18 ديسمبر، 2024 10:49 م

ناقلتنا النفطية وقافلة ابو سفيان وازمة المضيق

ناقلتنا النفطية وقافلة ابو سفيان وازمة المضيق

لم يتخلى ابو سفيان عن قافلة قريش عندما ادركها خطر المحاصرة من قبل المسلمين فأتخذ خطوتين من اجل الحفاظ على قافلته واموالها ، تغيير الطريق وارسال رسول لقريش “تحريك اعلامي”…ليتسبب بمعركة مصيرية قد هزّت اركان الكيان القريشي
منذ يوم الاحد الماضي اعلنت ايران أن” ناقلة النفط التي احتجزها الحرس الثوري في الخليج لتهريبها الوقود هي سفينة عراقية”.
وجاء التأكيد على لسان قائد المنطقة الثانية في القوات البحرية للحرس الثوري رمضان زيراهي، أن “السفينة أوقفت قرب جزيرة فارسي، وعلى متنها سبعة بحارة أجانب وتحمل سبعمئة الف لتر من الوقود #المهرب ”
ما يثير الاستغراب والضحك في آن واحد ان العراق تخلّى رسميا عن السفينة وعلى لسان وزارة النفط العراقية
وان الوزارة لا تقوم بتصدير زيت الغاز إلى الأسواق العالمية، وإنما يقتصر التصدير على النفط الخام والمنتجات النفطية المعلنة، وفق السياقات والآليات والضوابط المتعارف عليها عالمياً
تراجع حكومي واضح وعجز سياسي تام من مواجهة مصير الناقلة التي وقعت بين فكي اخطبوط شرقي لا يراعي أي مصلحة سياسية او تنسيق مشترك وانما يتعامل مع السايسة العراقية على انها سياسة اسقاط واجب او سياسة الحديقة الخلفية للبيت.
سرقة النفط وتهريبه سواء في الشمال او الجنوب هو بوجه واحد فما بين السياسة الكردية وبين هيمنة الميليشيات المصنوعة خصيصا في الجنوب تستولي على ملف التهريب بصورة علنية بل وصل الحال الى امتلاكها آبار نفطية بأسمها لها سلطات سياسية متداخلة ما بين الحكومة لتشريعية والتنفيذية وحتى القضائية
لم تغفل التقارير الدولية عن ملف التهريب امام مرأى وعجز الحكومات المتعاقبة ووصلت الاحصائيات الى 40 جهة عراقية ونحو 10 احزاب مسلحة تمول نفسها اقتصاديا من التهريب الذي يتجه يوميا الى الشارقة لتغذية محطات الكهرباء وخلطه مع النفط الايراني الذي يتصف بارتفاع نسبة الكبريت لتخفيف الانبعاث المحظور لما له اثر على البيئة.
يبقى ملف التهريب النفطي يحمل شعار “لا مساس” ولا يستطيع احد الاقتراب منه او محاصرته او الكشف عن خفاياه ..فهو يمول دول وحركات وصراعات اقليمية باشراف اقليمي فلا ابو سفيان ينجو بالقافلة ولا يستطيع ارسال رسوله لقريش ولا الحكومة تعترف بعاراتها المهربجية .