تدغدغ أيامنا، تلك البعوضة صاحبة الكرش المنتفخ، وتعدل مزاجها بكأس من دمنا المتفحم، أثر تلك “الكفخات” المتتالية على “يافوخنا” الذي اعتاد الضرب، منذ خمسة عقود..
أزمات تتراقص بكل عفوية، تأخذنا يمينا وشمالا حتى اعتدنا الترنح، وكلما قاربت الصحوة بحثنا عن مشكلة آخرى، كي تبقينا مترنحين مع خصر الأزمات ومؤخراتها المملوءة بقضايا تهم الوطن، كتلك التي في الحاوية، دراسات وبحوث ومقترحات رفوف تفيض بالكتب لكن من يهتم؟
انوف يملؤها بقايا المخ، مستوى ضحل من السذاجة المخلوطة بالغباء المعتق، تطفوا على جماجمهم شوائبية سمجة هلامية الرؤية، تدعوهم الى التعمق في السفاهة، رأيهم لا يعد من الرأي بشيء بل هو أقرب لريح من مؤخرة ما.. حروفهم تحتاج أن تغتسل فكمية القيح النابع من المخيخ، لم يعد يتسع لرؤوسهم..
كان يصرخ بشدة، بأنه يريد وطن بالهيأة التي صورها، ودافع عن أفعالها بشتى الوسائل، من سرقات وقتل واغتصاب وتعليق وابتزاز وتعدي وشيطنة، باع كل شيء حتى الوطن، عندما رفض كلام العقلاء وانتهج منهج العملاء، ليصبح مطية الاعلام وحمار السفارات ونعجة الأحزاب، سلك الطريق الرعاع واتبع سبيل الأهواء فزاد على نفسه وعلينا العناء دون أن ينتج خير لوطن كان هو الشريك في قتله والمنبطح في فتنه والجاهل بحقه.
تلك الأيام تكتب والتاريخ لا يرحم أحد، ضحايا كانوا وقود لمحرقة اطفأها الرحمن، قرابين الاندفاع والخداع والتأمر على شبابنا بعناوين براقة، وجيوش جرارة وحبال لينة الملمس والسم يقبع في جوفها…
زال الخطر وبقي الجرح، يحاولون في كل مرة ان نحرق بنار لا تشبع منا فحطب الجهل موجود، والثعالب الماكرة تلبس كل المقاسات تارة سفارة واخرى أحزاب وتجار وكل جهلة بما لديهم فرحون.