4 نوفمبر، 2024 9:19 م
Search
Close this search box.

نافذة عبد المهدي الالكترونية المغلقة

نافذة عبد المهدي الالكترونية المغلقة

لم أعمد طيلة الفترة الماضية منذ ان تولى السيد عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء ومعه اعضاء الحكومة الى النقد او التوصيف السلبي لعمل الحكومة فمنذ اليوم الاول الذي اعلن فيه عبد المهدي عن النافذة الالكترونية للتقديم على وظيفة وزير في الدولة العراقية قلت حينها في الساعة الاولى وعلى قناة بي بي سي العربي بأن ذلك ضحكا على ذقون الشعب العراقي لان مثل تلك الثقافة السياسية غير موجود في الفضاء السياسي العراقي والعربي عموما لا بل حتى على مستوى الغالبية الساحقة من دول اوروبا غير موجود مثل هذا الاسلوب لتوزير الوزير في اي وزارة لان منصب الوزير ليس وظيفة ادارية وحسب وانما هو وظيفة سياسية ، لذلك لاحظنا درجة السخرية الى اي مدى وصلت عند عموم ابناء الشعب العراقي فأصبح الامر عبارة عن نكتة بدل ان يكون ثقافة تحررية من التسلط السياسي والتفرد في الحكم والتحكم برقاب الناس.

في النهاية مرت هذه اللعبة على ابناء الشعب العراقي رغم معرفة هذا الشعب انها غير واقعية وغير صادقة معهم وأنها المحاصصة والتسابق على المغانم من قبل الاحزاب والكتل السياسية حيث وصلت الى حد قيام الاحزاب تنحية بعضها للبعض الاخر ومن بين تحالفين سياسيين كبيرين برزت جهتين فقط هي من تستولي على المناصب فمن بين تحالف البناء برز الفتح ومن بين تحالف الإصلاح برز سائرون ليجلسوا الى بعضهم ويتقاسموا 90% من المناصب ولا زال الحبل على الجرار كما يقول مثلنا العراقي .

انتقلنا من تعيين الوزراء الذي لم يكتمل الى الدولة العميقة المتمثلة بالدرجات الخاصة من وكلاء وزراء ومدراء عامّين ومستشارين ورؤساء هيئات مستقلة حيث لم تُفتح النافذة الالكترونية التي خصصها السيد رئيس الوزراء عبد المهدي وأُبقيت مغلقة بأقفال كتلتين سياسيتين الفتح وسائرون وراحوا يتقاسمون مناصب الدرجات الخاصة فيما بينهم بما يقارب الأربعة الاف وظيفة وهذه المرة ليست وكالة وانما أصالة وسيأتي الى تلك التعيينات بالمحسوبية والحزبية ممن هو ليس اهلا لذلك ولم يستطيع احدا من تغييره الا بقانون من مجلس النواب اي انها ليست فترة كما هو الوزير اربعة سنوات ويغادر وانما الى ما كتب الله له من البقاء بضغط من قبل كتلته او حزبه السياسي وهنا سيحل الخراب في مؤسسات الدولة لإن جاءت التعيينات ولائية غير مهنية اي طاعة عمياء لحزبه ومرؤوسه السياسي وليس لمهنته ولا المكان الذي يعمل فيه وهذا بسبب ابقاء النافذة مغلفة لتكون بذلك سترا على المخالفات التي تقوم بها بعض الكتل السياسية المسيطرة على المشهد العراقي مع سكوت مطبق من قبل رئيس الوزراء لتكون هذه فعلا الدليل على ان ذلك هو الضحك على ذقون الشعب العراقي كي يتمكن بعض العابثين من استغلال الشباب العراقي في إشاعة الفوضى تحت ردود الفعل الخدمية والوظيفية والحاجة الى الاستقرار لبناء أسرة أسوة بباقي الشباب في بلدان المنطقة العربية .

رئيس الوزراء والكتلتين اللتين يحمياه سياسيا هم من يتحملوا المسؤولية الوطنية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية فيما ستؤول اليه امور البلاد والمنطقة تمر بوضع سيّء ومتوتر .

أحدث المقالات