18 ديسمبر، 2024 7:41 م

علمتني عطائات الله المؤجلة إلى أن أجعل يدي آخر الأيادي نزولا
ولساني آخر الألسن إلحاحاً على الله.
فالحياة أقصر من أن أسعى وراء إرضاء الآخرين .
وهذا السعي محكوم عليه بالفشل حتماً وهو سعي خلف السراب لا أكثر
ما ضرني سخط الناس، لو رضيت عن نفسي
ماضرني احتراق الناس بغيظهم لو نمت هانئه راضيه مطمئنة لصفاء قلبي
أذكر أني هنا عابرة سبيل، سبيل شائك موعر موحل ولكنه ينتهي لغاية أسمى وأجمل وأصفى، ولكن شعور لا يوصف حقاً أن أجلس بين يدي الله بعد رحلة ألم قاسية وطويلة
أن أجلس بين يدي الله لأشكو له ضعفي، حيرتي وحدتي
لاعتذر له عن ضلالي وقسوة قلبي، وغفلتي أن أحكي له كل ما أريد
لا تخافي يانفسي أن يمل منك أو يسأم ويتذمر من كثرة شكواكي
لا تخافي أن يفشي أسرارك، ولا أن يلومك
إن كنتي تبحثي عن الحب فعند الله خزائن الحب كلها
وإن كنتي تسعي وراء الرحمة فالله هو منبع الرحمة كلها
إن كنتي تريدي عطفاً أو شفقة، الى الله توجهي
موجود دائماً ليسمعكِ ليصغِ إليكِ بهدوءٍ وصبر وأناة
كل ما عليكِ أن تطرقي بابه ، وبابه هو باب قلبك ذاته .
اطرقي باب قلبكِ وادخلِ ، ستجديه هناك ينتظر وصولكِ
كيف يمكنني أن أصف شعوراً كهذا، هل هو الراحة السكينة الطمأنينة
بل السعادة ونشوة الوصول بعد رحلة طويلة للأمن والسلام والحب
ولأجل هذا الشعور أشعر بأن إيماني بالله لا يتزعزع
لأنني عرفت باباً للجمال ومااجملها في زمن القبح
عرفت باباً للرحمة في زمن القسوة
عرفت باباً للسعادة في زمن التعاسة
عرفت باباً للسلام في زمن الحروب التي لا تهدأ، فنافذة الأمل الأخيرة هذه يحاول الكثيرون إغلاقها جهلاً أو خبثاً
للإلحاد والتطرف فهما وجهان لعملة واحدة، وكلاهما على جهل
قرأت حجج الملحدين وقرأت ردود المؤمنين عليها
شهدت منازعات العقل ومخاصمات المنطق،
ولكني أصبحت أؤمن تماماً أن أصل قضية الإيمان ومنتهاها تكمن هناك في أعمق أعماق القلب البشري
لأن الله هو نافذة الأمل الوحيدة التي لا تغلق .