أكثر من (720) يوماً مضت على سقوط كبريات المدن العراقية بيد الإرهاب الخارجي بسبب الفشل العسكري و السياسي الداخلي و الذي كان من أهم الأسباب في تهجير و نزوح الآلاف من العوائل وما لاقته من مصاعب جمة و مآسي كثيرة تتفاقم يوماً بعد يوم مع اختلاف الأحوال الجوية في العراق فما إنْ يحل الصيف حتى تبدأ المعاناة مع الحر الشديد المتزامن مع انقطاع الكهرباء فضلاً عن وجود المياه الصالحة للشرب الغير معقمة مما يجعلها أفضل حواضن للكوليرا الذي انتشر في مخيمات النازحين لتردي الواقع الصحي فيها فكانت تلك الحكومة و سابقتها في مقدمة حكومات الفساد و الإفساد لأنها كانت السبب الرئيسي في نزوح العوائل فضلاً عن انعدام الدعم المعيشي و الحياتي الضروري لهم حتى باتوا يسكنون العراء و تحت خيام لا تقي من حر أو برد الذي رافقه هطول الأمطار بكميات كبيرة على المخيمات الغير صالحة للسكن من الأساس بالإضافة إلى اختراقها من قبل الأمطار التي كشفت زيف التصريحات الإعلامية للمسؤولين في لجنة النازحين فبالرغم من رصد المليارات لعملها إلا أن فسادها و إفسادها حال دون توفير ابسط مقومات الحياة الحرة للنازحين وفي خضم تلك المصائب و الويلات التي تعصف بالنازحين لم نرى أو نسمع لمرجعية السيستاني أي دور يذكر تجاههم بالرغم من تصريحاتها الإعلامية الداعية إلى دعم النازحين فإذا كان حقاً ما تقوله مرجعية السيستاني في وجوب دعم النازحين فلماذا لا تمد لهم يد العون و المساعدة خاصة و أنَّها تتولى إدارة العتبات الدينية و تتحكم بخيراتها أفليس من واجب مرجعية السيستاني صرف أموال تلك العتبات في توفير سكن مناسب للنازحين و دعمهم مالياً فهل من المعقول صرف مبلغ (750) مليار دينار عراقي على أعمال توسيع الصحن الزينبي في سوريا أم الأولى بناء مساكن لإيواء النازحين فيها ؟؟؟ أليس من الواجب تسخير هذا المبلغ الكبير في خدمة النازحين وتذليل العقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق راحتهم وكذلك معاجلة مشاكلهم و تنتهي معاناتهم ؟؟؟ فأي فائدة يجني العراق من هذه الأعمال ؟؟؟ و في مقابل تلك المواقف المخزية لمرجعية السيستاني نجد أن المرجع الصرخي الحسني قد جعل النازحين قضيته المصيرية التي لا تغيب عنه و يسعى بكل ما يملك من إمكانيات مادية متواضعة الذي يعتمد فيه على تبرعات أنصاره الشرفاء في تقديم العون و المساعدة لأهلنا النازحين و كذلك عندما خرجت التظاهرات العراقية في بادئ أمرها بسبب أزمة الكهرباء فان المرجع الصرخي قد خاطب المتظاهرين و دعاهم إلى ضرورة استشعار معاناة النازحين و أن يكون من ضمن أولويات خروجهم من اجل النازحين و عوائلهم المهجرة جاء هذا في بيانه الموسوم ( الكهرباء أو الأطفال و النساء و الدماء ) في 2/8/2015 و الذي جاء فيه : ((لكن هل سألتُم أنفسَكم هل الأوْلى والأرجَحُ والمتعيَّنُ والواجبُ أن تخرجوا من أجل الكهرباء لأنفسِكم الآن وفي هذا الوقت وهذا الحَرّ الحارق أو أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهلِيكُم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء ، والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد .)).
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049005012#post1049005012