإيرانية المعيبة في عهد أوباما ومنح النظام مزيدا من التساهل على حساب المصالح الأمريكية. في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين، طلب المشرعون الجمهوريون إحاطة إعلامية حول المفاوضات النووية الجديدة لإدارة بايدن مع إيران.