السياسة فن الممكن عند اهل السياسة كما عرفها لينين ، هواة السياسة في العراق حولوهذا الممكن الى صراع ارادات ، فتلاعبو بمزاج الجمهور …. فكان لديهم مرحلتان
مرحلة ما قبل التمكن
بسبب كثرة الخيارات المتاحة امام الحملة الانتخابية لائتلاف دولة القانون قاد الاعلام باتجاهات كثيرة حتى تسارعت الاحداث و اصبح من الصعب اللحاق والتنبؤ بما سوف يفعل فمن شعار الاغلبية السياسية التي من المستحيل تفعيلها في بيئة سياسية وامنية في بلد كالعراق الى وعود بتمليك الاراضي ودور الدولة لساكينيها الى الغمز الطائفي والقومي الضرب بقوةعلى وتر عدم الثقة السائد بين مكونات الشعب العراقي مما دفع جمهور كبير ممن صوت لائتلاف دولة القانون بسبب انعدام الثقة بالمستقبل الذي قد يعيد ما حدث في انتخابات عام 2010 وفوزكتلة العراقية التي استطاع رئيس الوزراء نوري المالكي تفكيكها بطرق شتى مستغلا هشاشة الائتلاف والسعي وراء المناصب من قبل اعضاء الكتلة …و قسم من الجمهور استطاع رئيس الوزراء ان يربط مستقبله بمستقبل هذا الائتلاف فكان لزاما عليهم العمل لفوزه لضرورة البقاء والاستفادة من المغانم التي حصل عليها
مرحلة ما بعد التمكن
بعد ظهور الانتخابات وحصول ائتلاف دولةالقانون والقوائم الموالية لهم وحصولهم على العدد الاكبر بين باقي الكتل .. بدأت الحملة السياسية بالتغير الى المداهنة لم يعلن وانهم الكتلة الاكبر ولم يصرحو بالذهاب بعيدا عنالاتحالف الوطني بل اوهمو الائتلاف العراقي بانهم معهم وانهم جزء منهم وهم يكونون الكتلةالاكبر (180 نائبا) ومع العمل دون اي اتفاق خطي ورسمي يفقطهم فرصة البقاء بمسك زمام الامور حتى حانت الساعة وعقدت الجلسةالاولى وبدا العد التنازلي لتشكيل الحكومة الجديدة لكنهم تفاجأو بمما لم يكن بالحسبان وهم مشغولين بالاحتفال بنصرهم حتى جاءت ضربة الموصل وعقدت المشهد واصبح ضاغطا حول العمل من الاغلبية السياسية الى حكومة الوحدة الوطنية التي لا تستثني احدا .
كان من الصعب على اي كتلة النفاذ بين اعضاء ائتلاف فاز ويحتفل بنصره الا ان الزمن الذي تلاعب به نوري المالكي وكان سلاحا له لتفككي باقي الكتل تحول بيد الاخرين من كان يعتقد ان السيد ابراهيم الجعفري يستطيع تفكيك ائتلاف دولة القانون لولا ارادة قوية مدعومة بخطاب المرجعية الدينية وضغطها من اجل التغيير الذي حذرنا منه ان لم يحدث بيد التحالف الوطني فانه سوف يحدث بيد غيرهم وساعتها لن تكون الامور تحت السيطرةوقد تنقلب راسا على عقب ربما يعيد عقارب الساعة الى الوراء ونكون في الوضع الذي كان قبل 20 اذار 2003 …انشغال نوري الماكي باحتفال بنصره ثم انشغاله باستيعاب الصدمة وصد تقدم القوى المسلحة التي يقودها تنظيم الدولةالاسلامية (داعش) كان عاملا مساعدة في ايجاد الثغرة التي هشمت قوة هذا التحالف فكانت الظروف التي ولدت لنا املا جديدا بالتغيير واصلاح العملية السياسية التي ذهب الملف الامني بها نحو الجنوح وكان من الصعب العودة بها الى شاطي الامان لو شجاعة الرجال الذين تصيدو الموقف في التحالف الوطني .
الان نحن في مرحلة جديدة على السيد نوري المالكي ان يجد باب الحكمة للملة الجرح الذي حدث وعدم تحوله الى شرخ يصعب علاجه والتحلي بالواقعية والتعاون مع الاخرين لانتاج حكومة تستطيع اصلاح ما حدث من تدعيات الانتخابات وما بعدها .. واصبح التفكير باعادة الامور الى ما قبل يوم 11/8/2014 امرا مستحيلا بسبب التأييد الدولي الواسع الذي حظيت به هذه الخطوة … في الوقت نفسه على رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي وقادة التحالف الوطني البدأ ببناء الجسور واصلاح الخلل الذي حدث بين القوى العراقية بدأ من الائتلاف الذي يقوده السيد نوري المالكي وتشجيعه على تقبل الامر الواقع والعمل البناء …. لكي تبقى نافذة الامل مفتوحة اماماولا يستطيع غلقها من قبل قوى الظلام